صحيفة المثقف

السياسة فكر ومنهج ليست برنامجا

mujahid mnathermanshadالسياسة فكر وتطبيق منهج وليست برنامجا، ولها مخطط يرسم عجلة السير وفق المنهج الموضوع المراد تطبيقه . المنفذ يجب ان يكون صاحب فكر ينتشل الامة من الضياع من خلال عودة الحقوق المسلوبة الى الشعب، بمعنى أن يكون الهدف بناء الإنسان وليس الجماد . والانتهازي والعميل لا يستطيع أن يعيد الحقوق لآهلها او الاصلاح ..فهنا يأتي دور البرامج حيث من ذكرناهم ينفذون برامج تستهدف تدمير الانسان في الامة، وبهذا فهم بعيدون كل البعد عن الفكر والمنهج . أن من يظن السياسة تنحصر بإطار المعارضة فحسب واهم جداً، فمكاسب معارضته يحصل منها على خبرة عسكرية وامنية وممكن ان يستقطب بعض المؤيدين باستغلال فكر اصلاحي معين من أجل المعارضة لشخص او حزب او كلاهما معا، ولكن ان يكون سياسيا فهذا يتطلب منه جهود كبيرة للعمل المعاكس الذي كان يستخدمه خصمه كأن يرسي العدالة الاجتماعية ويقضي على الظلم ويمنح المجتمع الحرية في التعبير عن رايه ويوفر ويدافع عن حقوق الشعب ..الخ، فاذا كان مؤمنا بالفكر الذي يدعيه اثناء المعارضة عليه أن يطبق بنود الاصلاح السياسية على ضوء ذلك الفكر ليقيم بأنه سياسي محنك مؤمن بالمبدأ في معارضته السابقة . أما ان يدعي فكرا ويرتديه غطاء وهو غير مؤمن ببنوده،فأنه يعرض نفسه لإسدال الستار وخلع الحجاب وبالتالي يفضح نفسه بنفسه . وهناك قواعد عديدة من خلالها يستفهم الانسان العادي هل ذلك الشخص او الحزب فعلا يريد أن ينهض ويرتقي بالمجتمع أو لا؟ المبدأ الشائع بعد الانقلابات و تغير الانظمة هو الاصلاح، فالمواطن يذهب بذهنه الى عمق سلوك الحزب السياسي الذي هيمن على السلطة ويرى هل هو اصلاحي؟ وهذا يأتي لنا بالقاعدة فالشخص الذي لا يستطيع أن يصلح فردا فاسدا من جماعاته لا يمكن له أن يصلح أمة . ولذلك أمثال هؤلاء تراهم يعملون على تحفيز عواطف الناس أما بالتأثير الديني أو استغلال فئة مظلومة من المجتمع لتكون مؤيدة لهم، فعلى سبيل المثال اعلان بأنني سأدافع عن حقوق الشهداء ! أنت لم تسألني أي شهداء سأدافع عن حقوقهم؟ هل شهداء حزبي؟ هل كل شهداء البلد تحت عنوان من دافع عن العراق وقدم روحه ودمه من أجل بلاده؟ هل الشهداء الذين ماتوا حتف انفهم؟ وما يجب أدراكه بأن دعوتي هي استقطاب عواطف الناس والغاية منها تحقيق هدفي الشخصي،ففي الاصل الدعوة لشهداء حزبي انا . ومن ذلك تبدأ العنصرية والانغلاق على المجتمع وترجيح الانتماء الحزبي على مصلحة البلد العامة .. والمثل الاخر دعوتي بأنني سأقوم بالإصلاحات، فأقطع مؤنة الناس التموينية، ثم استهدفهم بالعلاجات وما يتعلق بالصحة، وافرض عليهم ما فوق طاقتهم في الوسائل الانسانية كالكهرباء .. ولازلت ادعو بالإصلاح ومحاربة المفسدين وعلى رأس قائمتي الانتخابية رؤوس الفساد ..اليس الافضل أن استبعد كل مفسد وأبحث عن النزية والشريف الذي يكون عونا لي في الاصلاح ! والامر في تميز الفاسد وحزبه لا يحتاج الى مزيد من الاستفهامات فبمجرد أن ينظر المريء الى ما يسمونه بالبرنامج الانتخابي سيجد تناحر الساسة حتى فيما يدعونه،فلا تجد مطالبات تصب في ما ينفع البنية التحتية للمواطن واسترجاع حقوقه المسلوبة .

 

بقلم: مجاهد منعثر الخفاجي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم