صحيفة المثقف

من وحي الوطن

فاطمة الزهراء بولعراسقضاء وقدر، هكذا يقولون عندما تجرفنا الخسارات الفادحة' وتتلاعب بنا الآراء الخرقاء' وتسلب قوتنا وروح شبابنا وأعمارهم ،التي تضيع هباء في الإنتظار والانكسار والخزي والعار.

بلد كبير كبلدنا ماذا كان ينقصه كي يغادر البؤس؟

لم أعد أومن بالمؤامرة ولا باليد الأجنبية.ولا الصدفة

أصبحت أومن باللعنة لعنة الشهداء الذين سرقت أعمارهم وامتص دراكولا المخيف دماءهم في وليمة الخيانة.

بلد غني كيف يعيش أبناءه فقراء؟

بلد فتي كيف يكون شبابه أشقياء؟

بلد عريق كيف يصبح فجأة بلا تاريخ ولا انتماء

من استل من جزائرنا روحها الجزائرية؟

من عبث بعقرب البوصلة فتوقف وصدئ ولم يعد يوجه؟

بالأمس القريب كان الجزائريون يؤمنون أن شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب ، لكنهم اليوم يقولون أن ذلك لم يكن صحيحا؟

يقولون أن المسئولين ظلموا هذا الشعب عندما علموه لغة القرآن

اليوم من قرأ (نظرية) لم تثبت صحتها من زيفها أراد تطبيقها على أبنائنا.

اليوم جاء( العلماء) وقد حملوا الكثير من الحيلة بدل العلم والكذب بدل العدل, كي يقولوا انزعوا من صدوركم الشهادتين وغيروا قبلتكم التي أنتم عليها . اتبعوا من لا يخطئ اتبعوا عدوكم الذي يحبكم كثيرا إلى درجة أنه بريدكم مثله تماما تغنون وترقصون وتعيشون الحياة ' كأن الحياة لا تعاش إلا بطريقته.

عاش أجدادنا يقاومون المسخ والنسخ ونزغات الشيطان والغواية، لم نقل أنهم لم يخطئوا قلنا أنهم اجتهدوا وحاولوا ولهم أجر الاجتهاد .قلنا أنهم من أمة خلت من قبل لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ولا تسألون عما كانوا يعملون.

قلنا أن هؤلاء العباقرة الذين اكتشفوا أن العلماء أخطأوا والشجعان جبنوا والحكام خانوا وأن كل ما تربينا عليه باطل، كان عليه أن يحول عبقريتهم للبحث في عمق أزمتنا وهو انحراف النشء عن القيم والأخلاق ليست أخلاق الصحابة والتابعين والصالحين التي لن تستطيع رقيها إنما أخلاق وقيم بسيطة تفرضها الفطرة والتعامل والانتماء لهذا الوطن الذي أحبطناه بالنقد واللوم .

وطن تركه أجدادنا كبيراً وكل واحد فينا يريد تفصيله على مقاس مصالحه الصغيرة

ننتقد من سبقونا ولم تفعل شيئا من أجل القادمين

نصم الحكا بكل مشينة وأغلب من قدر له أن يحل محلهم لن يزيد الوطن إلا خرابا.

إذا خربت الأوطان فإن الجميع مسئولون عن خرابها،ويكونون قد شاركوا بطريقة أو أخرى عما حدث لها.

عندما نتأخر بضع دقائق عن عملنا فنحن نشارك في خرابه

عندما نلعنه ونذمه نشارك في خرابه

عندما نصمت نشارك في خرابه

الوطن وحب الوطن هو أن نصدق مع أنفسنا ومع غيرنا

هو أن نصبر على أذانا

أن نغير بما نستطيع بدء بأنفسنا

أن نصمت عندما يكون الصمت حكمة

نتكلم عندما يكون للكلام فائدة

لن نكون سذحا عندما نتظاهر بأننا لم نر لم نسمع ولم نفهم.

ترانا جميعا ذاك الذئب الذي رباه الوطن بين نعاجه فالتهمها؟

ترانا ذلك الذي رمى سنمارا من أعلى برج بناه؟

ترانا ذلك العرقوب الذي أخلف الوعد ولا زال؟

لا أدري كل ما أعلمه ومتأكدة منه أننا حولنا أنانيتنا في حبه حولناها عليه بدل أن نوقفها له وذلك عندما أصبح كل واحد منا يعتقد أنه الوطن وينتظر من الآخرين أن يؤمنوا بذلك.

الخلاصة أن بناء الأوطان إيثار وتضحية

ونحن أردناها أثرة وثرثرة

ونحن نجني ثمار ذلك

والله المستعان

 

فاطمه الزهراء بولعراس

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم