صحيفة المثقف

تعزية لمفكر وعالم فذ البروفيسور قدري محمود حفني

asaad alemaraالرحمة والمغفرة للعالم الجليل الاستاذ الدكتور قدري محمود حفني، تغمده الله بفسيح جناته والهم اهله وذويه وتلامذته الصبر والسلوان ، في هذا اليوم حينما نعبر عن مشاعر الحزن لاستاذنا الذي تتلمذنا بين يديه من العام 1975-1980 في قسم علم النفس بكلية الآداب في جامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية، ما هو إلا رد جميل ووفاء لهذا العالم الشامخ بكل معنى الكلمة من طالب علم أبتدأ في دراسة هذا التخصص، فهو الذي منحنا من مادة تأريخ علم النفس بالمرحلة الأولى، ومادة علم النفس الاجتماعي في المرحلة الثانية، ومادة مشكلات نفسية إجتماعية بالمرحلة الرابعة ونحن ندرس الليسانس، العمق الفكري الأكاديمي، كان يخرج من النص الأكاديمي ليذهب بنا في فسحة علمية قل نظيرها، يذهب بنا بعيدًا متنقلا بين الفكر الفلسفي المادي إلى الأكاديمية الحقة الصارمة دون أن يخدش أحد بفكره وما يطرحه، علمنا كيف نفكر ونعالج الفكرة بطريقة عجيبة وغريبة قل مثيلها، رسخ في دواخلنا أن لا نقبل الفكر السطحي،لأنه محلل نفسي - تخصص في علم النفس السياسي، ولإنه كان من العمق يصعب علينا تقبله، تآلفنا وأعجنا به حد إعجاب التلميذ بمعلمه، كنت ومعي بعض الزملاء من العراقيين نرى فيه مفكر أصيل لم يأخذ فرصة حقيقية في إبداء الرأي وهو الذي أعتاد أن يقول ما يشخص في الواقع آنذاك، هو الذي كتب في الشخصية الاسرائيلية وكتب "الاسرائيلون من هم؟ وكتب عن شخصية الفلاح المصري، وكتب العديد من المؤلفات، وترجم أشهر كتب علم النفس ومنها نظريات الشخصية للمؤلفين كالفين هول وجاردنر ليندزي وكتب آخرى، عدت لبلدي العراق وأنقطعت اخبار اساتذتي في مدرسة عين شمس "مدرسة مصطفى زيور" للتحليل النفسي، وأكملت الماجستير والدكتوراه في علم النفس وعملت في تخصصي في بعض الدول العربية حتى هاجرت من الدول العربية إلى السويد، وعملت في السويد بتخصصي وسنحت لي الفرصة لأن أتواصل معه وكنت اتحدث معه ، وحدثني كيف أنه حضر موتمرا علميا في العاصمة السويدية "ستوكهولم" في العام 2000م وكيف اشترك في بلورة ظاهرة ستوكهولم التي عدت ظاهرة نفسية إجتماعية سياسية. كان يرسل لي بعض كتاباته التي تثيرني وتفتح آفاق جديدة لحوار فكري داخلي مع نفسي وأكتب بموضوعات هو الحافز لي بالكتابة عنها، وأنشرها في المواقع الإليكترونية، وأشير له في كتاباتي لأنه مصدر غير مكتوب، ولكنه ملهم للفكرة.. رحمك الله استاذي ومعلمي أولا، وأستاذ الأجيال من العرب ثانيا، تغمد الله روحك الطاهرة وما تركته من آثر في آجيال من تلامذتك، نجحت في تغيير أفكارهم، نقلوها من بعدك لتلامذتهم في مشارق الأرض ومغاربها.. لك الرحمة كل يوم، نذكرها في كل مكان وزمان.

 

الدكتور أسعد شريف الاماره"دكتوراه علم النفس"

أحد تلامذة البروفيسور قدري حفني

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم