صحيفة المثقف

الإيقاع في أغنيةِ: من أجل عينيك

عبد الرضا عليأغنيةُ أمِّ كلثوم (من أجلِ عينيك) التي كتبَ كلماتِها عبد الله الفيصل (1922 ـ 2007)، ولحّنها الموسيقار رياض السنباطي (1906 ـ 1981) وأُنتجت في العام 1971 لم تكن قصيدةً واحدةً ، إنّما كانت تجميعاً لقصائدَ عديدةٍ اختلفتْ أوزانُها، وتنوَّعت قوافيها، فقد ابتدأتْ بأربعةِ أبياتٍ من إيقاعِ السريعِ ذي الوزن:

مُـسْتَفْعِلُن مُـسْتَفْعِلُن فـاعِلُنْ

من أجل عينيك عشقتُ الهوى

بعدَ زمانٍ كنـتُ فيـهِ الخليّ

*

وأصبحت عيـنيَّ بعـدَ الكرى

تقـولُ للتـسهـيدِ: لا ترحلِ

*

يا فاتـناً لـولاهُ مـا هزَّنـي

وجدٌ ولا طعمُ الهوى طابَ لي

*

هـذا فؤادي فـامتـلِكْ أمـرَهُ

مُسـتفعٍلُن مُسـتَفعِلُن فـاعِلُن

واظلـمْهُ إنْ أحبَـبْتَ أو فاعدلِ

مُسـتفعٍلُن مُسـتَفعِلُن فـاعِلُن

وأُردِفَتْ بـ رباعيَّـتين من مجزوء الرمل الصحيح:

فـاعِلاتُنْ فاعِلاتُنْ   فـاعِلاتُنْ فـاعِلاتُنْ

وهذا المجزوء كثيراً ما يردُ مدوَّراً، مع مراعاةِ أنَّ زحافَ الخبن يدخلُ في جميعِ أجزائهِ ( حشواً، وعروضاً، وضرباً) فكان مقطُها الثاني:

من بريقِ الوجدِ في عينيكَ أشعلتَ حنينـي

وعلى دربِكَ أنَّـى رُحْتَ أرسلتُ عـيوني

*

الرؤى حوليَ غامتْ بين شكِّي و يقينـي

والمنى ترقصُ في قلبي على لحنِ شجوني

*

أستشفُّ الوجدَ في صوتِكَ آهاتٍ دفـيـنةْ

فـاعِلاتُن فاعِلاتُن   فَـعِلاتُن فـاعِلاتُن

يتـوارى بينَ أنفاسِـكَ كي لا أسـتبيـنَهْ

فَـعِلاتُن فـاعِلاتُن   فَـعِلاتُن فـاعِلاتُن

لستُ أدري أهوَ الحبُّ الذي خِفتَ شجونَـهْ

فـاعِلاتُن فَـعِلاتُن فـاعِلاتُن فَـعِلاتُن

أم تخوَّفتَ مـن اللّومِ فآثرتَ السـكـيـنةْ

فـاعِلاتُن فَـعِلاتُن   فَـعِلاتُن فـاعِلاتُن

لكنَّ الأغنيةَ عادت في المقطعِ الثالثِ إلى إيقاعِ السريع، فاستخدمت منه أربعةَ أبياتٍ أيضاً، فأعادت لأُذنِ السامع نغمَ اللحنِ الأساسي الذي ابتدأتْ به الأغنيةُ:

ملأتَ لي دربَ الهوى بهجـةً

كالنورِ فـي وجنةِ صُّبحِ نّـديّ

*

وكنتَ إنْ أحسستَ بـي شِقوةً

تبكي كطفلٍ خـائفٍ مُجْـهَـدِ

*

وبعد مـا أغويتَـني لم أجـدْ

مَـفاعِلُنْ مُسـْتَفْعِلُنْ فـاعِلُنْ

ألا سَـراباً عـالقاً فـي يـدي

مُسـْتَفْعِلُنْ مُسـْتَفْعِلُنْ فـاعِلُنْ

لم أجـنِ منهُ غيرَ طيفٍ سرى

مُسـْتَفْعِلُنْ مُسـْتَفْعِلُنْ فـاعِلُنْ

وغاب عن عيـني ولـم أَهتَـدِ

مَـفاعِلُنْ مُسـْتَفْعِلُنْ فـاعِلُنْ

أمَّا في المقطعِ الرابعِ، فقد انتقلَ الإيقاعُ في الأغنيةِ إلى الخفيف الصحيح:

فـاعِلاتُنْ مـفاعِلُنْ فـاعِلاتُنْ

(مع وجوب مراعاةِ دخولِ زحافِ الخبنِ على جميعِ أجزائهِ حشواً وعروضاً وضرباً) فاستخدمتْ منه أربعةَ أبياتٍ أيضاً:

كم تضاحكتَ عندما كنتُ أبـكي

وتمنـيتَ أنْ يطـولَ عذابــي

*

كم حَسِـبتَ الأيامَ غيـرَ غَوالٍ

وهيَ عُمري وصبوتي وشبابـي

*

كم ظننـتَ الأنينَ بينَ ضلوعـي

رجعَ لـحنٍ من الأغانـي العِذابِ

*

وأنا أحـتـسي مدامـعَ قلبــي

فَـعِلاتُنْ مَـفاعِلُنْ فَـعِلاتُـنْ

حين لم تلْـقَني لتسألَ ما بــي

فَـاعِلاتُنْ مَـفاعِلُنْ فَـعِلاتُـنْ

لكنَّ الأُغنية في مقطعِها الخامس عادت فاستخدمت بيتينِ اثنين من إيقاعِ مجزوءِ الرمل الصحيح الذي ألمعنا إليهِ في المقطعِ الثاني، وبهذا الإيقاع المكتنز بالطرب الذي يُثيرُ النشوةَ في السامعِ تمَّ اختتامُ الأغنية:

لا تقُلْ أين لياليـنا وقـد كانتْ عِذابا

فاعِلاتُن فَعِلاتُن   فاعِلاتُن فاعِلاتُن

لا تسلْني عن أمانينا وقد كانتْ سرابا

فاعِلاتُن فاعِلاتُن   فاعِلاتُن فاعِلاتُن

إنَّني أسدلتُ فوقَ الأمسِ سِتراً وحِجابا

فاعِلاتُن فاعِلاتُن   فـاعِلاتُن فَـعِلاتُن

فتَحمَّلْ مُرَّ هجرانِكَ واستبـقِ العِتابـا

فَعِلاتُن فاعِلاتُن     فَعِلاتُن فاعِلاتُن

***

 

ا. د. عبد الرضـــا عليّ

........................

وهذا رابطُ الأغنيةِ للراغبينَ في متابعتِها:

https://www.youtube.com/watch?v=Z3LgScXda7g

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم