صحيفة المثقف

خريطة الطريق

شوقي مسلماني1 (هذا الخراب): رجلُ دين يدّعي أنّ مثقّفاً ما يناصبه العداء، وقد كانا في زمان مضى صديقين حميمين في سجن سجّان ظالم لا يعترف إلاّ بذاته، فهو فوق الناس، وفوق أي مساءلة. ولأنّي أكره الظلم، قلت بالتحرّي. وكانت الخلاصة أنّ السجّان انكسر، وأنّ السجينين تحرّرا. وساد في البلاد حكم بإسم الدين.. قلْ: "أوّل ما شطح نطح". أصدر أمراً بكلّ مثقّف يعترضه أن يُقتَل. وحري بالمثقّف أن يعارض حتى أسنانه، فالمسألة فيها قتل. أمّا زميله في السجن السابق فلم يوافق وحسب بل أبدى حماسة. وبعدُ،   فالسجّان لم ينكسر، والمسألة لم تتجاوز "المكر" وإذا شئت، ودائماً تجاوزاً، "خدعة". أيضاً لم نستوعب الدرس، ولا يزال هذا الخراب.

 

2 (المسألة)

أنا أنت الآخر، والمسألة بأبسط تعريف، ولو هو طريف، هي مسألة "بيض دجاج". بالتفقيس نحصل على صيصان ستغدو عمّا قريب دجاجاً، وتكون هذه دجاجة من نوع "سِلْكي" وهذه دجاجة من نوع "أيزابراون" وهذه دجاجة من نوع "أوسترولوب" أو من نوع "وايت لاغن" مثالاً لا حصراً، ويمكن لكلّ هذه الدجاجات أن تتعايش في مساحة معيّنة. وهكذا فإسمك هو "محمود" لأنّك ولدت في أسرة إسلاميّة، وهو أنت الآخر، يجب أن تتذكّر، ولو أنّك ولدت في أسرة مسيحيّة ربّما كان إسمك سيكون "جون". ومحمود هو اسم جميل. وإسمه جون.. وجون إسم جميل أيضاً. أنت جميل وهو جميل. تلك الدجاجة من نوع "أوسترولوب" وتلك من نوع "أيزابراون" فما هي المشكلة؟. الكلّ على ما هو عليه جميل يا صديقي، غير أنّ الإنسان يأبى إلاّ التصنيف التكفيري، هذا ينبذ ذاك، وذاك يقتل ذيّاك، وهنا واحدة من أكبر مشكلات بعض من يدّعي أنّه الحلّ.

 

3 (خريطة الطريق!)

احتجاجاً على طيالسهم يلتحف خِرقةً ويَحجُم إلى عزلة، فيشعر أصحابُ الطيالس بالحرج، خصوصاً أمام المواطنين، وسرعان ما يتداركون لئلاّ يفوتهم كلُّ شيء، يجعلون مِنْ ذواتِهم خيِّرين، فيرسلون مساعدات إلى ذي الخِرقة والعزلة، متعلّلين إنّه بلغَ أعلى مراتب الإنسانيّة، وإنّهم بدأوا يؤمنون به، ويسيرون على هديه في رفعِ الحيف. وأوّلُ الغيث قطرة، وعساه، بما إنّه مؤتمَن، أن يعمل على إيصال هذه القطرة إلى من يستحقّ، ولأنّه سلبي.. يستجيب، وتسمو العلاقة إلى مستوى الشراكة، هو له الأرواح يهذّبها بتأثير الخِرقة التي عليه وبعزلتِه، ولهم الأبدان يهذِّبونَها بتأثير قطراتِهم. وينقلبُ المرفوض إلى عينِ المقبول، وتصيرُ له خريطة طريق، ويغدو أيّ خروج على خريطة الطريق هذه ذاته عين التمرّد المنبوذ وعين المسّ والتطاول على الذات المتعالية!.

 

4 (القراقوز وأتباعه)

كثيرون هم الذين فقدوا في المختبرات العلميّة عيونهم.. وحتى أرواحهم، ليكتشفوا لنا كلَّ ما يملأ حياتنا بهجة، ليأتي قراقوز أخيراً ويقول وبلا خجل، وأمام أصحاب العقول في الفيزياء والكيمياء والفلك والطب.. وكلّ علم طبيعي مادي هو سفينة النجاة.. إنّ كلّ إنجاز عِلمي هو من عنده أو يخرج من كمّه، وكذلك يقول معه كلّ أولئك الذين لم يغادروا السذاجة وبكلّ السخف المعهود بهم. 

 

5 (كلمة)

الماورائي يكاد أن يكون صفراً في السؤال، وحتى كلّ جواب له إمّا لا حيل فيه، تقريباً، وإمّا في نقص لا شفاء منه.

 

6 (الحمار1)

الناس، وهم في مجلس لهم، كانوا يقولون، وكانوا يسمعون، إلاّ هو: الحمار شاء أن يقول وأن لا يسمع بتاتاً، فتواصلَ نهيقُه المنكر حتى بعدَ خلوّ المجلس إلاّ منه.

 

7 (الحمار2)

عاتبه إنّه لجم الحمار ممارِساً عليه ضغوطات بالتوصيف هي عنفيّة، من دون أن يدرك كيف الحمار، وهو في السوق، كان شغّالاً لبيطاً.

 

8 (أنسي الحاج 2014:)

"ممّا يستوقف في المشهد العربي منذ بدأ "ربيعه" أنّ البديل المتقدّم هنا وهناك ليس أفضل من الذين خُلعوا أو هم مرشّحون للخلع. يحكى عن ضرورة مرور وقت. يحكى عن الثورة الفرنسيّة. أمّا الوقت فلم يدخل ولن يدخل في الحساب العربي إلّا بالمقلوب. وأمّا الثورة الفرنسيّة فهل نحن جادّون حين نرتكب هذه المقارنة"؟.

 

9 (قالوا)

ـ "السيادة هي بقدر السيادة الإقتصاديّة".

ـ "فكرُ الأمّة أم فكرُ الطبقة السائدة"؟.

ـ "إنجازات مرئيّة، وليس شعارات، هو التطوّر".

ـ "الدولة هي الإستقرار مُعبَّراً عنه بالمؤسّسات، وكذلك الثقافة هي في نقد المتحقّق تحقيقاً لما يفوقه".

ـ "المساواة بين أفراد الوطن تكون بمبدأ المواطنة لا بالطائفيّة أو المذهبيّة أو العنصريّة".

 

شوقي مسلماني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم