صحيفة المثقف

طقوس غرائبية

فتحي مهذبالى الصديق العميق علاء محسن

قبل الشروع في الكتابة أمتح قطرات من سم الشوكران..

أنا كاتب سام جدا ملتاث وملوث ومصب مداخن اشعاعية .. شبه آدمي لي رأس دابة مكتظة بالحرائق والمكائد ولي روح تعج ببقع الدم مترامية الصفير والتنهد تشبه حمالة الموتى في مشرحة عمومية .. أدهن مخيلتي بلعاب الأفعى العمياء.. راسما كلماتي بذنب العقرب العائدة من ساحة الحرب أقوى من ذي قبل..

وكل نص لي مليئ بأجنحة العواصف وقطعان الصواعق الضائعة في تضاعيف السديم ومصابيح الغرقى المضيئة في قاع دمي المائل الى دكنة غامقة..

أنا ثمرة أموات ينامون وراء صخرة البرزخ في انتظار قيامة

الضوء الموعود..

قبل الشروع في الكتابة ألعب بالمتناقضات على حافة رأسي المتدلي مثل بيضة طائر أسطوري..

أتحول الى قط وفأر ..

هذا يلاحق ذاك

تتبعهما أوركسترا جنائزية من رهبان الحروف الى الهاوية..

تعدو يداي مثل أرملتين مفككتين

وراء جنازة سريعة ..

صوتي مقطوع الى عيدان يابسة

أمام مدفأة المجاز..

في انتظار لحظة الفناء الأبدي..

تركض خيول سوداء على تلة ظهري المليئ بالحفر والمنحدرات..

تجر عربات قديمة محملة بالشياطين وجراء الأضداد القرمة..

لحظة احتضار قديس في عزلة مدججة بحدائق المخيلة المحمومة..

اعتراف بخيانة الجسد وأزمنته الهشة المنذورة لعتمة النسيان..

قبل الشروع في الكتابة يضربني

هلع شديد كما لو أن شبحا ما قذف

مملكة جسدي بعبوة ناسفة وأحالني الى أنقاض وأطلال .

***

 

فتحي مهذب

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم