صحيفة المثقف

علي مغازي.. من نصوص الدهشة الى نصوص هتك هيمنة المبدع على القارئ

رابح حيدوسيجميل جدا، ان تكون مبدعا، وعظيم لا محالة، ان يكون النص صناعة لسنفونية ابداعية، ان مستوى نضخ الخصوبة الابداعية، في البنية الشكلية من جهة، وتفكيك نظام النص، واليات اللعب باللغة، السهلة انفعاليا والمتمردة وجوديا ثانيا، الانفتاح على الابتكار وتجاوز العقلانية المبتذلة، اللغةالقائمة على نقل المعاناة والمشاعر الدفينة الى مستوى النص، كواقعة قابلة للمشاركة والتعاطف بما لها من مزاياثالثا، تنسجم مع رؤية علي مغازي في هدم واعادة بناء اليات الكتابة، فهي فعل وان كان صعبا للغاية من زاوية ابداعية، الا انها سهلة ولا يفصل القارئ لكي يكون مبدعا الا حركة اصابعه على الكيبورد، وهتك خيمة اليقين بشبق الاسئلة المعلقة، فالبساطة اللغوية من جهة، وروح اللعب الطفولي التي يبعثها النص، بوصفه حكيا ومنولوجا داخليا يشعر به كل واحد، واذكاء روح الاسئلة المتعبة، يغوي القارئ، وان كان قارئا بسيطا على المشاركة في لعبة الكتابة . بوصفها لعبة ممتعة، ممكنة فعلا، وليس كما نعتقد، صعبة لا تنقاد فيها اللغة والشكل الا بالمعاناة والتمرس والتجربة .

ان النص لدى علي مغازي في قلبيات، لعبة استدراج وغواية، تتماهى فيها اللغة والحرية مع الوضع الوجودي، بل انها، وكما ادعي، تتجاوز قدرة النص المسرحي على ملامسة الجمهور ومداعبة اذنيه وعينيه ليجنح الى التفاعل الحسي بالتصفيق والصفير، او قظرة النص السردي على شد الانتباه وصناعة الصمت، بل انها عند علي مغازي، مداعبه للحس التخيلي الابداعي، وصناعة لوجودية تفاعلية، لتشاركه في ابداعية الابداع حيث يشكل وقراءه سنفونية تعبر رغم هواجسها المشتركة، عن قدرة المبدع، ليس بحبس انفاس مريديه، ولا بدهشتهم امام براعته التخيلية، وانما بجرهم واغوائهم بامتطاء اللغة واستنفاذ مهاراتهم بلاحدود، ولا ترتيبات مسبقة عن مسلمات الكتابة وقواعدها ومساميرها الاكاديمية .

ان النص في قلبيات علي مغازي، مصمم بعناية فائقة، فالثقة في القاريء تزرع بواسطة مشتلة لغوية منتقاه بعناية فائقة، اغوائية الطابع وجودية الوضع، لاشعورية المضمون، متمردة في اسلوبها، وهو امر يجد فيه القارئ المبدع بالمشاركة دون سابق امعان او خطة ومشروع، نفسه ولحظته الهاربة، ليطاردها ويقبض عليها، مستعينا بقدرة علي مغازي، كنموذج في الكتابة الى امتطائها والعزف بكل ما في اللغة من عمق او بساطة والامر سواء، بوصفها نوتات تصنع نشازا قويا في اتجاهات الكتابة فمن النص المحكم بالشكل والقيود النمطية واللغة الصلبة المعلبة، الى نص حر متمرد مندفع، ولغة جديدة هي لغة الحال بلا تزيين بعيدا عن مخابز التدجين للواقع وطمس معالمه، وصدأ ايامه .

في قلبيات، النص رغم صغره وبساطته، مساحة للحرية، مصمم خصيصا، للتمتع بها فما جدوى اللغة ان كانت سجنا؟ وماقيمة الشكل ان اصبح حملا والمعنى سرابا مستحيلا؟ اننا نجد القارئ لعلي مغازي ان قارئه مبدع كذلك، وهذا نادر في النصوص الابداعية، اذ الرؤى النقدية التقليدية تنصب صفة الابداع بالقدرة على الادهاش، وفي اعتقادي ان هذا رائع حتما في النص الابداعي، لكنه لايقل هيمنة من ديكتاتوري، اذ الدهشة تعطيل للخيال وعلى ما ارى ان الابداع هتك للهيمنة وخلق لما لايتوقعه القارئ، وهنا لابد ان نستشف الاساس النظري في صياغة الشكل الذي طرحه علي مغازي، اوليس هو تجاوز الابداع كمنتج خاص بالعبقرية، لمنتوج خاص بالقدرة على التمرد والحرية والاختلاف، بل والتطاول على الممكن الى ماوراءه ربما . كمهمة اساسية للمبدع؟

ولا يخفى على قارئ على مغازي في نصوص قلبيات على صفحته في الفايسبوك كوسيلة تواصل و مشاركة اجتماعية، ان النص صانع حديقة العاب، تتراقص فيها اسئلة المشاركة والمطارحة كغرام مشترك الى نسيج ابداعي، فتتوالد النصوص تزامنا وتتابعا، فالكاتب يطلق بنص اول، اشارة اللعب ليصنع في كل مرة متابعيه من الشعراء والكتاب والمتابعين البسطاء لوحات مميزة للغاية، أولم يقل فولتير ان قيمة مانكتب من مقال فيما يخلفه من اثر، لا في ترديده والاستشهاد به .

ان النص ليس مجرد ليس عبئا على مبدعيه بل انه تحرر من هواجس ومخاوف، وهو تنفيس جمالي عن احتقان داخلي، هو تمرد على الواقع والشكل واللغة والواقع، انه حرية الولادة الخلق، وولادة الجمال، هو المتعة في السخرية من حالة البؤس وتناغم ومشاركة لا وصاية ولا رقابة ولا حظر . ان قطعة موسيقية، فهل يهم ما اسم عازفها؟ ام انقيمتها تكمن في قدرتها ليس على الابداع فقط، انما في ابداع المبدعين؟

قلبيات هي صورة لموضوعات اخرى تتعامل مع الواقع كأن يقول من انا؟

انا مترشح

ولكم ان تتصوروا

هذا نموذج ولكم ان تطرحو مايدورور في اذهانكم ؟!!!

هل سينتصر النص المتمرد ؟ ام سيدهشتا الادباء الكبار ؟

 

بقلم:الاستاذ : حيدوسي رابح الجزائر

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم