صحيفة المثقف

الليبيون وحق العودة

ميلاد عمر المزوغيلم يكن احد يتصور ان بعض الليبيين في هذا العصر سيعيشون حياة الذلة والهوان وتتقطع بهم السبل ويتركون منازلهم ويفرون الى دول الجوار او الالتجاء الى اناس من بني جلدتهم بالداخل ويطول بهم المقام بعد وقت لا بأس به على انتهاء المعارك بين المتقاتلين.

لم يكن احد يتصور ان تذهب حكومات وتأتي اخرى ولم تحل مشاكلهم وكأنها حكومات طرف واحد (المنتصرون) وليست حكومات لكل الليبيين، فالحكومات المتعاقبة تدار بأيد خفية وعن بعد من قبل اناس لا يشعرون بقسوة حياة الغربة وضنك العيش بل لا نبالغ ان قلنا ان هؤلاء (المتسترون) يتشفون مما يلحق بإخوانهم ويتلذذون .

حدثت حروب اهلية مشابهة في دول اخرى (لبنان، رواندا-بوروندي) تضم مجموعة اعراق ومذاهب مختلفة راح ضحيتها الآلاف سرعان ما تدخل الخيّرون من ابناء البلد وأطراف دولية اخرى ادت الى المصالحة وعودة المهجرين الى ديارهم لكنني لم اسمع بمعاناة كهذه التي يعاني منها البعض بسبب رفض القلة المتسلطة مبدأ الحوار والتصالح الذي سعى اليه البعض ولكن دون جدوى وينادي هؤلاء بضرورة الاخذ بالثأر وكأن القتلى والجرحى والثكالى من طرف واحد ويتناسون ان الدم يولّد الدم وأنهم بذلك يطيلون من امد الازمة وتتسع دائرة العنف لتشمل بعض المناطق لأن الانسان عندما يسلب ابسط حقوقه للعيش بأمان فوق ارضه ويحشر في (الزاوية) فقد يتصرف تصرفات غير مسئولة لأنه لم يعد لديه ما يفقده .

أ ليس من المعيب ان يتحدث الغرب بوجوب جلوس الليبيين على طاولة حوار وإجراء مصالحة وطنية!

ألم يكف هؤلاء كل هذا الوقت للنظر في ما آلت اليه الدولة من خراب وتدمير وتعثّر مصالح المواطنين وعدم استتباب الامن في ربوع البلد وما يعانيه المواطن من هموم وتوقف المشاريع (الاسكانية) التي كان يرى فيها مستقبله ومستقبل ابنائه عند تنفيذها، لقد اضحى المواطن متخوفا من المستقبل الذي يراه مجهولا، يجب ان تتكاتف الجهود والشروع في استكمال المشاريع المتوقفة وبناء الوطن.

لقد طال المقام بالمهجرين وآن لكل ليبي غيور على بلده وشعبه ان يسعى جديا في ايجاد حلول جذرية للمغتربين، الى متى يود الذين يرفضون المصالحة بقاء هؤلاء خارج الوطن او منفيين بالداخل مهضومي الحقوق؟ ا لا يدرك هؤلاء ان العالم المتحضر لن يقبل المساس بالحقوق الاساسية للإنسان ومنها حقه في العيش فوق ارضه بأمن وسلام وممارسة حياته اليومية والتعبير عن رأيه بكل حرية.

أ لا يدرك هؤلاء (المعترضون) ان الغرب الذي ساعد الشعوب في التخلص من حكامها لقادر على ان يساعد هؤلاء المغبونين المنكوبين في اخذ حقوقهم ايّا يكن الطرف المقابل وبالتأكيد لن تكون التكلفة بالنسبة للغرب كتكلفة ازالة الحكام خاصة وان ليبيا لا تزال تحت الفصل السابع. ام يريدون من هؤلاء ان يذهبوا بقضيتهم الى اروقة الامم المتحدة والدول الكبرى وقد لاقت قضيتهم استعطاف المنظمات الحقوقية الدولية، ام يريدونهم الاستنجاد بالأجنبي لأن ظلم القريب جائر وشنيع، ويستغيثوا وا .... وعندها يختلط الحابل بالنابل ويحدث ما لا يحمد عقباه ولن تقوم للبلد قائمة وتقع فريسة للغير والمتربصون به كثّر ويكفي تشرد الشعب الفلسطيني والعراقيين فاعتبروا يا اولى الألباب.

 

بقلم: ميلاد عمر المزوغي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم