صحيفة المثقف

الخطوط الجوية العراقية..هل حياة لمن تنادي؟

ابتسام يوسف الطاهررسالة الى رئيس الوزراء العراقي، وزير المواصلات، مدير الخطوط العراقية، وزير السياحة وكل من يهمه العراق اقتصادا وسمعة

ونحن ندخل ابواب انتخابات عام 2018 بقدمنا اليمين تيمنا بالقادم وتفاؤلا..نتأمل ان تنهض ضمائر الوزراء والمسؤولين ويجعلون العراق في عيونهم وقلوبهم. لإبراز افضل مافيه واصلاح كل ماخرب وتصحيح اخطاؤهم بحقه. على الاقل ليضمنوا كرسي على بابا! هذه ليست مقالة بل هي نداء اوجهه بشكل خاص لوزير المواصلات ومدير الخطوط الجوية العراقية وكل من له صلة بالطيران المدني العراقي.

في كل محنة مر بها العراق حاول جيرانه الاستفادة منها قدر الامكان (مصائب قوم عند قوم فوائد) ومن اكثر الجيران رغبة ببقاء محن العراق، هما الاردن وتركيا وحتى لا ندخل بمتاهة تهريب النفط وبقاءه يجري مجانا، واستغلال محنة اللاجئين واغراق اسواق العراق بكل انواع البضائع وضرب المعامل العراقية الصغيرة وتحجيم المنتج العراقي. سأركز على موضوع الطيران العراقي.

بعد معاناة الانتظار الطويل والمضني في اختيار الخطوط التركية او اخرى غير عراقية، حرصت على السفر عن طريق الخطوط الجوية العراقية اولا لتشجيع كل مايخص العراق كذلك تجنبا لساعات الانتظار المرعبة في مطار استانبول وكراسيه البلاستيكية الغير مريحة.. وزحمة الاسواق والضوضاء التي تجعل المسافر كما لو هو في كابوس لايدري متى يستيقظ وينتهي منه..

فقبل سنوات سافرت للعراق على متن طائرة عراقية صغيرة. كنت مثل طفل يرى مراجيح العيد بعد شوق فاض به..تحولت الى سائح ياباني وصرت اصور المقاعد والمضيفات.. كنت سعيدة بأن الطائرة تاخذني من لندن الى بغداد مباشرة...بالرغم من خيبة املي بتفتيش الطائرة في مالمو لدى عودتها الى لندن مع ان بغداد هي من يعاني من الارهاب!

بعدها فوجئت بتعطيل الخطوط العراقية لأنها لم تلتزم بشروط الطيران العالمية! دون ان يتكفل أي من المسؤولين العراقيين ويشرح لنا ماهي تلك الشروط ومدى صحة تلك الادعاءات! ولا حتى وعود بتحسين الخدمات على تلك الخطوط. هنا تبرز نظرية المؤامرة بكل حذافيرها، فالجيران والاخوة الاعداء يحاولون قدر المستطاع افشال الاقتصاد العراقي وكسر اقدامه كلما حاول النهوض..والمسؤولون العراقيون "نايمين وخوش نومة مستريحة بمذهبي"!

عادني الامل بعودة الرحلا على متن طائرة عراقية. واخترتها في سفرتي الاخيرة وقدر رفضت السفر لبغداد على غيرها، لعدم تحملي فكرة الانتظار مضاف لها غلاء التذاكر! فاخترت العراقية وكلي امل ان تكون تحسنت وصارت افضل.

فاذا بي اجدها منزوعة الدسم كما نقول عن الحليب، ليكون اكثر فائدة، ولكن في حالة طائرتنا، فوجئت بالكراسي منزوعة الشاشات التلفزيونية! البطانيات لا وجود لها على مقاعد المسافرين كما هي العادة، بل خزنت في كابينة تزاحم حقائب المسافرين! ولابد لك من شرح ماتريد للمضيفة التي تندهش غضبا بأنها تركية ولا تعرف العربية ولا الانكليزية او ربما تعرفها لكنها تتعمد التقصير بواجبها!..فصار بعض الركاب يخدمون انفسهم بانفسهم بتوفير البطانيات لتوسدها او استخدامها كغطاء. لا سماعات تسمع من خلالها راديو أو موسيقى تخفف حالة الملل في الطيران الطويل. ولا وسائد صغيرة كما هو الحال حتى في طيران الدول الفقيرة! فقلت بصمت، لابد انها طائرة محالة على التقاعد مشتراة من تركيا، أو ان الشركة المقاولة تستخدمها لتوحي ببؤس الطيران العراقي!

جلسنا ساعات دون يقدم لنا كأس ماء ولا صوت يشرح لنا عن الرحلة. عرفت ان طاقم الطائرة كله من الاتراك من الكابتن الى المضيفين والمضيفات..والاكثر غرابة ان الكل لا يعرفون غير التركية! والابتسامة شحيحة على وجه المضيفات سوى ابتساماتهم فيما بينهم! بل نقدر نقول انهن (ابتسامة سز). الطيار حاول شرح بعض المعلومات بلغة انكليزية ركيكة ولم يفهم منها المفيد! بالرغم من انه من المعروف ان من شروط العمل كطيار او مضيف، ان يجيد عدة لغات. والرحلة بين لندن (الانكليزية) وبغداد العربية فأي استهتار بمشاعر المسافرين وقلة احترام واستخفاف بالمسئولين العراقيين.

خرجت بانطباع انه مادامت الشركة متعاقدة مع اتراك، فهم يديرون الطيران العراقي على طريقتهم. وسوء الخدمات والتقصير وعدم الالتزام بابسط شروط الضيافة، هو متعمد ومقصود لكي تبقى الخطوط العراقية مغضوب عليها ولكي يضطر المسافر اختيار التركية على مضض..

السؤال البديهي :لماذا؟ أين المضيفين العراقيين من شباب وشابات من الذين يجيدون الانكليزية بطلاقة والفرنسية وغيرها من اللغات العالمية، وابتساماتهم الجميلة وروحهم المضيافة؟..اين الطيارون العراقيون؟ هناك العشرات بل المئات ممن لهم خبرة ولغات مع هذا لا يحظون بالعمل في المجال الذي هو بحاجة ماسة لهم، ويترك الامر لمن يواصل التخريب على كافة الاصعدة والمجالات..

اذن على المسئولين المذكورين اعلاه، المبادرة فورا، بفتح فرص العمل للعراقيين في مثل هذه المجالات وباجور مجزية مقابل عملهم المهم والمتعب. بدل من الملايين التي تمنح للبرلمانيين مقابل سفراتهم السياحية وانعدام احساسهم بالمسؤولية! ولسحب البساط من تحت اقدام كل من يسعى لتخريب الاقتصاد العراقي.

 

ابتسام يوسف الطاهر

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم