صحيفة المثقف

التابوت

عقيل العبودوعاء من الخشب يرحل بصحبتك حين تمضي أيها القلب!

يتنفس بعض بقايا جسد فارقه الموت،

حقيبتك الصغيرة يطوف بها المقام، نحو فضاء أوسع.

*

عنوانك هو الاخر يمسك بصمة ابهامك،

يلفظ انفاسك،

ينظر نحوك،

يودعك.

*

بدلتك الأنيقة تفارق عطر وجودك الأنقى،

عالمك المتحرك ينبض فيه السكون،

دستور عقلك، نهارات،

اسوارها الليل.

افكارك،

يتبعها اثار أمكنة،

شوارعها ما زالت تنصت لمسامع لحظة يسكنها الخوف،

الوداع، ارصفة عابرة.

*

الزمن الغادر، قطعة حلوى، طفل يتناولها، لم يفهم

ان هنالك قنبلة موقوتة، حلاوتها، تلك القطعة ما برحت،

عيناه مسمرة فوق ضحكتها،

المخاض أنتما معاً،

أجنحة لا تقدر ان تطير.

*

عرش محبتك فجأة انتفض،

لعله يُمسك شذى أغنية

أوطانها اشتاق لها الرحيل.

*

الكفن ذلك الفضاء،

أقبل ملتحفا بصراخ جميع الموتى،

أمسك بصولجان فرصته الأخيرة،

لعله ذلك التراب يستنشق عطر كافورك المدمى.

*

بيتك جدرانه، جميع زواياه، أرشيفها،

كما أهداب عينيك، هرعت نحو المكان،

رموش سوادها، أغرقها الليلُ.

لذلك من عمق المسرح اسمع أغنية،

نحيبها طائر،

فارقت عشه العصافير.

***

عقيل العبود/ ساندياكو

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم