صحيفة المثقف

نهاية خلافة حزب الدعوة في العراق

طارق الكناني(المايصفگ دعوچي والحبال موجوده)

بات من الواضح ان العبادي قد احرقته نار البصرة وبات من الصعب التكهن بمستقبله السياسي بعد ان رفضه الشارع العراقي وبالتالي سقط الرهان الامريكي في العراق وكل المعطيات تشير إلى ان إيران هي من اسقطت العبادي فهو مرشح الأمريكان الذي كان يعتبر وقبيل فترة وجيزة بيضة القبان ، الأمريكان ادركوا هذا الامر فتم استبعاده ،والواضح ان رفاقه في حزب الدعوة هم من تآمر عليه وتحالفوا مع إيران لهذه الغاية .

إيران من جانبها تبحث بين رجالها بالعراق عن مرشح يحافظ على مشروعها بالعراق ولكن الشروط التي وضعتها المرجعية الدينية للمرشح تحول دون ذلك، فكل المرشحين الذين يحاول التحالف الاكبر تقديمهم لرئاسة الوزراء هم اوراق قد احترقت بفعل الخيانة والفساد وكل هذه الاسماء مرتبطة بوقائع فساد وجرائم كبيرة لايمكن للشارع العراقي الحالي قبولهم وتحت أي عنوان ،فاذا كان تمرير الحلبوسي وفق صفقة سياسية مشبوهة ضجت منها وسائل الاعلام ورافقها سكوت الشارع السني ، فصفقة رئاسة الوزراء المخصصة للشيعة سوف تعاني كثيرا من هذه الاشكالية .

ان استبعاد سائرون من تشكيل الحكومة سيكون بمثابة فعل الحشرة التي اكلت منسأة سليمان حيث ستؤلب الشارع ضد العملية السياسية برمتها وهذا ماتعرفه إيران والاحزاب البقية فالقواعد الجماهيرية للاحزاب العراقية جميعا لاتشكل سوى 10% من الشعب العراقي وربما اقل و 90% من هذا الرقم هو لكتلة سائرون والتيار الصدري على وجه التحديد فعملية استبعاد هذا الرقم الصعب بالمعادلة السياسية العراقية هو غباء كبير من الساسة العراقيين اذا ما استمروا بهذا النهج ،فالقيادات العسكرية التي تم وضعها لغرض مواجهة انتفاضة محتملة ومتوقعة خططت لقمعها دوائر (اطلاعات) بالعراق بالاتفاق مع سياسي الشيعة وتوظيف اجهزة امنية جديدة بصفة حشد شعبي في البصرة بحوالي 30 الف عنصر هو بمثابة التحضير لمجزرة بشرية قادمة ستقودها إيران بالعراق ،وجاءت هذه التحضيرات متزامنة مع تصريحات مسؤولين ايرانيين بأنهم سيوجهون ضربات قوية لانصار امريكا بالعراق ،وهي تصريحات معروفة الغاية منها اعادة صولة الفرسان في البصرة وغيرها من المدن .

فيما اذا تشكلت الحكومة القادمة بمباركة الكتلة الاكبر دون الرضوخ لمطالب الشارع العراقي والتي ايدتها المرجعية الدينية وحظيت بمباركتها سوف لن تستمر هذه الحكومة لاشهر قليلة وسيلتهب الشارع العراقي من جديد وسيكون الدخول إلى قبة البرلمان من قبل المتظاهرين في هذه المرة مختلف تماما عن المرة السابقة لأنه سيحظى بمباركة امريكية وبريطانية وحماية دولية .

ان أي عملية لقمع الانتفاضة بالعراق وتعرض التظاهرات لرصاص القوات الامنية والميليشيات الحزبية سيقوض العملية الديمقراطية بالعراق وهذا الشيء سوف لن تسكت عليه امريكا وبالتالي سيكون التدخل الدولي حاضرا لاعلان حكومة طوارئ وتغيير الوجوه برمتها وسيكون الدخول هذه المرة عنيفا جدا ،اذا اكتفى المتظاهرون بالمرة السابقة بضربهم بالاحذية فهذه المرة سيكون الرصاص حاضرا ....

قديما قيل (المايصفگ عفلقي والحبال موجودة) وسيكون هذه المرة (والمايصفگ دعوچي والحبال موجودة) سيتكرر هذا السيناريو بكل تفاصيله وعلى الساسة ان يدركوا ويقرؤا هذه الصورة قبل فوات الآوان .

 

طارق الكناني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم