صحيفة المثقف

ياحكوتنا حرمة المؤمن من حرمة الكعبة

صادق غانم الاسديلم يختص الدين الأسلامي الوحيد بحرمة دم المؤمن بل سبقنا الى ذلك الكثير من الكتب السماوية والشرائع وغيرها ومن ما أكد عليه من تحذير بتوصيات الحكماء منذ بزوغ ألانسانية لغاية كتابة هذا المقال تؤكد احترام قيم الانسان دون المساس بكرامته وسفك دمه، هذه العبارة لرسول الأنسانية محمد صل الله عليه واله معلم البشرية ليجعل من الأنسان قيمة عليا كونه يمثل امتدادا طبيعيا لديمومة الحياة وبناء الحضارة وخليفة الله على الارض خصوصا كان الكلام موجها للانبياء في الاية فقال تعالى (يادواد انا جعلناك خليفة في الارض فأحكم بين الناس بالحق) سورة ص ايه 26، في الوقت الذي اكدت رسالة الانبياء ايضا على حفظ الدماء وعدم اراقتها الا بالحق، ومن قراء تاريخ الانبياء والرسل من زمن النبي نوح عليه السلام الى عهد نبينا محمد صل الله عليه واله لاتوجد الا ثورات أنسانية دفعة لها الظروف المحيطة والواقع في حينها من اجل تحرير الانسان من العبودية وكافة اشكال الاستغلال والرق والمقايضة واستباحة دمائه وكل تلك الثورات والدعوات تؤكد على عزيمة كرامة الانسان والعيش بأيمان ولهذه القرارات ستبقى فاعلة طالما ينتصر الخير على الشر ولن تمحوا من سفر التاريخ الا اذا انقلبت الموازين لاسامح الله، وقد رأينا ماجرى من قمع واستخدام العنف المفرط للوجود الانساني حينما سيطرت حركات داعش والوهابية في العراق وافغانستان وسوريا، كما لايختلف الامر في احكام الشريعة حتى ان يحفظ للناس حقوقهم وكرامتهم فقد جاء في الحديث النبوي (فإن الامام أن يخطىء في العفو خير من أن يخطىء في العقوبة)، كل هذه الاحكام تدلل على الحذر من الوقوع في ذمة دماء البشر، والذي شدني الى كتابة هذا الموضوع تلك الدماء البريئة التي سقطت اثناء تظاهرات البصرة وهم يطالبون بحقوق مشروعة بعدما ضاقت بهم الحياة ذرعا وحزنا مدينة غنية بالنفط والتجارة لاتشرب الماء الصالح منذ سنين وتضطر العوائل البصرية ان تُقدم على شراء الماء للاستحمام والطبخ ليضاف لها عبأ اخر يشكل معاناة كبيرة كون اغلب السكان فيها عاطلين على العمل يضاف لها مأساة اخرى ان حصة تجهيز محافظة البصرة من الطاقة الكهربائية اثناء فصل الصيف الذي سجل اعلى درجات حرارة بالعالم لاتتناسب مع الواقع والاجواء لهذا كانت التظاهرات حق مشروع بعد الوعود الكاذبة والتأجيل وانتشار الفساد في الدوائر الخدمية، تحولت تلك الآلم الى صرخات واحتجاجات ضد المسؤولين الفاسدين بعد معاناة لاكثر من 15 سنة مما سبب احتكاك مباشر مع القوات الأمنية ولم تكن تلك القوات تحمل الود وقادتها تفتقد الحنكة واستراتيجيات تهدئة الوضع وزدادت سوء حينما سقطت دماء، ثم بعد ذلك انحرفت التظاهرات عن مسارها الحقيقي فجرى ماجرى من حرق لممتلكات دوائر الدولة ولو عالجت الامور برحابة صدر واعطاء المواطن ولو جزء بسيطة من مطالب مشروعة فقدها بعد ان ضحى وقاتل الارهاب وانخرط لقتال داعش ولاننسى ان دماء وشهداء الحشد من اهل البصرة كانت اعداد كبيرة، من يتحمل سقوط تلك الدماء التي وصفها رسول الله حرمة المؤمن من حرمة الكعبة التي هي قبلة المسلمين لو كانت الحكومة جادة وتعمل بحيادية وشجاعة لما سقطت قطرة دم بريئة، ربما ان هنالك قوى خارجية ارادة لأهل البصرة سوء ولتزرع الدماء والخراب اسوة لما جرى في محافظ الموصل وسرعان ما تم احتواء الأزمة قبل ان تتوسع ولايحمد عقباه من نتائج مأساوية، وكان دور المرجعية واضحا في حلحلة وتذليل بعض الصعوبات بمكانيتها وكان العمل واضحا وبصمت رغم ما اشيع من اقلام مأجورة وحسابات مزيفة في مواقع التواصل الاجتماعي لتشويه زيارة وفد المرجعية والتقليل من شأنه وقد زار الوفد واطلع على التلكأ الواضح ودرسة المعوقات ووضع الحلول وخلال 10 ايام تم المباشرة وانجاز عمل كبير جدا، نحن نعيش في بلد غابة تسيطر عليه احزاب وسياسين وفاسدين كبار ومن يحمهم غير الذين اشتركوا في السطلة منذ عام 2003 ولحد الان وبرعاية امريكيه ودعم خليجي واضح ولربما القتل وسفك الدماء لايأتي فقط بالاسلحة النارية والجارحة ربما الكلمة والدعاية تقتل والخيانة والوعود الكاذية ايضا لها وقعة كبيرة على نفسية الأنسان ونحن في العراق رأينا العجب من اعنف الدكتاتوريات في العالم واكبر الفاسدين للمال العام، واختم مقالتي هذه بقول الدكتور مصطفى السباعي والذي اسس حركات اسلامية وحضر مؤتمرات للتقارب بين المذهاب وهو من مواليد سوريا ودرس في جامعة الازهر، ولكن نأخذ من كلامه العبرة والذي ينسجم مع واقع العراقيين هذا اليوم، حينما قال عندما (يمسك بالقلم جاهل، وبالبندقية مجرم، وبالسلطة خائن، وعلى المنبر فاجر، يتحول الوطن الى غابة لاتصلح لحياة البشر).

 

صادق غانم الاسدي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم