صحيفة المثقف
تأخّرت كثيراً يا ربيع
إلى مَ تجوبُ فضاء الدنى وتدري بأنّ ظلاماً طغى
رقاق الزهور ستفنى ,وتبقى أفاعيّ رمل بفيها الردى
سنين الحياة قصار اليدين وعمرالزمان سريع الفنا
أتبحث ُعن روضة في هشيم وورد بجذع صليب جسا
نسيتَ بأنك تسعى لروض رطيب الغصون وزاكي الشذا
لها نفحُ عطر كضوع الجنان تفوح كخمر شديد الذّكا
ورمتَ نوالَ نجوم السما ء ولم تحض غيرانهيال النقا
تمنّي الضميربلمس السحاب وحلم اللقاء عسير المنى
وسهلُ الوصول إلى مائه وصعبٌ بخيلٌ بما قد حوى
وظبي يجود بحلو الحديث كأن الكلام قرين اللمى
رشيق كسعفات نخل طوال رقيق القوام كعود نما
وإني أسير الجمال النقي قتيل الحسان شهيد الدمى
عفيف اللسان عنيف الجواب عشيق النحور وضمر الحشا
سلام لنفس تخوض الغمار بعزم إلى سدرة المنتهى
ولا تنثني مثل ليّ الغصون بعصف الرياح وميد الثرى
أبغداد يا دوحة الأكرمين وشم الأنوف ونشر الذرى
أبغداد أم العلوم التي زهت مثل ومض بعمق المدى
وفقه أقيم بسفر الخشوع ووحي السماء كريم الهدى
وشم ّ الرحيق وضوع المنى وقرع الكؤوس ووحي الصدى
ويا سائرين بعين الرضا ويا حائزين عنان العلى
ويا مغرمين بنبض الشعوب ويا واثقين بنور الضحى
ويا واهبين بلا مطمع ويا معتلين نجوم السما
وجاءت جسام حفاة العقول صغار النفوس تعاف الشذا
سمعتُ صراخَ نواعير أنّت وكيف الفرات يطيق الظما
وكان الخرير غناء المياه وشدوالطيور وخفق الكلا
وحبات قمح بلون النضار تلوح لهن كوهج السنا
سلام على خال خد بدا كثلج علاه نثارالدجى
سواد العباءات وحسن الوجوه كأنوار بدر بسفع ذكا
جموع الرجال وهذا العراق يشير إلى كل وغد عتا
أنبيكمُ يا كرام النفوس لقد ضاق صدري بمن قد سطا
سفيه تجلى بدين التقاة يجر الثياب ويرخي اللحى
فيا بئس هذي النفوس التي بَنَت من دماء الشعوب الغنى
وبئس الرؤوس طبول ضخا ....... م حجم صداها ضعيف الشجا
على كل ذي عقل وعلم فنى سنيناً تجنّت عقول الغبا
وظنوا بأن البلاد تقاد بواهي الحديث وسخف الرؤى
ومن جهلهم ضاع التراث وذاك الذي كل شيء رأى
فقدنا سجالات فكر كست ضميراً وعقلا كوشي الردا
وسالت دماء وظيمت نفوس وسيمت ثكالى فضاع الحيا
أهذا هو الدين إني إذن كفور وربي رحيم الجزى
تنحّوا فذي أرض الكرام حباها الإله فيوض الهدى
سردار محمد سعيد - نقييب العشاق بين بيخال والبنج آب .
