صحيفة المثقف

لغز المرأة التي تبحث عنها أمريكا طيلة 75 عاماً

237 amealiaلم يعرف التاريخ شخصاً تكلف البحث عنه مئات الملايين من الدولارات وعلى مدار اكثر من 7 عقود كما هو الحال مع تلك الملاحة الامريكية "أميليا إيرهارت" فمن هي تلك المرأه وما سرهذا الأهتمام العالمي بالبحث المستمر عنها؟

بدأت قصة نجاح أميليا ماري إيرهارت في مجال الطيران كونها أول إمرأة تقود طائرة وتحقق عشرات الأرقام القياسية في عصرها، وحققت أميليا إيرهارت أنجازات عديدة في مجال الطيران كونها كانت أول إمرأه تقود طائرة تعبر المحيط الأطلسي وهي أول امرأه تقود طائرة عابرة للقارات وغيرها الكثير من الألقاب. ونالت أميليا شهرة خيالية في المجتمع الأمريكي حينها، كما كانت شركات الطيران والخطوط الجوية تتنافس كي تقوم أيميليا بتجربة أي طراز جديد من الطائرات كون ذلك كان يعتبر أكبر دعاية لهذه الشركة ولهذه الخطوط وخصوصاً بأن السفر على متن الطائرات كان وقتها محل شك لدى غالبية المواطنين حيث كان يعتبر نوع من المغامرة أو المخاطرة .

ولعبت أيميليا إيرهارت دوراً فعالاً ومهماً في الترويج لأستخدام الطائرات كوسيلة تنقل داخلية ضمن أراضي الولايات المتحدة الامريكية وخارجها، حيث أنخرطت في جمعية لترويج استخدام الطائرات في التنقل مثبتة بأن الحوادث على الخطوط الجوية أقل بكثير مما هو عليه على وسائل النقل البرية.

238 amealia

وفي 2 يوليو عام 1937 قامت أميليا إيرهارت برحلة حول العالم بصحبة طيار آخر يدعى فريد نونان، وكان عمرها 40 عاماً، ولم تكن هذه أول رحلة حول العالم تقوم بها أميليا ولكن كان الجديد بالأمر هو تجربة طائرة بمحركين من طراز جديد أطلق عليها أسم الكترا نسبة الى الأسطورة اليونانية. وفعلاً بعد أن غادرت أميليا مدينة ميامي استطاعت أن تقطع أكثر من 35,000 كم وذلك بعد التوقف للأستراحة والتزود بالوقود في كل من أمريكا الجنوبية وأفريقيا وشبه القارة الهندية وجنوب شرق آسيا، ولم يبقى لأتمام الرحلة سوى 11,000كم، وكان معظم المساحة المتبقية هي فوق مياه المحيط الهادي ولكن حصل مالم يكن بالحسبان وأنقطع الأتصال مع ايميليا والملاّح المرافق لها على بعد 300 كم من جزيرة هاولاند.

وبدأت عمليات البحث عن أيميليا أو حطام طائرتها المفقودة منذ ذلك الحين حيث كلفت الولايات المتحدة الأمريكية أسطول جوي وبحري للعثور عليها كلفت ملايين الدولارات، كما شارك أسطول حربي حامل للطائرات بعمليات البحث وأنضمت كذلك سفينتين يابانيتين. وبعد عامين من البحث وتحديداً في يناير عام 1939 أعلنت الحكومة الأمريكية عن مقتل أيميليا إيرهارت والطيار المرافق لها وذلك بدون أي أثبات مادي لذلك. ولكن البحث بقي مستمراً حتى يومنا هذا عن حطام الطائرة تحت الماء وفوقه أو أي أثر يدل على جثة أيميليا وتم رصد مبلغ 2 مليون دولار في عام 2012 لأي معلومات تكشف عن غموض هذا الحادث. وكما هي العادة في أمريكا نسجت مئات القصص والروايات حول أختفاء أيميليا إيرهارت وذهب البعض الى تورط المخابرات البريطانية في التخلص منها، وبعض الباحثين قال بأن أيميليا لم تمت حينها وبأنها نجت وقررت التخفي للعيش بشخصية أخرى بعيداً عن الشهرة مع عشيق لها غير زوجها الثاني، كم أُلفت مئات الأغاني التي تتحدث عنها، وتناولت السينما قصتها في عشرات الأفلام بعضها من أفلام الخيال العلمي.

 

خليل ابراهيم الحلي

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم