صحيفة المثقف

ما بينَ هذا الذي كانَ

والذي لمْ يكنْ

في رحابِ الزمان..

سورٌ من الحزن يمضي

كطيفِ الفجر يفجعه الرهان..

ما بين قلبي

وهذا الصخب

عجرفة الهواجس والمكان..

شعبٌ يقاوم قهره

في كل منعطف يهان..!!

* *

يا ويح قلبي

إذ تبجح أو ترنح

كلما عصف الهوى في مهرجان..

يا حومة القهر التي عافت

مناها أو سناها

عندما سُحِقَتْ دروب الأقحوان..

يا ويلتي إن كان يومي ينقضي

أو يعتريني الحزن كلما طفح الحنان..

لا شيء يشقيني سوى صخب الذباب

حيث الضحايا عند كل منعطف وباب..

لم يتركوا بيتاً

على أعتابه يتدافعون

يقتلون وينهبون..

من يحمل الهم المشبع بالمهانة والعذاب..؟

من يشتري وجع النوارس في الضباب..؟

يبكي المغيب

كما لو جاء ينتحب المواجع كالغراب..

* *

يا عزتي بغداد

يا من تحمل عبر هولاكو ملاحم من عذاب..

يا من يريد لها قتلاً ونهشاً بمخلبه وناب..

بأس احترابك واحتسابك

لا يقاس مع العقاب..

الأرض أثمن ما يكون

نكون أو حتى لا نكون..

تلك المشاهد لا تساجلها المخافر والسجون..

يا قبلتي ، كيف السبيل لمن تغرب في أمان..

أن يعتلي غيماً ويمسك بالعنان..

هذا هو الزمن المهان..

ما بين وهم الصمت

تحترق البلاد بلا جوابْ..

ويزيد من وجعي

تلك الدروب يطالها عبث الكلابْ..

صبراً فليس أمام البغي

غير معترك الخطابْ..

جلبوا الدمار وشوهوا سحر الجنان..

ومرغوا وجه الفرزدق بالتراب..

وأسكتوا ناي الجنوب

وحرفوا نغم الكمان..

ماذا دهى، هذا الرعاف من الرهان..؟

لا شيء أبشع ما تنز به الجراح على الهضاب..

يا أيها الغبش المشبع بالسراب..!!

* * *

جودت العاني

1/06/2006

قصيدة مستلة من ديوان (غدق البحر)