صحيفة المثقف

عندما يعز الوداع!

وداد فرحانعاد السماوي من العراق محملا بهمه ومآسيه، ليحل مجددا في أستراليا، ويبقى جليس الفراش بعدما تحول الوطن في أوردته وفؤاده الى علة لم تحتمل.

لقد عاد كبير الملحنين ليشد عضده في معركة شجاعة، مع المرض الذي أصابه من هموم زيارته الأخيرة لعراق الألم المتواصل، واليوم تصاب الذكريات بالوجل، وتعتري موسيقاه المأساة على أوتار الألم.

الملحن والأب الكبير والمعلم عبد الحسين السماوي، لم يكن لحنا خالدا وأدبا جما فحسب، بل كان رمزا لوحدة الوعي، تخلده تلك الحناجر الصادحة بالفن والذوق الرفيع، وهو يوحد الوطن بالكلمات التي تحتضن الأفئدة صوتا، وتلامس العواطف بأصوات مطربيها الشجية، كان لحنه عراقا متكاملا، لا تحده الحدود ولا تفرقه المسميات.

ستبقى ألحان كبير الملحنين خالدة، تدخل النفوس دون استئذان، ويبقى الإبداع متناقلا بين الأجيال التي ستذكر الأيام الجميلة وألحانها الخالدة.

لقد كنت رمزا في النهضة الفنية الثقافية المنفردة التي شهدها العراق، وهو يشع في مجالات الحياة كلها.

أعلم كم آلمك العراق، وأنت تحمله مأساة جعلتك طريح الفراش عدة أعوام، بعدما رأيت ما لا يسرك من ابتلاء، سعى الى القضاء على الجمال، فيما كان الطموح أن توقد مشاعل الحضارة من جديد.

رحلت أيها المعلم، ولم تكمل لنا الدرس العاشر في تعلم العزف على العود، لكن أناملك مازالت تدندن على أوتاره في أركان بيتنا كل يوم؟

رحلت وصوتك الدافئ يبعث صداه في جوف المشاعر "سلامات.. أبعث سلامات".

وفي وداعك أيها الطيب، العين تدمع والقلب يتفطر، لقد جئت بسلام وودعتنا بسلام فعليك السلام.

 

وداد فرحان - سيدني

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم