صحيفة المثقف

صناعة الوقت

عقيل العبودكنت متكئا عند ثنايا كرسي مريح، بينما فكرة طارئة قفزت في فضاء هذا المحيط الهائل من العقل ذلك مثل سمكة تعوم عند أطراف سطح آمتداد مائي كثيف. أما كيفَ، فذلك تابع لمعادلة رياضية تقول ان (1+1=3، 4، أو ربما 5) وليس 2، رغم انه في بعض الحالات، قد يكون (2)هذه المعادلة لم أكن اقرأها في كتاب، ولكن فقط ربما كنتيجة لذلك التراكم من المعارف والأفكار التي تعلمتها اوسمعتها طوال هذه الفترة من حياتي، كما يعير عنها educational experience، والفكرة بحسب القانون العلمي والعملي غير معقولة، ولكن هي في حقيقتها العملية معقولة. طبعا هنا ضروري الإشارة الى ان هنالك قضية لها علاقة بموضوع ما يسمى بالواقع العملي لتلك المسالة، اوتلك. المهم انه لإثبات صحة ما تقدم، قولي، اوسؤالي ان علاقة الزوج مع زوجته هل هي في الحساب علاقة ضرب، ناقص، زائد، أم تقسيم؟ طبعا سيكون الاختيار زائد من حيث التواصل كمضمون وقانون اجتماعي تم تشريعه لبناء المجتمعات، وبعكسه الطلاق وهو في الحساب علاقة ناقص. المهم بعد ان بانت أصل العملية، أود الإشارة الى انه قضية الإنجاب هي التي تحكم علاقة الطرف الاول بالثاني، هذا الإنجاب هو قانون بايولوجي واجتماعي. حيث انه بحكم العلاقة الزوجية للقرينين ينتج ولد واحد، اوربما توأم وهكذا،

ومن الضروري الإشارة الى انه 1+1=2 هو عملية فورية في درس الحساب فقط، حيث نقول قلم+ قلم يساوي قلمان، اما في علم الإجتماع البايولوجي، socio-biology فالمسألة تختلف.

المعنى اننا لم نأخذ موضوع الوقت في الحساب، رغم ان عملية الجمع تأخذ وقتا قصيرا، لكنها نتيجتها في ما يتعلق بالتفاعل الكيمياوي والبايولوجي تختلف تماما.

إذن قضية واحد زائد واحد ليست بالضرورة ان تكون عملية حسابية، هي انما بايولوجية اوكيميائية، او جيولوجوجية، أوحسية، الخ ذلك بحسب العلوم التي تعلمناها.

أما صناعة الوقت، فمعناه الإبحار مع عالم التفاعل الحسي والعقلي معا لإنجاب مضامين حسية عقلية إنسانية متشعبة خلال فترة وجيزة من الزمن، ولذلك الكومبيوتر اختزل الزمن الحسابي أمامنا كما نراه اليوم، حيث انه بسرعة موجزة، ترانا آلاف الأفكار نقرأها ونتعلمها، ولكن بشرط عدم التفريط بالزمن الذي نمتلكه ككائنات حسية وعقلية وبايولوجية، لذلك ورد في الآية الكريمة في القران "يا أيها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه"، والكدح المقصود به العمل الفكري، والبدني، والحسي، وغير ذلك.

 

عقيل العبود/ساندياكو

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم