صحيفة المثقف

الملحدون يشككون في ولادة المسيح

علجية عيشسؤال طرحته ملحدة إذا ما كان المسيح عيسى شخصية وهمية مثل شخصية هاري بوتر أم أنه رجل حقيقي له شخصية استثنائية وقيادة وسلطة على الطبيعة، وردها على من يؤكد وجوده، ذلك في حديث خصته إلين جونسون رئيسة منظمة المُلحدين الأمريكان حول نظرية "أسطورة المسيح"، فالأديان الثلاثة تعترف بولادة المسيح عليه السلام (الإسلام، المسيحية واليهودية)، ولو أن لكل ديانة نظرتها للأنبياء وما يحملونه من صفات، فالإسلام ينظر إلى حمل مريم البتول (العذراء) بسيدنا المسيح واحدة من المعجزات الإلهية، التي خص بها الله أنبيائه ورسله إلى البشر لهدايتهم وتوحيدهم، في حين ترى المسيحية أن حمل مريم بالمسيح ناتج عن لقاء بالله والعياذ بالله، فهي ترى (أي المسيحية) أن عيسى ابن مريم هو ابن الله، ولذا خص المسيحيون عيسى بالعبادة، ووضعوه في مرتبة الإله، وإن كانت اليهودية قد ذهبت في هذا الإتجاه بأن عيسى ابن الله، لكن الإختلاف بين المسيحية واليهودية هو أن اليهود قالوا أن عيسى ابن الله ليس من باب تأليهه وعبادته كإله كما فعلت المسيحية، وإنما من باب الخصومة والعدائية والوقوف ضده عندما عارضهم في قضية زعمهم أن "الهيكل" هو بيت الرّب، وهو مسكنه الذي يسكن فيه، فصحح لهم المسيح هذا الزعم، وحتى أنهم اتهموه بأنه ضال وابن زنا والعياذ بالله، كانت تظاهرة ضد المسيح بعدما فضح باطنهم المليء بالأحقاد.

لم تكن هذه الأحقاد حديثة، وإنما ورثها المجتمع اليهودي من "يهوذا" judah واحد من إخوة النبي يوسف الإحدى عشر، لما خصه الله بالنبوة، وحقده على "اليوسفيين"، وهم أتباع النبيّ يوسف عليه السلام، والجميع يعرف القصة، نشير أن يهوذا حسب الكتابات أمّه ليئة، كانت من الإماء (جمع أمَة) وهو شقيق رأوبين، وشمعون ولاوي ويساكر وزبولون، وتشير بعض الكتابات أن يهوذا انقسمت ممكلته عن مملكة سليمان عليه السلام بالجنوب وتعاقب عليها 20 ملكا، ومملكة إسرائيل بالشمال وتعاقب عليها 19 ملكا، وعرفت هذه المرحلة سلسلة من الإقتتال والإنقلابات على الحكام، وكيف كانت نهاية مملكة إسرائيل، وقد تحدث عنها الدكتور نصر الله أبو طالب بشيء من التفصيل، تقول إيلي جونسون: لا توجد أيّة ذرّة من الدّلائل العلمانيّة بأنّه كان يوجد شخص يسوع المسيح إطلاقا، ومن وجهة نظرها هي فإن يسوع هو عبارة عن تجميع من الآلهة الأخرى، الذين كان لديهم نفس الأصول,

اسئلة عديدة وجهت لهذه الملحدة خاصة ما تعلق بجمع أجزاء من الألهة الأخرى هل تقسم إلى أجزاء ثم يجمع كل جزء ويلصق بالجزء الآخر؟ بمعنى، كما يركب جهاز "روبو" ثم يشحن بالطاقة ليتحرك ويفكر ويتكلم، بل تتعدى مهامه إلى النصح والإرشاد والهداية؟ إذا قلنا أنه في تلك العصور لم تعرف تطورا تكنولوجيا بعد، وفي قولها: لا يوجد أيّ دليل علماني أنّ يسوع المسيح قد وُجد على الإطلاق، نقول:إذا كانت هذه الملحدة تؤمن بالعلمانية، فهل تؤمن بالمسيح إذا ما أقرت العلمانية بوجوده؟، فالعلمانية لا تفرق بين هذا مسلم، وذاك مسيحي والآخر يهودي، أو لا ديني، ولا يهم عندها لون البشرة أو العرق، كما أنها لا تفرق بين نبي وآخر، بقدر ما ترى أن الجميع لابد أن يكونوا متساوون، المهم أن يكون إنسان يعرف حقوقه من حقوق غيره ولا ينتهكها، العلمانية تؤمن بالتعددية الدينية وبحرية الأديان وممارستها، ولا تنحاز لأي طائفة أو مجموعة، كما لا تفرق بين لون البشرة أو العرق،

نقول أن ولادة المسيح من رؤية إسلامية كانت إعجازا ولا يمكن للمسلمين الخوض فيها، وقد أقر بذلك علماء المسلمين أنفسهم، ثم أن قضية صلب المسيح تؤكد على وجوده في الأرض، أي أنه بشر مثلنا، لكن الله خصه بالنبوة، وكلمته (حديثه في المهد) معجزة أخرى من معجزات الله تعالى، والحقيقة كل ما جاءت به الكتابات تحت اسم "المؤرخين" هي مجرد حرب على الأديان وخاصة الإسلام، فالمؤرخ عادة ما يكون عقلاني وحيادي في سرد الحقائق التاريخية، فما بالك بالمسائل المتعلقة بالعقائد ونشوء الكون والأنبياء والرسل وقضايا أخرى تتعلق بالنشوء والبعث، فما نقرأه أحيانا لا يقبله منطق، وقد يثير سخط العامة من الناس فما بالك المثقفون، الذين يحشرون نفسهم في كل كبيرة وصغيرة، بعض الكتابات تساوي بين الإسكندر ملك مكدونية والمسيح، وتضعهما في مستوى واحد (القيادة)، فهل الإسكندر نبيّ؟، كما أنه من السخافة ان نقرأ عن مطالب بالبحث عن حقيقة وجود النبي عيسى بالاعتماد على علم الآثار، مثلما جاء في موقع صلب المسيح، الذي أشار إلى ما جاءت به بعض الدراسات التي تقول أنه من علماء الآثار من نفى حتى وجود مدينة "الناصرة" أيام اليسوع، وهي المدينة التي نشأ فيها النبيّ عيسى على السلام، الذي يعتبر في الديانة المسيحية آخر الأنبياء إلى بني إسرائيل، وقد زاد ألمر تعقيدا عندما اعتبر رجال الاهوت المتنورين أن الكتاب المقدس ما هو إلى عبارة عن وثيقة تاريخية وأن الحواريين الأربعة الذين كتبوا الكتاب المقدس ماهم إلى مؤرخين، أي أنهم ليسوا أكثر من كتبة تاريخ من البشر (ليسينج lessing )، حيث أصبح للفهم الحرفي للإنجيل أهمية أقل من ذي قبل، ولم يعد فكر ما بعد الألفية قائم على الإيمان، وهذا حسب الباحثين يعتبر انتصارا عظيما للملحدين.

 

علجية عيش

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم