صحيفة المثقف

رقاقة عمر

حمودي الكنانيالى الشاعر حميد الحريزي

مع ارق المنى

...............................

أمسك علي شقوتي و ضلالي

ما دامت شياطيني مجنحة

تؤزني أزا

تلك هي الحكاية وغصتي إذاً

المكان المهجور والطاولة الوحيدة

ونادل واعظ

وأمس بلا هوية

وكثير من قرقعة اقداح

على منضدة ترتبك

من قهقهات المتفرجين

النادل الملتحي يعظنا

الا ندربك اوانينا بامتياز

لكن الوجع الذي احسه يُقطّع احشائي

لا تجزع يقول لي احدهم وهو يكرع

ما تبقى من لبن تركته شفاهنا النهمة

يقول لي لابأس

انه مجرد مغص معوي

تنوع الطعام اسراف

الكلام في المحظورات اسراف

شتم الساسة اسراف

حتى أن أحدهم يصيح بصوت عالٍ

لا تسبوا الشيطان فهو ضرب من ضروب الاسفاف

النادل الملتحي يصيح

لملموا اشياءكم ايها المبعثرون

المكان لا يتسع

الليل لا يسمح

الساسة الجدد لا يسمحون

حتى مقدم البرنامج لا يسمح للمشاهدين

يراقبون غمزاته وهمساته

أكره هذا النادل الوقح

لا يبالي، يقرقع الاقداح

تلك إلماحةٌ للرواد ليفكوا عن بعثرة الكلام

يصب لي أحد الجالسين من ابريق ممهور

عصارة مرارة الزمن المعتوه

النادل يصيح ايها الرواد

غادروا المكان

الحراس الليليون يطردون الامواج

من نهر هذياننا المتماوج

على طاولتنا المرتبكة

تدربكنا نشرة اخبار الساعة العاشرة

مذيعة الاخبار هي الاخرى ملتحية

ما الامرُ ايها السادة حتى عناوين الاخبار

ملتحية

احك على بطني بقوة

خرطوم المغص ينغرز عميقا في احشائي

كأنه تصريح ناطق رسمي مخول

أيها النادل الا تسمعه

يعلن انتصار الساسة على

صنادي الاقتراع

الطاولة امتلأت بالزجاجات الفارغة

تعال نظفها مما قاله الرئيس

آسف جدا مما قاله النائب

عذرا ايها النادل مما قاله هذا الناطق الرسمي ذو اللحية

تذكرت معزات أبي يرحمه الله

كان يقودهن تيس ذو لحية وشاربين

في عنقه جرس يرن كلما هز راسه

او مشى متبخترا في مقدمة القطيع

أبي لم يكن على علاقة بالنادل

علاقته مع السركال ورب المرعى

ذهب الزمان وتغير السركال

ويبس المرعى

وأنا والنادل ما زلنا في شجارنا

جراء قرقعة الاقداح

وصناديق الاقتراع !

***

 

حمودي الكناني

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم