صحيفة المثقف

لقاء مع الاستاذة سوسن الحيدري حول مشاكل التدريس في العراق

308 سوسن الحيدريمدرسة تربوية لمادة علم الاحياء لمراحل دراسية مختلفة من متوسطة وإعدادية لمدارس بنين وبنات، ولدت في محافظة ذي قار، تلك المحافظة التي سميت نسبة الى معركة ذي قار الشهيرة بين الفرس والعرب قبل الاسلام . تلك المحافظة التي انجبت الكثير من الادباء والمدرسيين والفنانين والوطنين، تسكن سوسن الحيدري في بغداد، في منطقة عريقة بجانب الرصافة في "الاعظمية " .

متزوجة وام لثلاثة اولاد، الابن الكبير صيدلاني ومدير شركة novo للأدوية العالمية النرويجية، وابنتها طبيبة اسنان في كندا، والابن الاصغر تخرج هذه السنه من المرحلة الاعدادية وفي طريقه الى المجموعة الطبية . لديها الكثير من المشاركات والدورات التعليمية ومنها دورة منظمة اليونيسيف التي اقيمت بإدارة امريكية كندية .

تحدثت الست الحيدري عن مشوارها التعليمي لصحيفة المثقف قائلة: على مدى 24 عام من التدريس والعطاء المستمر كان مشواري التدريسي قد بدء بتدريس مادة الأحياء للصف الثالث المتوسط للبنين خارج محافظة ذي قار لمدة (3) ايام في الأسبوع و(3) ايام أخرى داخل المحافظة للمرحلة الثانوية للبنات، ثم انتقلت للعيش والتدريس في بغداد فقد درست مادتي الأحياء والكيمياء للمرحلة المتوسطة والإعدادية وباللغة العربية والانجليزية، حيث كان مشاوري بين تسع مدارس بين مدارس بنين وبنات وكانت المحطة التاسعة والأخيرة هي ثانوية كلية بغداد والسنة الحالية تعتبر لي هي السنة السابعة على التوالي لبقائي في ثانوية كلية بغداد العريقة . حيث درست مادتي الكيمياء والأحياء المتوسط والإعدادي وباللغتين العربية والإنجليزية .

- التعليم هو من أهم عناصر الحياة التي تعطي للإنسان معنى لوجوده، فهو اكتساب المهارات، الخبرات والمعلومات التي يحتاج إليها كل انسان ليكون قادراً على الإبداع. ماذا عن تجار العلم اليوم؟ وماذا عن احتياج الطلبة للمدرس الخصوصي؟

- اصبح العلم تجارة وتجاره مخيفة انا من رأئي الشخصي هناك مدرسيين لا يبتزون الطلبة بل يدرسون بضمير ولكن هنا فروقات للطلبة مما يستعدى اولياء الامور بالاستعانة لمرسي الخصوصي .

- وما ريك بالتعليم الاهلي وهل ادى الغرض؟

- انا ضد ظاهرة التعليم الاهلي لانها لاتخرج تلك العقول النيرة فالطالب يتكلم بمنطق المال الذي دفعه للمدرسة.

- المناهج الدراسية اليوم وتوافقها مع مرحلة النمو الذهني للطالب هل تتوفق ام لا برئيك ست سوسن؟ وهل خاضعة للرقابة؟ خصوصا نحن من نتابع اصداء الاهالي حول ان من يضع المناهج غير اهل لذلك؟ ولا يرعى نقاط معينة؟

- فعلا هناك اناس غير مؤهلين لوضع المنهج الدراسي لو فكرنا قليلا وسحبنا نموذجا من مادة ما وقورنت مع المناهج الحديثة لوجدنا رصانة الكتابة وان كانت المقدمة عن الكتاب حتى رسومات الاحياء فأنها واضحة ومتميزة خلاف لما نلاحظه في الاونة الاخيرة . التعليم اليوم يفتقر للكثير وللأسف الشديد .

- هل المدرس في الاونة الاخيرة مقيد؟

- نعم المدرس مقيد بدليل عند تدريسي لمادة الاحياء للسادس الاعدادي فان الطالب يعترض على اعطاءه معلومات اضافية، يرفض اي توسع للمادة رغم ان التوسع والمعلومات الاضافية هي من تعطي نمو ذهني وادراك وثقافه تعليمية واساس للطالب لمواجهه الحياه العلمية والعملية مستقبلا في المراحل الجامعية .

- ماهي المشاكل التي يواجهها الطلاب؟

- اغلب مشاكل الطلبة هي عدم التوافق الذهني المتطور بين المدرس والطالب وعدم وضع اليه للمناقشة الفكرية في حل المشكلة المنبثقة من التدريس المبهم والغير منطقي علميا

- ماذا عن اختلاف التعليم بين الماضي والحاضر؟

-اختلف التعليم في الوقت الحالي عن التعليم في الماضي، فكان المدرس هو الرافد الوحيد الذي يرفد الطلاب بالمعلومات، ولم تكن هناك شبكات الإنترنت أو المدرسون الخصوصيون، وإنما كان الطالب يعتمد على المدرس فقط، وقد كان هذا المدرس مقدساً جدا وله الهيبة والاحترام من الطلاب ومن جميع أفراد المنطقة كذلك، كنا نردد دائما عبارة "من علمني حرفاً صرت له عبداً" وتطبق بحذافيرها، بعض اولياء الامور سابقا كانت تكرم المعلّم والمدرس وتخوّف الابن منه، وإذا أرادت أن تشتكي من بعض التصرفات المزعجة لابنها فإنها تشكوه لمعلمه، الذي كان بالفعل المعلّم والمربي وليس المدرس فقط.

- ماريك بتطور العلم والتعليم خارج حدود العراق؟

- لا يزال التعليم يتطوّر ويتطور ويتغير تبعاً للتغيرات التكنولوجيا المرافقة للعصر، فأصبحنا نشاهد الآن التعليم من خلال الإنترنت، والتعليم الذاتي الذي لا يحتاج إلى مدرس، وأصبح كل طالب يحتاج إلى جهاز ايباد من أجل إيصال المعلومات إليه من خلالها، أما في السابق فلم يكن هناك سوى الطباشير والسبورة يُستخدمان لتعليم الطلاب، واختلفت النظرة الحالية للتعليم في الحقيقة بتطوّر العصر وطبيعته

- اسعدنا الحوار مع التدريسية سوسن الحيدري ولنا سلسلة حوارات مع اكاديميين بمختلف التخصصات .مع تحياتي لكل من يحب العلم والتعلم.

 

د. ايات حبه

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم