صحيفة المثقف

التّعايش العربي الإسرائيلي..حين يَحُلُّ السَّلامُ مَحَلّ التَّسْوِيَة

علجية عيشيهود متدينون يرافعون لصالح اللغة العربية

كشفت تقارير عن تواصل الجدل حول دفاع بعض النواب اليهود المتديّنون عن مكانة اللغة العربية، في اللجنة البرلمانية التي تعمل على تحضير الصيغة النهائية لقانون القومية، الذي أثار سخط المعارضة، بما فيهم الجهات القضائية والنخبة، وهو ما اعتبروه صفقة بين النواب العرب والنواب اليهود المتدينين في اللجنة، الذين أعلنوا بعدم المساس باللغة العربية، وبرر بعض اليهود المتدينون موقفهم بأن أجدادهم الذين قدموا إلى فلسطين قبل 130 عاما لم تكن عبرية، وقد عارضوا اللغة العبرية التي بدأ استعمالها بين اليهود، ولم تكن لديهم مشكلة في أن يتحدثوا اللغة العربية، وكان النائب الحاخام يسرائيل آيخلير قد نشر رسالة لزملائه من الأحزاب الدينية، حذر فيها من التصويت لصالح مشروع القانون القومية دون استشارة الحاخامات اليهود، وكتب يسرائيل آيخلير أن مشروع القانون ينقل قضايا أساسية متعلقة بيهودية الدولة بالفئات اليهودية في إسرائيل إلى حسم جهاز القضاء الذين سيحكمون عكس ما هو منصوص عليه لأنه يناقض معتقداتهم التي تفضل حقوق الإنسان والمساواة.

في نفس السياق يعمل بعض الأدباء الإسرائيليون على إقامة مشروع إنجاز كتب الأطفال باللغة العربية، وهذا لتكريس الدب العالمي للأطفال العرب في إسرائيل، طالما هناك مدرسة تدرس اللغتين العربية والعبرية في حيفا، المبادرة التي قامت بها دار نشر تعود لأحد هواة الأدب الإسرائيلي اسمه عوديد حصباني، الذي أعلن ترجمته لكتب في الأدب العالمي من العبرية إلى العربية، في ظل هذه التغيرات، نتساءل هل هي بداية الاعتراف بالتعايش العربي الإسرائيلي؟ بحيث لن تكون هناك مطالبة أو تفاوض بين الطرفين؟ ولن يتنازل كل طرف عن أوراق يملكها في مقابل الحصول على ما يطلب، وهذا يعني إحلال السلام محل التسوية؟، حسب التقارير كانت في يد المفاوض الفلسطيني قبل اتفاق أوسلو ثلاث أوراق، أهمها الاعتراف بإسرائيل، وقد تم ذلك بعد اتفاق أوسلو وأخمدت المقاومة، غير أن هناك من يرى أن الاتفاقات التي أبرمت مع إسرائيل هي غير شرعية، ومنهم الدكتور سليم الحص رئيس سابق لمجلس الوزراء اللبناني، الذي سبق وأن أكد أن هذه الاتفاقات ستبقى عرضة للطعن فيها من قبل الأجيال العربية القادمة، لأن الشرعية الحقيقية تستمد من إرادة الشعوب، ولا سبيل للشعوب للتعبير عن إرادتها الحرة سوى الديمقراطية، والدليل أن الحكومات والمنظمات العربية أصبحت تطالب بتجميد الإتفاقيات التي عقدتها أطراف عربية مع الكيان الصهيوني.

والحقيقة أن مرافعة اليهود المتدينون لصالح اللغة العربية حسب المحللين قد تطرح الكثير من الأسئلة وتتطلب إعادة النظر في عدة مسائل، وفي مقدمتها المسائل التي تتعلق بالتطبيع والتدجين والتذويب، وهل يسهل على عرب فلسطين 1948 أن يغيروا مواقفهم وهم الذين اثبتوا أن العربي حتى داخل أسوار الكيان الصهيوني عصي على التطبيع والتدجين والتذويب؟، المتتبع للقِمَمِ التي تعقد من أجل القضية الفلسطينية انطلاقا من قمم شرم الشيخ إلى قمم افريقيا التي رفع فيها الشباب العلم الفلسطيني في قمة "أهورا" وهي أعلى قمة في القارة ألإفريقية على ارتفاع 5895 متر فوق سطح البحر، يرى أنها لن تثمر ولن تر الأمة العربية والإسلامية خيرا منها، بسبب التطبيع مع إسرائيل، وبيع القضية في سوق المفاوضات، لدرجة أن الذين كانوا يؤمنون بمسيرة التسوية في كل مؤتمر يحضرونه واتخذوا منها موقفا ثابتا بل تبنوها، اليوم أقروا بانهيارها، وعجزوا عن إدارة الصراع، وصعب عليهم البحث عن إستراتيجية بديلة، فقد ظل العرب يجترون الكلام ورفع الشعارات بأن مسؤولية تحرير الأرض والدفاع عن القدس مسؤولية عربية وإسلامية، لكن وتحت الضغوط الأمريكية هاهي فلسطين ظلت وما تزال تبكي حالها .

 

علجية عيش

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم