صحيفة المثقف

مقاربة لمفهوم العقل الكوني عند عبد الله العروي..

احمد بابانا العلويفي الكلمة التي وجهها إلى الندوة الفكرية التي عقدت يوم (15/11/2017) بكلية الآداب بالدار البيضاء، بمناسبة الذكرى الخمسين لصدور كتاب "الإيديولوجية العربية المعاصرة" تحدث الأستاذ "عبد الله العروي" عن مفهوم لفظ "الكوني" «l’ universel» باعتبار أن معناه الدلالي "الغربي" يوحي بسعي الغرب إلى فرض هيمنته على العالم.

ومن المعاني الدلالية لمفهوم "الكوني" أنه يشير إلى سعي الإنسان نحو التقدم وبلوغ الكمال الروحي والمادي معا. فدور الدين كعامل تنظيم نفسي دور رئيسي من حيث يعمل في صورة مبادئ موجهة للأفراد والجماعة..

يشير العروي إلى أن ما قصده بلفظ "الكوني" ورد في عبارة تحدد معناه وهي نحو أو صوب الكوني التي تضمنها الجزء الثالث من كتاب الإيديولوجية العربية المعاصرة في فصل بعنوان "العرب والعقل الكوني" يتناول فيه المقاربة المنهجية واشكالياتها، وختم هذا الفصل بالتطرق إلى توجه العقل في اتجاه العقل الكوني والعقل الكوني اصطلاح عند الفلاسفة الغربيين، يعنون به البديهة التي يقربها الإنسان..[1]

وبهذا الصدد يذكر ابن خلدون في مقدمته: بأن المغلوب مولع أبدا بالاقتداء بالغالب، في شعاره ورأيه ونحلته، وسائر أحواله وعوائده، والسبب في ذلك أن النفس تعتقد أبدا الكمال فيمن غلبها، وانقادت إليه ليس بغلب طبيعي، وإنما لكمال الغالب فحصل لها اعتقاد، فانتحلت جميع مذاهب الغالب وتشبهت به، وذلك هو الاقتداء إنما هو بما انتحله من العوائد والمذاهب..[2]

ضمن هذا النطاق تندرج فرضية وحدة التاريخ البشري... وما يتفرع عنها من مناهج تطبق من أجل العثور على حقائق جديدة، تغني مفهوم الإنسان والتاريخ..

كما يندرج هذا الأهتمام ضمن البحث عن الحقيقة الجامعة الصالحة للتعميم، والاقتداء بها... ويعتبر المنهج وسيلة لإدراكها ..، ومن هذه الزاوية فإن الفكر ينطلق من فرضية الاختلاف ثم ينتهي إلى المماثلة...[3]

ومن ثم فأن مفهوم العقل الكوني يعبر عن حالة التفوق الغربي بمعنى أن الغرب يمتلك بالفعل القوة التي تدفع الغير إلى الاقتداء به.. والمماثلة والمضاهاة حتى على المستوى الفكري.. فالغرب يسعى إلى توجيه النوع البشري ودمجه في بوتقته الحضارية.. وذلك من خلال تطبيق مناهجه وبالإسراع في وثيرة حركة التطور التاريخي. فدقة المفهوم إذن، كامنة في أصوله وبواعثه[4].

وإذا كان لكل حضارة نمطها، وأسلوبها..، فإن اختيار العقل الكوني للحضارة الغربية،تمحور حول الجمع بين حقائق الأشياء والأفكار المحيطة به..

ولكي ندرك واقع مجتمع ما، علينا أن نحدد مرحلته التاريخية، وموقعه من الدورة الحضارية..، فهناك مرحلة يكون فيها المجتمع في ركود وجمود فإذا استيقظت روحه اندمج في حركة التاريخ، وأصبح له دور حضاري ..، فالحضارة هي القدرة على القيام بوظيفة أو مهمة معينة، فإذا كان المجتمع عاجزا عن القيام بدور فعال يعتبر خارجا من دورة الحضارة..[5]

بيد أن التساؤل الذي يفرض نفسه على المستوى المعرفي يهتم بمشكلة المعرفة.. وما يتولد عنها، من قصور منهجي، في فهم الطبيعة الخلاقة للتاريخ..

فما يذهب إليه المؤرخ لملء هذا القصور أو الفراغ... يتمثل في الفصل بين الفعل التاريخي، وبين دوافعه، فمنطق المؤرخ بحسب المدرسة النقدية لا يفسر بل يتفهم ويفهم، أما الفيلسوف فإنه ينقب عن ما وراء الأحداث، من أسباب..، وقد يطرح السؤال عن معنى التاريخ..

فدراسة الواقع السياسي، والتاريخي. دراسة عقلية باستعمال الأدلة والبراهين والأقيسة المستعارة من العقل الفعال أو الكوني يعتبر خطوة لاكتشاف مجال معرفي عقلي يدرك حقائق الحياة الواقعية، ويحفز على خلق ثقافة ملائمة لنظام المجتمع الحديث...[6]

فالتعقل هو جودة الروية والاستنباط للاشياء الاجود والاصلح والافضل نفعا في شتى مجالات الحياة ..

إن اختيار "العروي" لمفهوم العقل الكوني باعتباره المخرج الوحيد لأزمة العرب.. يرجع إلى أن الوعي العربي. دائب البحث منذ اواسط القرن التاسع عشر عن تلك الحقيقة الجامعة بينه وبين غيره..[7]

إنه يطرح السؤال على المستوى المعرفي الذي يحدده الفكر، قبل أن يضع المسائل التي يبحث فيها..[8] وذلك من منظور الفيلسوف المؤرخ .. على منوال التحليلات الخلدونية في علم العمران البشري وفلسفة التاريخ.. والاجتماع.

وقد أنصب اهتمامه على البحث حول السياسة والثقافة والمنهجية التاريخية التي تمثل الفكر العربي من استيعاب مكتسبات الفكر الليبرالي (بدون) أن يعيش الليبرالية..[9]

ويلاحظ بهذا الصدد أن المحيط العربي الاجتماعي والسياسي ملون بصبغة العداء لكل اتجاه ليبرالي في الاقتصاد والسياسة والفلسفة النفعية...، متطلع إلى عالم أفضل، يسود فيه اقتصاد متكامل ونظام سياسي شمولي، وفلسفة اشراقية روحانية (غير عقلانية) يصبو إلى الاشتراكية النهائية والديمقراطية المطلقة، والإنسان الكامل والفن الخلاق ومعظم المؤرخين والمحللين الاجتماعيين يفسرون هذا الحال بضعف الطبقة البورجوازية، وضعف المثقف حامل الثقافة العصرية أمام مجتمعه التقليدي ..، بحيث يكون المثقف واعيا بمتطلبات عصره، وبعجزه إزاء ركود مجتمعه[10].

من وراء التحليل الذي يقيس حالة العرب وموقف المثقف العربي من التراث الليبرالي باعتباره مواكبا وحليفا، ومبررا للاستعمار..، يعتبر العروي هذا الموقف يقوي جانب التقليد، وبالتالي يكرس استمرار التأخر الفكري والسياسي والمجتمعي ويسهم في تركيز التقليد باسم المثل العليا التي يصبو إليها المجتمع.. بمعنى تسبيق متطلبات المجتمع على ميول ورغبات الأفراد من دون أن تعطيها المعنى التاريخي العميق الذي يساعد على تطوير المجتمع[11].

نفهم من هذا أن المجتمعات التاريخية تمر بمراحل يمكن أن تتحقق فيها أهداف ليبرالية عصر الأنوار في الاقتصاد والسياسة والاجتماع..

ولكن ما أبعد الفهم على التفهم، فتجربة الخلط الفكري بقصد التغيير، والتحديد طالت بسبب انخداع النخبة المثقفة[12]..

ما يعنيه العروي بالليبرالية هو النظام الفكري المتكامل الذي تكون في القرنين السابع عشر والثامن عشر، ويشير إلى أن أوروبا في القرن التاسع عشر ابتعدت عن لب المذهب الليبرالي الأصلي، بل اتخذت اتجاها معاكسا لروح المذهب، بكيفية أما سافرة أو مقنعة ( في السياسة الاقتصادية) وكذلك ابتعدت الآداب والفلسفة والفنون الأوروبية عن روح الأنسنة(الإنسانية) والعقلانية، ولا شك أن التوسع الاستعماري كان له دور في القضاء على القيم التحررية.

لقد ضيقت أوروبا في تطبيق الليبرالية، وضيقت من أفقها، وأفقدتها الطابع النقدي التعميمي، ونتج عن تطبيق المبادئ الليبرالية في ميادين مختلفة المذاهب المعروفة في القرن التاسع عشر، من عقلانية في الفلسفة وعلم النفس، من وضعية في العلوم ومن تطورية في السياسة والاجتماع، من تاريخانية في التاريخ والأخلاق...[13]

هذه المدارس هي التي أنتجت فلسفة القرن التاسع عشر وأسست للمركزبة الأوربية التي تعتبر أن أوربا مهد للإنسانية جمعاء، تقوم العقول وتُرشد السياسة، من هذا المنطلق فإن العروي يرى ضرورة التميز بين مقومات الفكر الحديث، وبين إيديولوجيا الغرب الإمبريالي.. أي الفصل بين الليبرالية كمنهج والليبرالية كسياسة...[14]

والحقيقة أن المتمعن في أطروحات العروي سوف يجد أن اهتمامه انصب حول مسألة عقلنة السياسة، والبحث عن اكتشاف قاعدة الاجتماع والسياسة التي لا نزال نعيش تحت سطوتها، وسيطرتها والتي لا نستطيع تجاهلها أو تجاوزها ..[15]

الأمر الذي يتطلب دراسة كل ما يتعلق بالطبيعة والسياسة والاجتماع للكشف عن قاعدتها، والتعرف على حقائقها ببرهان عقلي، ومنهج تحليلي...

وإجمالا فإن العروي ينطلق من بعض الاستنتاجات او الخلاصات التي تشكل المادة المرجعية التي يطبق عليها مقاربته النقدية وتحليلاته الفكرية..،فيرى أن الواقع لا يرتفع بالنفي.. وأن المجتمع لا يزال مكبلا بقيود الماضي، وأن التقليد الذي يعادي التجديد يستعمل وسائل تجديدية في الظاهر تقليدية في الباطن .. وأن ما كان يقال بأسلوب الأزهر يقال اليوم بأسلوب السربون واكسفورد..

وبالتالي فإن القضية المطروحة هي بين التقليد وبين الغرب الليبرالي حول مطابقة العقل للمعقول في السياسة والاجتماع..[16]

وللحسم في هذه النقطة الرئيسية، المتعلقة بالتمييز بين ما هو معقول في الطبيعة والمجتمع ويمكن التأثير فيه، ومعرفة نواميسه المطردة، وبين ما هو معقول وغير جار على نسق واحد..،وقد رجع إلى ابن خلدون في هذه المسألة ليوضح التمييز بين المجالين الثابت والمتغير، والذي يسوق حتما إلى طرح السؤال عن ما هو ممكن، وما هو مستحيل في السياسة؟

وهو السؤال الذي يحتم التمييز المذكور وإلا أصبح عالم السياسة وعالم التاريخ ، ميدان الصدقة والموافقات..

إن وراء طرح العروي لهذه الإشكالية ، البحث عن نظرة علمية موضوعية إلى المجتمع والتاريخ والسياسية، لقد استنتج العروي من تجربة ابن خلدون أن الإخفاق في السياسية قد يدفع إلى اكتشاف موضوعية السياسة، ثم إلى موضوعية المجتمع وأخيرا إلى موضوعية التاريخ ..[17]

فحيثما ظهر عقل تجريبي تأسست سياسة عقلية ينتظم بها شؤون العمران ..، ذلك ان العقل العملي مرتبط بالتجربة والمشاهدة ، ولا تعارض فيه بين الحس والعقل ، فمقدماته كلية للاستنباط وجزئية للتمثل ..

وما يهم العروي من مقاربته لمسألة العقل ليس العقل النظري التجريبي فحسب، بل العقل التجريبي، والسلوكي المتجسد في الأفعال، والمؤسسات ..، عقل فعال مهمته الأساسية بناء الدولة..، وهو الأداة المنتجة للأفكار والمبتكرة للوسائل والمناهج، والقوة المدركة التي تتوخى الإصلاح عن طريق تأسيس أخلاق مدنية وتأسيس سياسة عقلية مدنية..[18]

إن للمجتمعات قوانين، ومعرفة هذه القوانين المجتمعية واكتشافها هو الذي يخلق وعيا بجدلية الاجتماع والتاريخ.. فالجدلية في التاريخ نشأت نتيجة تقدم متواصل في محاولة الإنسان لمعرفة الطبيعة والتاريخ.. فالجدلية هي إذن منطلق التطلعات التي ترتكز على حقيقة مسبقة [19].

ومن نافل القول أن للحقيقة أوجه كثيرة وجوانب متعددة فتركيز الإنسان نظره وفكره ليتعرف على منشأها ومصيرها، ضرورة تفرضها عليه يقظته الفكرية وشعوره بوجوده..[20]

فالعلم إنما يحصل بالبحث عن حقيقة النفس الفردية أو الجماعية، وربطها بالتطور التاريخي..

فالتفكير العلمي ( العقلي) هو الذي يرسم صورة الحقيقة، ويضم قواعد المعرفة التي تكشف عن كيفية ارتباط الموجودات بعضها ببعض..، وما يترتب عن ذلك من وعي بحقائق التاريخ والاجتماع والسياسة.

والخلاصة ان محددات أو مقومات مفهوم العقل عند العروي، التي حاولنا إلمام ببعض معانيه وتجلياته أو تمظهراته.. لا تقتصر فقط على المعنى المحدد " للعقل" باعتباره في المقام الأول، ملكة إدراك ما هو كلي وضروري سواء كان ماهية أو قيمة .. أو باعتباره أداة ناظمة للأفكار وفق مبادئ كلية..

والعقل بوصفه ملكة يقسم إلى عقل نظري وعقل عملي أي أنه قوة .. يحصل بها العلم بمبادئ العلوم الكلية..،وإدراك الأمور البديهية..،أو يدرك المحسوسات بالتجربة أو العيان التجريبي..

ويرى لوك أن للعقل قوى مختلفة للمعرفة، ليس فقط الفكر المجرد، والبرهنة، بل أيضا الاحساس والتخيل والإرادة، وفي نفس الاتجاه سار هيوم فقال بأن العقل مزود بقوى وملكات عديدة، وأن هذه القوى متمايزة بعضها عن بعض، أما أرسطو طاليس فإنه يتحدث عن "عقل بقوة" وعقل بالفعل وعقل مستفاد عن وعقل فعال".

فبالعقل بالقوة تصير الأشياء معقولة بالفعل والعقل الفعال يفيض على العقل المنفعل القوة التي بها يمكن أن يوقف على تحديد الأشياء، والافعال وتسديدها نحو تحقيق السعادة الإنسانية ...[21]

لا ريب، أن كل هذه التصورات والمفاهيم، حاضرة ومتضمنة في تحليلات العروي لمفهوم العقل إلا أن الشاغل الرئيس للعروي هو الإطار المنهجي.. ويرى بهذا الصدد بان المنهج اختيار بين بداهتين.. وأنه لا يجب أن نخلط بين المنهج والأسلوب.. وهو يعني بالمنهج منطق الفكر الحديث، بعد أن انفصل عن الفكر القديم، فالفكر الحديث كله نقد، هذه هي الثورة الكوبيرنيكية[22].

وما يقصده هو التأكيد على أن الوضعية التاريخية تجعل من أحكامنا على حالات خاصة أقوالا هادفة مصلحية تبريرية ، فتصبح المسألة متعلقة فقط بالتماسك في المنهج والانطباق على الواقع، وهذا لا يتم إلا بامتلاك بداهة جديدة، تتجاوز الحاجز المعرفي التقليدي أي القطيعة المنهجية...

ويختم بالقول بأن الخطاب الذي يتسم بالتكامل والشمول يتضمن حتما خطابين، أحدهما تاريخي و الثاني منطقي، وبالتاريخ يتكون المعقول وبالمعقول ينتظم الواقع...[23]

وتجدر الإشارة إلى ان ما ذهب إليه العروي حول مسألة فعالية العقل في التاريخ آخذها عن آراء فلاسفة القرن الثامن عشر وأيديولوجية عصر الأنوار التي قامت على تمجيد العقل، واحتقار العصر الوسيط وتحميله، ما أصاب البشرية من تدهور وانحطاط وجمود، كما اعتمد على مفهوم التقدم لدى هيجل، فالعقل ينمو ويتطور في التاريخ من خلال صيرورة الأحداث...

فالعقل جوهر الكون وفيه يكمن كل واقع حقيقي وبقاؤه، والمركب اللامتناهي للأشياء، وحقيقتها الكامنة ..[24]

ومناط مفهوم التقدم عند هجل هو في فلسفة غائية للتاريخ، تنساق وراء اكتشاف نشاطه التركيبي ، وتحديد مساره ككل، وربط الأحداث بصيرورة الروح العالمي الكلي..، وبالتالي فإن التاريخ الكلي هو أيضا مسيرة عقلية، قدرة لا محدودة،لا متناهية لكل حياة طبيعية وروحية..، فالعقل إذن حاضر في التاريخ الكوني، والتاريخ هو صورة العقل، وفعله وتجلياته للتقدم الأفضل والأكمل، وهو التقدم للوعي بالحرية..[25]

ويتميز هيجل عن فلاسفة الأنوار بكونه اعتبر الفكرة الدينية كتعبير عن الثقافة تصل إلى الوعي بذاتها، فهو من نظام الروح، وليس شيئا طارئا ونافلا أو خارجا عن نظامه..،

فعصور الايمان هي عصور النظر العقلي ..

فعبر التجارب الدينية المختلفة تعلمت الإنسانية، بالتدريج أن تكشف نفسها كروحانية أي بمثابة حرية ومعقولية، فالدين ليس مجرد اعتقاد إنه التعبير عن المعرفة بالذات، وعلاقة الذات بالعالم.. فالدين في ذاته هو الدين المطلق المكتمل.

ومهمة التاريخ أن يبين مدى تحقق الوعي الذاتي للروح في الحضارات والثقافات بالتجلي الذي يستطيع كل واحد أن يتبينه ويشعر به..[26]،مما يدل على ان الدين تعبير عن الانسان في شموليته وابعاده ..

إن الغائية هي التي تحدد للأحداث معنى ومبررا موضوعيا .

فالتوجه الثقافي لجماعة إنسانية، ما هو الا نتيجة مباشرة لوظيفتها التاريخية..، فالمجتمع هو تنظيم ذو طابع معين..

والتطور من الوجهة التاريخية يعبر عن الوعي بفكرة التقدم..، فغاية التاريخ أن يسير بركب التقدم نحو الانخراط في دورة الحضارة..

إن الحركة التاريخية، ترجع في حقيقتها إلى مجموع من العوامل النفسية ونتيجة بعض القوى الروحية ، والتاريخ ليس سوى كل ما يؤثر في حياة المجتمع ويغير صفاته، والمجال المحيط به..[27]

ان العمل الاساسي للمؤرخ ليس التدوين ، وانما التقييم وتأويل الحقائق..، وقراءة الماضي من خلال نظرة الحاضر ،وليس تصور الماضي للحاضر..

وفهم الحاضر لايمكن أن يتحقق فقط بالرجوع الى المدة القصيرة الامد :بل قد يكون للحقب البعيدة أثرها البالغ في التطورات الحاضرة ، الامر الذي يتطلب الرجوع الى الحضارات الكبرى، فقد يكون للتكوين التاريخي الشامل أثر كبير في تطورات الحاضر..، مما ولد نظرة جديدة الى التاريخ فيها وجهة عالمية..تؤكد على اهمية الحضارة الغربية وعقلها الكوني..نتيجة تشابك الحضارات وتبادل التأثير فيما بينها ..28

 

أحمد بابانا العلوي

.......................

[1] عبد الله العروي، الايديولوجية العربية المعاصرة، المركز الثقافي العربي، ط1، 1995، ص 201.

[2] المقدمة ، ج 2، ص 450.

[3] الأيديولوجية العربية المعاصرة، مصدر سابق، ص 202.

[4]المرجع السابق، ص 203.

[5] مالك بن نبي، مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي ، ترجمة د / بسام بركة ود/ أحمد شعبو، دار الفكر ، ط1، 1988، ص 8.

[6] عبد الله العروي، العرب والفكر التاريخي، المركز الثقافي العربي، ط2، ص 21.

[7] الايديولوجية العربية المعاصرة، ص 201.

[8] عبد الله العروي ، ثقافتنا في ضوء التاريخ ، المركز الثقافي العربي، ط 1/ 1983، ص72.

[9] العرب والفكر التاريخي، ص 45.

[10]المصدر السابق، ص 46-47.

[11]المصدر السابق، ص 48.

[12]المصدر السابق، ص 49.

[13] نفس المصدر ، ص 49

[14] نفس المصدر ، ص21.

[15] ثقافتنا في ضوء التاريخ ، ص77.

[16] عبد الله العروي ، مفهوم العقل ، المركز الثقافي العربي.، ط1، 1996، ص 25-26.

[17] العرب والفكر التاريخي، ص54.

[18]مفهومالعقل، ص230

[19] العرب والفكر التاريخي ، ص 65-67.

[20]سليمان دنيا، انظر مقدمة ميزان العمل للإمام الغزالي ، دار المعارف ط2، ص7.

[21] د/ عبد الرحمن يدوي ، موسوعة الفلسفة، ج 2، ط1، 1984، ص 72-73-109.

[22]مفهوم العقل، ص 12.

[23] المصدر السابق ، ص10.

[24] سالم يفوت، الزمان التاريخي من التاريخ الكلي إلى التواريخ الفعلية / دار الطليعة، بيروت، ط1، 1991، ص 27.

[25]المصدر السابق، ص 28-29.

[26] المصدر السابق، ص 26-27.

[27] مالك بن نبي ميلاد، مجتمع شبكة العلاقات الاجتماعية، ترجمة عبد الصبور شاهين، ط2/1974، ص23.

28/د/ عبدالعزيز الدروري _نشأة علم التاريخ عند العرب/ط2/2007/ص8

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم