صحيفة المثقف

هل يحتاج العراق إلى فتوى دينية أم طبخة أمريكية

ضياء محسن الاسديإن المراقب للشارع العراقي عن كثب الآن وما يدور بين أروقته وأفكار المواطن بعد العملية الانتخابية المشوشة والغير واضحة المعالم وما رافقها من إخفاقات وغموض على الصعيد العد والفرز الإلكتروني وما أثير حوله من لغط وتشكيك في مصداقيته والتي جاءت على العكس من توقعات الشارع العراقي أن الصراع الدائر الآن بين الأحزاب والكتل السياسية المتصارعة على المكاسب والغنائم للسلطة فكل واحد يأخذ بعنق الآخر من خلال الاتهامات الخطيرة المتبادلة لعملية التزوير المحتملة حتى وصل بها الحال بإطلاق التصريحات المعلنة أو المبطنة بالنزول للشارع وتحريكه لصالحها فالكل ينفخ النار نحو خبزته ومكاسبه تاركة المصلحة الوطنية جانبا ليعيد العملية الديمقراطية والمحاصصة والتخندق الطائفي مرة أخرى بعدما تحمل المواطن العناء لإعادة المسيرة السياسية من جديدة وترتيب الأوراق حسب رؤيته ليحقق من خلالها التغير المرتقب الذي تبناه في اختيار الوجوه الجديدة التي توسم بها خيرا والتي عول عليها في تلبية طموحاته وآماله وأحلامه المسروقة على مدى خمسة عشر عاما من عمر العملية السياسية العرجاء والمكفوفة البصر عن المواطن العراقي والديمقراطية التي جلبها لنا السياسيون التي ساهمت في تدمير البنا التحتية وضياع حقوقه لكن هذه الأحلام ذهبت سدى في انتخابات عام (2018) وذهبت أدراج الرياح القوية التي عصفت بين القوى السياسية المتناحرة والمتصارعة على دكت منافع السلطة واختفت جهود الفرد العراقي سدى فمن سيعيد للمواطن العراقي الثقة بنفسه أولا وبالأحزاب والكتل السياسية التي خاضت الانتخابات بعدما طبلت وزمرت لها ولعبة على أوتار المصالح العامة للشعب العراقي الوردية ومحاولة رسم الطرق المعبدة بالرياحين في الحملات الانتخابية للمرشحين فقد تحولت هذه الأحلام المؤجلة إلى خوف وترقب من انفجار محتمل لا يحمد عقباه والذي يحمل في طياته كثير من المفاجئات المخيفة بتصريحات الأحزاب والسياسية لخاسرة التي لا تقبل أن تستسلم للأمر الواقع وتقر بهزيمتها أمام جمهورها ومؤيديها نتيجة سياستها الخاطئة . فالسؤال الآن من سيعيد العملية السياسية إلى حظيرتها وله الكلمة الفصل المسموعة في حل هذا النزاع الخطير الذي قد يوصل البلد إلى المجهول ثانية هل للمرجعية الدينية الشريفة المقدسة بفتوى جديدة تأخذ بعنق الأحزاب وتلزمها بقبول الواقع والسعي إلى تشكيل الحكومة الجديدة مجنبة البلد من المخاطر برؤيتها الصائبة التي عودتنا عليها دائما والتي كانت لها البصمة الواضحة في حل المعضلات والمشاكل العظام أم القبول بطبخة جديدة في مطابخ الأمريكية المعدة مسبقا والجاهزة دوما بقيادة سفيرها المتواجد في العملية السياسية والمشهد العراقي والتأثير فيه وفرض الأمر الواقع على الساحة العراقية وفق المنظور الذي يصب في مصلحة سياسته فالحل الآن بيد الشعب العراقي وقادته ومفكريه الوطنين الذين يحملون همومه بين ثناياهم والخائفين على مستقبل العراق.

 

ضياء محسن الاسدي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم