صحيفة المثقف

أنا.. و.. هُنَّ

زاحم جهاد مطرأنا: حبيبتي ...يا من كنت أنتظر نور بدري يلوح من سناه على كونها فيتلألأ بهاءً وأملأُ مسامات روحها بالبهجة؛ وأسقي بغيثي أرضها الهامدة لتهتز وتخصب وتنبت زهور النشوة وورود الجذل؛ أيتها الهائم بها قلبي من أشغلك عني وسلّاك كل هذه السنين أخبريني بحقّ الذي سوّاني وسوّاك ......

هُنّ: يا من تظن أنك تحب من هي أجمل مِنّا كلّمنا ..أجبنا! ما الذي أغراك فيها أكثر مما فينا وما الأشياء التي وجدت بها ولم تجده بنا؟ هيا هيا أخبرنا .

أنا: ملائكة الجمال لِشَعْرِها مَشَّطَتْ وسَرَّحَتْ ولِضَفائِرِها نَسَجِتْ؛ ثم عقصت بعد ان قصَّت كل خصلة وعقدتها بشريط احمر ونثرت عليه من الأبريز وارسلت؛ فبدت مثل سنابل الربيع وهي تعانق شقائق النعمان في المروج تهتز وتميل مع الريح .

فمن منكن مثل حبيبتي؟

هُنّ: هذا كلام عاشق مُعَنّْى يقول ما يأمله ويتمنى؛ أم كلام عاشق كان يرجو الحصول فتحقق المأمول والآن يتأمل بالمحصول ويقول؟ شوقتنا أيها العاشق النبيل زدنا زدنا من الكلام الجميل .

أنا: ومن منكن ملائكة الجمال لِحَواجِبها حَفَّتْ وبقلمها لها خططت؛ ولِعِيونِها من مكحالها كَحَّلَتْ وبلون العسل لونت؛ وعلى خُدودِها بِلَوْنِ الوَرْدِ طَبَعَتْ؛ ولِشِفاهِها مِنْ الأُرْجوانِ كَسَتْ؛ ولِفَمِها باِلِمسْكِ عَطَّرْتْ؛ ولأسْنانِها بِالبَرَدِ بَدَّلَتْ؛ و لِرُموشِها بِالسِّحْرِ زَوَّدَتْ؟

فمن منكن مثل حبيبتي؟

هُنّ: هذا كلام عاشق مجنون بمن في عشقه هائم ومفتون؛ يا لجمال الوصف للموصوف هذا كلام غير مألوف؛ هيا هيا فنحن لا نكتفي أخبرنا بالمستور والمخفي              

أنا: جسمها مرمر نحتها من علّم ميكائيل سحر الأزاميل في صنع التماثيل بلا أرواح؛ لكن المعلم نحتها بأزميل من حرير وصقلها بريشة طير ناعمة أنيقة مغمسة بزبدة رقيقة ونفخ فيها من روحه روحا تروح لها الأرواح .

فمن منكن مثل حبيبتي؟

هُنّ: وحقّ الذي خلق ومَلك أنت تتحدث عن مَلك ! تخرج الكلام حبة بعد حبة وفي كل حبة تزيدنا شوقاً ولهفة؛ هيا هيا أسمعنا وبلحنك الجميل أطربنا

أنا: ناصع جيدها فاتن تزينه شامة عقيقية اللون تزيد من جماله؛ ومنها إشارة المرور للعبور الى حيث ينبهر العقل ويدور؛ مع الصدر العالي ذو النهدين اللذين أفلكا ونهدا وإستدار كل نهد حول حبة مرجانية اللون صغيرة تغري باللثم والتقبيل .

فمن منكن مثل حبيبتي؟

هُنّ: (بعد ان يتهامسن ويتضاحكن)؛

حذار أن تتجاوز الحدود والأعراف في شرحك للمزايا والأوصاف؛ ما أجملك بوصفها وما أجملها فصف لنا ما تبقى من وصفها

أنا: سرتها تويج ياسمينة بيضاء لا ينقصه سوى شفاه تمتص منه الرحيق !

فمن منكن مثل حبيبتي؟

هُنّ: حتى في السرّة تجد المسرّة ! يا لك من فاحص دقيق النظر تتابع كل أثر؛ هيا هيا آثرنا بأسرارك فنحن لا نطلب أثرا بعد عين وإنما ما نراه أمام العين .

أنا: تُثار عندما تلامس أناملي مراق بطنها الضامر وما لان في أسافله وخصرها النحيل وما تحته من أرداف كأنها الكمثرى اليانعة وأفخاذ ممتلئة مدورة ملساء أصفى من وجه القمر إن لامسها النسيم خدشها وترك عليها آثارا وردية .

فمن منكن مثل حبيبتي؟

هُنّ: بكلامك الرقيق تشعل في القلب الحريق؛ كلام مجنون من هائم مجنون يُجنّن؛ يُهيّج الساكن وللهائج يُسكن؛ هيا هيا جننّا أكثر

أنا: أصابعها كأنها شموع تنتهي بأنامل رقيقة ناعمة تنتهي بأظافر من بلّور؛ إن لامست أثارت وأغرت إن أشارت وأرعشت إن دغدغت وأضحكت إن زغزغت وأراحت إن مسّدت .

فمن منكن مثل حبيبتي؟

هُنّ: كلامك حبات سكر ذقناها وإنتشينا وسكرنا وخدرنا فما بال من تخاطبها وتعنيها؛ وصفتها لنا فهل لك أن تسميها؟

أنا: ومن منكن أعطافها أغصان بان غض أو كاطراف الرياحين تميل وتنحني وتنثني ليترفق بها ساعدي ويطويها كالحرير؟

فمن منكن مثل حبيبتي؟

هُنّ: كلام كله جمال في جمال كأنه من نسج الخيال؛ سوف نصل الى نهاية المقام ولم نعرف من هي صاحبة المقام

أنا: إنها .....أحلام ....التي في حضني تنام آمنة مطمئنة كضبية في كناسها أو أنام في حضنها نوم الرضيع وهي تتوسد رأسي بيمينها وتمسد شعري بشمالها؛ تعطرني بمسك أنفاسها وتسعدني بهمسها وإهلاسها؟

فمن منكن مثل أحلامي وهي أحلى من أحلامي؟

ويعجز الخيال عن تكملة المقال بعد التشويش وكثرة السؤال عن الحبيبة المقصودة والغاية المنشودة .

 

زاحم جهاد مطر

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم