صحيفة المثقف
قارورة العسل
"فاديا " قارورة العسل
وعذيب النثر والجمل
وحروف في عذوبتها
خرّداً يرفلن بالحلل*
"فاديا " يا فلقة القمر
فتنة في ضوئه الخضل
شهقة "حمصية "النفَس
ديمة في وجدها الهطل
وأثيث الشعر تنثره
نثر شَعروارف الخُصل*
ووريق العشب والشجر
وعنيف الحب والغزل
صورة بالقلب قد طبعت
فاقرأي من رؤى المقل *
داهمت ْوالليل معتكر
مقلتي في رقة الغُلل
وتلوّت بالحرف تكنفه
بحنان في السهل والجبل
ياحبيباً ضمّني عجلاً
ضمّة كالطائر الوجل
هُدُبٌ في شفر أعينها
كصفوف النخل ذي الكلل*
نسق في ضفة عبقت
من ضفاف الأرض أوزحل
واختفت دهراً تصاحبها
بسمة من رائق الجَذل
إن نستنا لذّة الألم
قد أتتنا لذّة الأمل
ما اعترتني هيبة طرقت
عازماً في نهج مشتمل
إنها إذ غادرت أثري
سلكت في أوعر السبل
سمعوا قولي فثار بهم
شوقُ حب عاصف الجدل
واستماتوا كي أبوح بها
في تأن أوعلى عجل
هي طفل في براءتها
وهْي شيخ عامرالظلل
وهي جمر ناثرٌشرراً
لودنت من لاهب الشعل
وهي ظبي من جنى "بردى"
أحورالعينين والمقل
لو يضيق العيش في وطن
"فاديا "لي فسحة الأمل *
وإذا ما أدبرت صبرت
وانثنت كالفارس البطل
بِركة في "حمص" منبعها
وفضا "بغداد "في غلل*
قد عطشنا من جوى ولَه
وارتوينا من دمع مبتهل*
"حمص" إني مغرم دنف
وبصدري وجد ُمشتعل
***
سردار محمد سعيد
نقيب العشاق بين بيخال والبنج آب .
.....................
- الخريدة = المرأة العذراء والجمع خرّد . والنصب بفاعل مضمر .
- الخَصْلة = الفضيلة والرذيلة، والخُصلة = لفيفة الشعر .
- فاقرأي = هكذا وردت في قصيدة الجواهري العظيم "جربيني" في البيت
اقرأيني منها ففيها مطاوي النفس طراً وكل سرّ دفين ِ
- شفرالعين = ما ينبت عليه الشَعر، أي منابت الأهداب .
- تناص مع البيت المشهور " أعلل النفس بالآمال أرقبها – ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل .
- البركة : برَكَة = النماء والزيادة، البِرْكة = مستنقع المياه . وفضا = المكان إذا اتسع، الغلل = شدة العطش .
- الولَه = شدة الوجد أو الحزن .
