صحيفة المثقف

من هو الاسلامي؟

الاسلامي والمسلم، وبينهما فرق شاسع وواسع، وكل طرف او جهة تفسرهما وفق معايير خاصة تعتمدها .

حقيقة من هو الاسلامي؟ هل الذي يرتدي زي اسلامي، ام الذي ينادي الله اكبر، ام الذي يكون مرجعه رجل دين، ام انه ينطلق من مؤسسة دينية ؟ وغيرها من الاسئلة، اما المسلم فهو ذلك الشخص الذي ينطق الشهادتين ويثبت في هويته ان وجد حقل الديانة مسلم، وياتي سؤال مهم ماهي مبادئ وعقائد الاسلام؟ انها لازالت موضع خلاف بين المسلمين انفسهم، فكيف يمنح لقب اسلامي لمن يدعي ما يدعي عن الاسلام، هنالك احزاب قيل عنها اسلامية وهنالك حكومات ايضا قيل عنها اسلامية ومنظمات كذلك والبعض منها اوغلت في الجريمة والاستبداد، فهل ما اقدمت عليه موجود في الاسلام ام ان صاحبها ادعى الاسلام ؟ ويظهر رجل معمم ليعزف على البيانو، فيتناول المشتركون في مواقع التواصل الاجتماعي هذا المقطع بين السخرية والرضا والاستنكار، ولكن من منح هذا الشخص لقب اسلامي، هل زيه الديني؟

جوهر الاسلام والعمل بمبادئ الاسلام هي محل الحكم والخلاف، هنالك حكام عرب مسلمين لايقال عنهم اسلاميين؟ وهنالك متلبسين بالاسلام قيل عنهم اسلاميين؟ على ما يبدو الهوى له علاقة بالتسمية، وهنا لاننكر ولا نجهل ان هنالك دوائر صهيونية تعمل عملها في تاجيج اعمال البغض للاسلام فتظهر شخص بزي رجل دين سني او شيعي يسيء للاسلام فتنطوي وتنطلي هذه المهزلة على السذج والبسطاء والماجورين لينالوا من الاسلام .

العدالة هي جوهر الاسلام بين المجتمع اما الايمان بالخالق ونبيه واوليائه فهذا شان اخر، ولكن الاسلام يريد العدالة بين افراد المجتمع فمن يحققها فكانه اصاب الاسلام على حقيقته وقد تتحقق من يهودي او حتى مشرك، ولكن ماهي مفردات القانون الذي يحقق العدالة ؟ هنا محل الخلاف، الاتفاق بين طرفين على قانون ما لا تاثير له على القانون الالهي يكون محل احترام وتقدير لدى الاسلام، لانه يحقق العدالة بالتراضي فيما بينهما، ولكن اصدار قانون يسيء للنسب وللاعتبارات الانسانية والخلقية ويرضى به مجتمع فاسد فهذا لا علاقة له بالاسلام، فهنالك حكام مسلمين شرعوا قانون الارث بخلاف القانون الالهي، فلا يقال عنهم اسلاميين، ويثنون على قانونه بينما لو شرع شخص قانون الارث وفق الشريعة الاسلامية يقال عنه اسلامي ويكون محل نقد، فالمشكلة لديهم ليس التشريع المشكلة لديهم الاسلام، فهل يعتبر طاغية العراق عبد الله المؤمن اسلامي ؟ وهل يعتبر حكام الخليج اسلاميين ؟

في العراق احزاب قيل عنها اسلامية وهي لاتعرف الا القليل عن الاسلام ولكن لربما احد قياداتها رجل دين او اسم الحزب اسم اسلامي او ان مبادئه احياء الشريعة الاسلامية فيقال عنه اسلامي، نعم هو ادعى وانتمى ولكن هل حقق على ارض الواقع مفردات الاسلام الحقة ؟ ولكن للاسف عندما يخطئ هذا الحزب ينهال على الاسلام اعداء الاسلام، وعندما يسير بالمسار الصحيح لا يمتدحون الاسلام تراهم اما يلوذون بالسكوت او يثنون على صاحب القرار.

التاريخ له نكباته عندما يعتبر الحكم الاموي اسلامي والحكم العباسي كذلك وتجدهما اقدما على اعمال منكرة من قتل وحروب وتعذيب وتهميش واستهتار فاصبحوا واجهة الاسلام والمشرحة التي يستانس بها علمانيو المغرب العربي قبل الغرب الاجنبي، ولو واجهتهم بالحقيقة وفعلت ذلك انا فكانت اجوبتهم انهم مقتنعون وكفى ولا دليل لديهم على قناعتهم، المسالة مسالة غريزية وهي الكره وحب الملذات من غير ضوابط شرعية حتى تفشت ظاهرة الالحاد واهم مبادئها حرية الجنس اي يسمح الملحد لصديقه الملحد ان يمارس الجنس مع زوجته، وهذا هو فكر وهدف وغاية الافكار المستحدثة وبعدة تسميات من الماسونية والموسولونية حتى تفسد المجتمع فتغيب القيم الانسانية ويصبح مجتمع اوباش .

النتيجة الاسلامي هو الذي يفهم مبادئ الاسلام بعضها شخصي ايماني يعود له والاخر يخص العدالة والعدالة هنا ليست فرض عقيدة على الاخر او حكم على اخر، العدالة النظر الى طبيعة المجتمع ومستحدثات الثقافة وتطويعها وفق ثقافة اسلامية عصرية تضمن حقوق الله عز وجل اولا وان جحدوا فقل لهم لكم دينكم ولي ديني وارفض ان يلزموك بما هو ليس من دينك .

 

سامي جواد كاظم

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم