صحيفة المثقف

تآكل

يتآكل ما خلف جبيني

مثل جبنة في بيت فأر

صدئت شموسي

وحال الزعفران الى سواد

والعنكبوت نسجت بيتها

أمام عيوني

تنهمر المعصرات فلا أراها

تسّاقط نقاطي عن حروفي

صفحاتي غير مقروءة

كأنْ كتبت بماء

أُحاول جاهدة أن أبوحَ

غير إن الخجل

يسد حناجر صوتي

يعمي منافذها

بلصاق من حديد

أيا نفس صبرا

فغدا أشقُّ الشرانق

وأمضي الى حيثما الصمت

يغلق بوابتي

حتى تقوم ساعة الصفر

فأغدو الى حاكم لا ينام

حقه الحق

وبوابة من ظلام

وبوابة غيرها جلاها الضياءُ

عندها

يكون للصمت معنى

وللصراخ صراخ

وتكون الحكمة بالغة

والموازين لا ينزفن

الا العمل

صلاحا وخيرا

والسنون تعود

عجافا وغير عجاف

فالأُمنيات

مضى عهدها

عادت نقودنا زائفات

يسخر منها الشراة

واللدغات غدت سرمدية

فقد رُفع القلم

من زمان

بعيدْ

*****

سمية العبيدي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم