صحيفة المثقف

كيف نقيّم المرشح؟

rafef alfares2الامر ليس صعبا فكلنا يعلم حقا ما الذي يريده المواطن من أي مرشح عن دائرته الانتخابية في ايّة دولة من دول العالم "الديمقراطي" فكل مرشّح يجب أن يقدم جدول اعمال او اجندة او قانوناً يتبنّاه ويدافع عنه لتحسين ظروف المواطنين وهذا هو عمل المرشح بالدرجة الاولى ولهذا العمل وهذه الواجبات يجب على المرشح ان يتحلى ببعض المميزات التي من شأنها ان تساعد على تأدية عمله بصورة متقنة واحترافية، اضافة الى الموضوعية والعقلانية.

اهم تلك المميزات ان يكون ذا تعليم او تخصّص واضح وله خبرة في العملية السياسية "وانا اتكلم هنا بصورة عامة وهذا ما جرت عليه الامور في العالم"، أن يكون صاحب تاريخ وطني مشرّف لا غبار على سيرته الاجتماعية أو المهنية، نزيها، متحدثاً لبقاً يُحسن اختيار الالفاظ التي تدعم حجته واجندته التي ستصبّ اولا واخيرا في خدمة المواطنين الذين انتخبوه، وبالتالي ستصبّ في خدمة الوطن ورفاهيته. هذا هو الحال في العالم "الديمقراطي".

اما في وطننا الحبيب "الديمقراطي ايضا" فيجب أن يتصف المرشح تماما بنفس المواصفات العالمية، وعليه يجب على المواطن أن يعي حقا ما هي المواصفات التي على أساسها يتمّ اعطاء صوته " الثمين".

ولتكن حقيقة ماثلة امام المواطن ان المرشح الذي من دينه نفسه او مذهبه نفسه لن يخدم بالضرورة ابدا مصالح مرشّحيه. فكلنا نعرف ان ورقة الدين او المذهب اصبحت هي السائدة في العملية الانتخابية، هذه النقطة يجب ان نقف عندها قليلا هل يجب ان ننتخب شخصا من مذهبنا نفسه وهذه هي ميزته الوحيدة؟ ام اننا يجب ان نغلّب المصلحة الوطنية على ايٍّ من التطرفات الاخرى؟ فمن التجربة السابقة والمريرة والمريعة والخاسرة لم تكن ورقة الدين او المذهب هي الصحيحة او هي التي تخدم الوطن.

هل يجب ان ننتخب مرشحا مدعوما من قبل جهة دينية مشبوهة الغايات والولاءات؟ ام ان ننتخب مرشحا يعرف ان حق الوطن يأتي اولا ؟

هل يجب ان ننتخب مرشحا فقط لانه يؤيد الحشد الشعبي او يناصره او يؤيد جيش المهدي او قوات بدر او غيرها من التنظيمات والمسميات والخطوط الحمراء والزرقاء والخضراء؟

هل يجب ان ننتخب مرشحا يوزّع البطاطين وبطاقات الشحن او وجبة غداء هنا او هناك او مبرّدات الهواء؟

هل هذه هي فعلا حاجة المواطن؟

يجب على الشارع العراقي ان يعي وان يفهم ان البرلمان هو بيته وان من يدخله يجب ان يكون ولاؤه لهذا البيت ولهذا الوطن وحده. يجب ان لا ينتخب من يكون ولاؤه لايران اللاعب الاساسي في التشكيلة المذهبية، او السعودية اللاعب الاحتياط في التشكيلة نفسها، او تركيا او غيرها من الدول التي هي من المفروض ان لا تكون لها يد في اي من نواحي هذا البلد الذي دفع ثمن الديمقراطية المزعومة غاليا وغاليا جدا.

فنحن نحتاج تعريفاً اكثر من مجرد صورة ورقم، نحتاج أن نعرف الخلفية العلمية والثقافية وطريقة التفكير والمنهجية في التعاطي مع المشاكل وكيفية حلها.

نحن لا نريد عبارات طنانة مثل " نحارب الفساد او لا نقبل بالطائفية ... " وغيرها.

نريد خطة عمل لرفع وضع المواطن لتخليص الشعب من السلاح والجماعات المسلحة نريد ان يعود النازحون، نريد ان تقلل رواتب البرلمان وان يكون عليهم تقديم خطة عمل،

نحتاج من كلّ مرشح ان يجيب عن اسئلة بديهية ...

ماذا ستقدمون لو انتخبناكم؟

ما المشاريع التي ستقيمونها؟

ما المصانع التي ستطالبون بإعادة فتحها؟

وهل ستتأثرون بالتيارات الدينية ؟

هل ستطالبون بتقليل رواتب البرلمانيين ؟

هل ستطالبون بفتح فرص عمل للعاطلين من الخريجين؟

هل ستحسنون حالة الايتام والمحتاجين اجتماعيا؟

هل ستتطالبون بتحسين دور التربية والتعليم؟

ما هي خطتكم؟

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم