صحيفة المثقف

يجر نصف جثته

فتحي مهذبوحدك

تجر نصفك الميت

مكتظا بثقوب اللامعنى...

أفردتك العشيرة

في أقصى المدينة

تطاردك ذئاب قرمة

بأحذية قديمة...

لا قاع لسيمياء

وردتك المطفأة..

لا نافذة

لتسحبه من ذيله

طائر القمر الغريب...

غاطسا في منفى الحداثة

تركل نصفك الرملي

بزفرتين من الفراغ العائلي..

نصفك الليلي

الأهل بالوطاويط

بنجوم مطفأة..

تجر نصفك الخشبي

نصفك المظلم

تلاحقه ديدان المخيلة

ويهيب بك القبار

الى سفر نهائي...

تجر تابوتا صغيرا

من الغموض

نحو مصب المستحيل...

تعبر الكلمات

بقبعات سوداء

يعبر النهار

مخلفا جمرتين

في قش الجسد..

تعبر الأنثى

بسكين المجاز

ودم الخيانة

تعبر حمامة

جرحه البابلي

بلباس عائلي...

مثل غيمة

على جسر المساء...

تجر نصفك الميت

لا قوس قزح

على كتفيك

في المرتفعات الثكلى

لا كناري

لتهدئة المساء السفسطائي

لا باب لتفتحه

ويدخل حلمك المنذور

لنافذتي دموع....

تجر نصف جثتك

يمر العابرون

الى نثر النهار الطوطمي..

ويضيء شطرك

يدل على أثر الفراشات

الجريحة

حين ينزع فأسه الحطاب

من جذع الكلام...

تمر طائرة

ملأى بذكريات القتلى

وأنت تجر

نصفك الرملي

الى عتمة نثرك العبثي .

 

فتحي مهذب تونس

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم