صحيفة المثقف

حفلة أبواق..

سهام جبارحفلةُ أبواق كاملة

للماضي الى الخلف كتاريخ

كحلوى جناتٍ تترنّح

تتعلّقُ كضفيرة

بنوافذ لم تعد لتُفتح

كتوتٍ بريّ داسته الأقدام

فأصبح دمَ ماضين آخرين الى جنّات

حفلةُ أبواقٍ متأتئة

للبلاد التي لا تعرف

سوى أن تسقط في بركِ دمع

ثم تظلّ تغرق

نشيدُها عالق في حلق الموتِ يغني:

أنا المتذكّر هذا الوطن..

أبواقٌ تتأخر في النطق

لتصير فقط عويلاً مستمراً في التردّد بالفضاء

أبواقٌ تلفّ وتدور

حول الموضوع

أي نشيدٍ وطنيّ أفضل

للبلد الصامت مثل جمرة

وان تعالى فيها الصياح

والتنديد بهذا وذاك

وخنقِ حبال الصوت

وقضمِ حلوى الماضي الممطرِ ذكرياتٍ دبقة

بلادٌ لزجة

في الرأس وحول العينين كصمغ

وبين الكتف والرقبة كرصاصة

وتحت الكفن كدبابيس توقظ في الميت آلامه

كحيّات

تشفي موته كي ينهض كتموز

كحارسٍ معتوه بين الأزمنة

كخاطفٍ حبيباته من أجل نحرٍ جديد لأعناقهن

ما زالت الصكوكُ مرسلةً الى الأرباب

ولا قلبَ سيتسلّم الاشعارَ الأخير

للحياة الممنوحة كعفطةِ عنز

ستُستردّ كصدى

كتأتأةٍ أسيرة بين يدي أبواق

كأزلامٍ يصوغون أبجديات الربح والخسارة

في مراسيم

في صفقات

في تركات

في حروب من خسائر مجلجلة

في صفحاتِ غدر ونذالة

في صفحاتِ عهرٍ وبيعِ نساء

في شتم

في رجمِ شياطين

في تذكّر هذه الأعياد

حفلةُ الأبواق وأحزانُها...

حفلةٌ كاملة!

***

 

د. سهام جبار

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم