صحيفة المثقف
سيدة اللون والنور والعطور
يتملى عطورك الأقحوان
أيّ عطر به الربى تزدان
إنّه الزهر عمره بك يفنى
قبل أن تطغى حوله الغدران
وهو المسك يستحيل شفاها
بلظاها يطوِّف الظّمآن
أيّ لون يغري عطورك حتى
أجتليه لتسطع الألوان
لك صغت الورود تاجا وعرشا
ثمّ كان العروش والتيجان
زيِّني الأرض بالبنفسج والزنبق
كي لا يستوحش الزعفران
واستعيري لزرقة البحر سفرا
من حكايا يقصها المرجان
فلقد خادع النسيم شراعي
وتولت عن زورقي الشطآن
حاملا جئت جمرة وبخورا
اللظى فوق راحتي والجنان
أنا إن أصمت ينطق الجمر عني
ولئن أهمس يستبيني الدخان
إنما الفجر خمرتي والليالي
من كؤوسي وبالمنى سكران
ربّ رؤيا لاتستبين لعيني
أهو الله أم هي الأوثان
فإذا الليل نصفه يتعرّى
عن ملاك ونصفه شيطان
لو أردت النجوم دارت بكأسي
حيث يلهو الكافور والريحان
لست أدري إذ اعترفت بذنبي
كلّ مافي الوجود حولي مدان
فدعيني أفنى بعطرك إنِّي
لا مكان يضمني أو زمان
***
د. قصي الشيخ عسكر
