صحيفة المثقف

نفوس الحادين

وداد فرحانالمكرَمات جمع مَكرَمة ومعناها الأرض الخصبة المنتجة، ومعناها أيضا الجود وفعل الخير، وهي من الاخلاق وتمامها، كما ورد في الحديث الشريف "إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ".

وفسرها شاعرنا الراحل معروف الرصافي بدقة، ببيت من شعره القائل:

هي الأخلاق تنبت كالنبات

إذا سقيت بماء المكرمات

وليت شاعرنا يشهد أيام الجنوب وما حل بماء شربها، فغدا الناس يبحثون عن الماء العذب الصالح للشرب، وما همهم ماء المكرمات فهو لا يروي عطشا، بعد أن أصبحت ملوحة ماء أنهرنا كالعلقم.

لقد طالب الجنوبيون بماء مطلق لأن المالح منه يعتبر مضافا، ويسيء بدوره الى السلطات ومستوى الإنجازات المقدمة من أحزابهم التي تدعي مخافة الخالق.

وعلنا نشهد تصحرا ليس في أراضي العراق فحسب، بل في الاخلاق التي وصفها الرصافي كالنبات.

ربما كان لغياب الماء الصالح للشرب تزامنا مع غياب ماء المكرمات، فما نبت النبات وأرض الأخلاق المكرمة قد تصحرت!

أعيدوا لنا أنهرنا

ماءنا

طيرنا

أرضنا التي تشع ذهبا

وسماءنا التي تمطر رطبا

أعيدوا لنا ماء المكرمات علنا ننبت في نفوس الحادين من الأخلاق نباتا.

 

وداد فرحان - سيدني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم