صحيفة المثقف

حق الكاتب وحق المكتوب

عقيل العبودالثقافة ليست معناها ان تكتب نصا، اوموضوعا، أوقصيدة ما لكي تنال إعجاب هذا القارئ، اوذاك، وليست بالضرورة دراسة فلسفية، اونقدية، اوروائية، او أكاديمية، انما هي استكشاف دائم في فضاء المعرفة، والبحث، والملاحظة، بحث عن مضمون الخبئ عبر هذا المتسع الفضائي اللامحدود، اقصد عالم الوجود.

هو البحث عن جوهر اومضمون حكاية، اوحدث، اوسيناريو معين، وقد يبتدئ هذا البحث بفكرة بسيطة، اوملاحظة اوتجربة حسية، مشاهدة هنا، واُخرى هناك، اوبوصف ربما لحالة تجذب انتباه هذا الكاتب، أوالأديب، أوالعارف اوالحكيم، لكي يتم الإشارة اليها عبر احساسه وذائقته، ثم وفقا لهذا الإحساس، تتسع الفكرة ويصبح لها دلالة أوسع عبر ترجمة القارئ لها فيما بعد.

فنيوتن مثلا، لم يظهر قانونه الجاذبية على دفعة واحدة، بل ابتدأ بفكرة سقوط التفاحة، هذه الفكرة البسيطة تطورت لتنجب قانونا بشريا هائلاً يدرس الان في جميع أنحاء العالم في حقل الفيزياء.

نعم للكلمة حق على القارئ، خاصة اذا كان القارئ هو الموقع الذي ينشر الكاتب فيه ما يجول بخاطره من أفكار اوومضات اوحكايات، هذه الكلمة وان كانت محدودة في ظاهرها، لكنها كتبت بضم الكاف من لدن عارف بحقها ومدلولها، نعم قد تكون هذه الكلمة ليست بمستوى الموضوعات التي يتم التاكيد على نشرها في الحسابات العامة للذائقة، لكنها في ابعادها الاخرى، لا تخلو حتما من مدلولات ومضمامين مهمة، ولذلك لا يعد تجاهلها استحبابا مهما كان مداها وحجمها صغيرا، باعتبار ان للكاتب حصانة ثقافية معرفية لدى هذا الموقع، اوذاك، هذه الحصانة قد تكون اكثر اهمية من حصانة السياسي.

ولذلك باعتباري متعلم بسيط وحريص على موقع المثقف دائما اقول من الضروري عدم إهمال النصوص، وان كانت في الظاهر بسيطة، خاصة وان قارئ اليوم غير قارئ الامس، وخاصة ايضا ان المكتوب لم يكن بقلم متفلسف عابث، بل بقلم مجرب متعلم، والحياة هذه الايام تفرض في طبيعة مساراتها أنماطا اخرى من الكتابة.

 

عقيل العبود

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم