صحيفة المثقف

نشاط شعري للشعر الإنكليزي مميز في نوتنغهام

قصي الشيخ عسكربعنوان مهرجان الشعر بدأت الاحتفالية الشعرية يوم ٢٠ من هذا الشهر وسوف تستمر الى يوم ٢٩، والاحتفالية الشعرية تتوزع على مناطق مختلفة في مدينة نوتنغهام منها المكتبة المركزية والمكتبات العامة الاخرى، الدخول الى بعض هذه الفعاليات بالمجان وبعضها برسم دخول وتجدر الإشارة الى انني حين اطلعت على دليل الفعاليات من مكتبة نوتنغهام في الوقت نفسه اتصلت بالأخ الدكتور صالح الرزوق لمعرفتي به متابعا بشكل مذهل للاداب الانكليزية " الأدب الإنكليزي، الامريكي، البريطاني، الأسترالي، " فتابع الموضوع معي على النت.

الفعالية الشعرية الاولى كانت في قاعة المكتبة العامة في مدينة Hucknall وقد خصصت لشاعر نوتنغهام الشهير Henry Normal حيث قدم نبذة عن حياته وآخر مؤلف له وهو raining upwards " تمطر لأعلى" ثم قرأ بعضا من شعره على الحاضرين.

عن حياة الشاعر ان عمره ٦١ سنة أحب الشعر من عمر ١٤ سنة، لديه ولد متوحد عمره ١٦ سنة روى طرفة حدثت له حين كان جالسا مع زوجته يتابعان فلم التايتانيك وقد بهرتهما مشاهد الفلم : الباخرة تقف الى اعلى أطفال يضطربون خائفين أناس يذهبون الى حيث لايدرون والأطفال ينزلون الى القوارب كل يبحث عن النجاة ثم فجأة سمع زوجته تقول لن اذهب بعد في أية نزهة بحرية !

وقد قدم الشاعر هنري نورمال الكاتب المسرحي Kev Fegan الذي يوصف في بريطانيا بانه Britans most innovative playwright الكاتب البريطاني المسرحي الأكثر إبداعا وقد قرأ بعض النصوص ثم تقدم اخرون اقل شهرة وقرا كل منهم نصا شعريا وكان هناك شاعر ألقى قصيدة مؤثرة يصف فيها موت صديق له.

40 قصي الشيخ عسكر

أنا والفعالية والأسئلة:

اعتدت اذ أحضر اي مهرجان او ندوة او محاضرة ادبية تخص ادبا غير الأدب العربي ان آستمع فقط لكوني احاول ان أستفيد من الندوات الأجنبية اكثر حين أصغي وأنصت لكن هذه المرة اخبرني الدكتور صالح رزوق انه تحدث عني لصديقه الشاعر والأكاديمي الامريكي فيليب تبرمان الذي تربطه به علاقة وثيقة ادبية وحميمية ومن الممكن ان ينشر الشاعر نورمال في مجلة أمريكية بدأ الدكتور صالح ينشر بها لكي يعرفه - نورمال- القرّاء الأمريكان وقد بعث لي د صالح ثلاثة أسئلة للشاعر نورمال فحفزني ذلك على كتابة ثلاثة أسئلة اخرى اخبرني السيد تيرمان انه لايمكنه ان يجيب عليها الان لضيق الوقت ووعدني بانه سيبعثها على إيميلي فإذا ما وصلت فسأقوم بإرسالها الى د صالح لكي ينشرها لانه هو الذي حرضني على موضوع الأسئلة وسوف أقوم بإرسال احدى القصائد التي قراها نورمال في الندوة وعنوانها witness شاهد وقد تحدث نورمال عن سبب كتابة القصيدة انه حين زار مكان طفولته وجد كثيرا من الأشجار التي كان يلعب تحتها ويستظل بها قد قطعت تلك الأشجار التي احبها كاتب نوتنغهام الأكبر د ه لورانس .

ملاحظات مهمة:

لفت نظري عدد الحاضرين كانوا مع موظفتي المكتبة خمسة وثلاثين شخصا معي وعندما سآلت احدى الموظفات قالت هذه طبيعة الشعر له مختصون ومحبون اما الجمهور الأكبر فهو جمهور القصة والرواية والمسرح ( يعني على النقيض من حالتنا نحن العرب حتى الجنين في بطن أمه شاعر"

حين تحدثت مع الشاعر نورمال ومع الكاتب فيجان وقدمت لهما مقالا وقصة بالانكليزيّة لي وجدت انه سرهما ماقدمته لهما في الوقت نفسه أخبرتهما أني سأكتب عن الندوة للصحافة العربية وسأترجم لكل واحد منهما عملا قرأه في الندوة فلم يظهرا لا اهتماما ولا فرحا ولا اندفاعا هذا الموقف ذكرني بإحدى المهرجانات الشعرية العربية وقتها رأيت الشعراء المدعووين للمهرجان يحيطون بمدعوة بولندية تتحدث العربية على أمل ان تترجم لكل منهم او تنشر عنه، وفي مهرجان اخر رأيت شعراء يحيطون برئيس وزراء البوسنة الأسبق حارث سلافج الذي يتحدث العربية ويتوددون اليه اما ظاهرة الترجمة الى لغة اخرى عند الشعراء الأوروبيين الدنماركيين والانكليز والالمان فلا تعنيهم بل قد لا يعيرونها اي اهتمام.

الملاحظة الاخيرة هي ان الأديب الإنكليزي منفتح مغلق في الوقت نفسه، في فايله بالدنمارك تعرفت الكاتب كيمي كيلسن الذي زارني ودعاني الى بيته وفي كوبنهاغن كانت الصحفية بيغت غاسموسن وأدباء اخرون وفنانون يزوروننا ونزورهم. وكذلك في السويد اما الأكاديمي الإنكليزي والأديب فهو منفتح اذ يرحب بك ويستقبلك بحرارة تكتب له رقم هاتفك وعنوانك ليتواصل معك لكنه من المحال ان يترك رقمه لك وعنوانه وهذا ما حدث لي مع السيد نورمال وغيره من الأكاديميين الإنكليز وانا بانتظار أجوبته التي وعدت بها الصديق العزيز الدكتور رزوق

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم