صحيفة المثقف

تجارة أمة (اقرأ)..!

في جميع البلدان وعلى الاقل المجاورة لنا نجد ان جميع الجهود تتكاتف لانجاح العملية التربوية والتعليمية، الا اننا في العراق نجد

تكاتف وتنظيم كبير لاسقاط العملية التربوية في العراق من جهات مسؤولة وكبار المتصدرين في البلد سواء على مستوى المناطق الصغيرة او على مستوى المحافظات كل جهة تعمل مايطلب منها بشكل يدعو للاستغراب،الغريب بالامر ان ابناء الشعب جميعا يستنكرون الوضع التعس للبلد بالوقت الذي يكون فيه كل شخص قد اتخذ مكانه الصحيح بالتخريب هذا،والمشاركة بشكل منظم حتى وان كان معتقدا ان الامر لا يحمل اي خطورة لانه شيء فردي يحاول ان يرتب وضعه المادي فيه او يحسن مستوى اطفاله علميا..جميعنا بلا تخصيص مشتركون بالخراب والتدهور الحاصل اليوم واغلب الثقل بالامر يقع على عاتق التربويين مدراء ومدرسين ومسؤولين ..المدرس اليوم مستعد ان يصور زميله بأبشع الصور اذا صادف ان نافسه في عدد طلابه بالمدارس الخاصة..او في استثمار اسهم في المدراس..اصبح التعليم تجارة مربحة عملوا عليها بشكل رائع ودمروا المدراس الحكومية مع العلم هم نفسهم يعملون بها ورواتبهم منها ..انت يامدرس ياتربوي يامن اصبحت اليوم مستثمر او مدرس في مدرسة اهلية او تدير مدرسة اهلية..ارجع معي قليلا الى الوراء..نعم..بهذا العمر تحديدا بعمر طلابك اليوم..كيف كانت حياتك..؟صدقني كان اقصى ماتتمناه هو ارتداء ملابس مناسبة ولا تستدعي الخجل لتدرس في مدرسة حكومية مجانية اوصلتك لمكانة تحكم فيها على فشل التعليم الحكومي اليوم..لماذا كل هذا الاهمال للمدارس الحكومية الم تفكر بوجود ابناء للفقراء لايستطيعون الوصول لعالمكم....؟!! طوال عقود مضت يُخلد المعلم بجهده واهتمامه بطلابه وحسن تعامله معهم مع وجود تلك المكانة المميز والمحترمة له في قلوب الطلاب،ينظرون له بوقار وهيبة واحترام كبير..هل ترى شيئا من هذهِ الهيبة والوقار والاحترام بتعاملك مع طلابك بهذا الكم من الاستخفاف بهم وجعلهم كسلعة يجب ان تضعها بمكانها الصحيح ويكون اول حوارك معهم ماديا لايتعلق بمستقبلهم بل بجيوبك.تعتقد ان الطلاب لايقيمون الحديث ولايعرفون غاياتكم الحقيقية..

سيأتي الوقت الذي تعرفون فيه ان القيمة التي تبقى في الذاكرة والخلود الحقيقي للتربوي..هو في اخلاصه وتفانيه وتأدية رسالته بصدق ورغبة في صنع جيل واعٍ جيل يقدر معنى التعليم كخطوات مهمة في الحياة للوصول للهدف وليس كتجارة ينجحها المال بكل احوالها.

 

هناء عبد الكريم

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم