صحيفة المثقف

متحف عماد التميمي

عقيل العبوداكثر من عشرين سنة، وهو  يدخر ما يحصل عليه جزاء عمله المنهك في احدى محلات الخضار التابعة لولاية من ولايات أمريكا لشراء صور والبومات، تم تخصيص البعض منها لوثائق حافلة بتواريخ تبتعد مساحاتها الزمنية لتضم بين طياتها حكايات لمشاهير وابطال مهمين ابان حقبة لها علاقة بأزمنة تحتاج الى ارشيف.

منهم في الفن ومنهم في الرياضة، والبعض الاخر في السياسة، حيث لكل واحد من هؤلاء منجز وموضوع يستحق البحث عن تفاصيله الدقيقة.

 ارجمور واحد من الذين استضافوا محمد علي كلاي يحكي عن تجربته في فن الملاكمة وطريقة المنهج التدريبي الذي اتبعه انداك، قصص مثيرة للجدل كونها لا تعالج قوانين الملاكمة، وبطولاتها فقط بل تتحدث عن علاقة الملاكمة بالسياسة وتربية الشباب حيث صور مهمة لهذا الشهير اوذاك مع الرئيس الامريكي الفلاني اوالفنان الفلاني.

ومثل ذلك وثائق اصلية عن مارتن لوثر، لوحات عن الحرب الأهلية، بعض الوثائق التي بحوزته، والتي لا يمكن تقدير أثمانها على عجالة لأهميتها، خاصة الأصلية منها. 

طوال هذه الأعوام عماد لم يكتف بتنظيم الألبومات المتنوعة لهؤلاء الأبطال فحسب، بل ان بحوزته ملفات تحكي عن مقامات  تعود بماضيها الى تجارب حافلة لرؤساء وابطال كنّا نسمع عنهم بطريقة لم تستوف مفرداتها الدقيقة. 

كاري كوبر، الممثلة الفلانية، الرسائل المتبادلة، بين كبار الفنانين، ألبومات الطوابع، اللوحات الفنية.

 وثائق ارتبط البعض منها بقصصالافارقة الأمريكان وتلك الصراعات والحروب الأهلية،  ملفات يعالج البعض منها قضاياحقوق الانسان والتي تم تثبيت البعض منها في ديباجة الدستور الامريكي عن تحرير الانسان من ربق العبودية.

كذلك صور ولوحات قديمة قد يصل تاريخها الى مئات الأعوام، حتى تلك الوثائق التي كتبت ورصعت حروفها بماء الذهب، مُذ عهد ما قبل استقلال أمريكا.

عماد التقيته في مخزن اقتطعه من غرف بيته كملحق لهذا الغرض بغية تصنيف ذلك العدد الهائل من الصناديق والكتب  التي يعود عمر قسم منها الى اكثر من أربعمئة سنة بضمنها تلك الأوراق التي ما زالت مرصعة بحروفها.

اضافة الى ذلك عماد استطاع ان يجمع ما يعود يعود الى خمسينيات القرن المنصرم- وثائق والده الذي وضعها في حقيبة واحدة قبل ان يودع الحياة،  بضمنها فنون تسليم الرسائل والطوابع المالية والمخاطبات، ما يعكس نظام العمل الذي شهد طريقة الأداء الحكومي لأدارة لواء المنتفق آنذاك، والتي ارتبط موضوعها بطبيعة المنجز الوظيفي.

ومنذ ذلك الحين، حتى الآن، متحف عماد يبحث عن فضاء كبير لعرض تلك المقتنيات التي قد تصل قيمتها الى آلاف الدولارات.

هنا في معرض حديثي معه، اقتراحي لعماد ان يعرض ما بحوزته على احدى فضائيات التلفاز الامريكي لعله يجد الطريق الأمثل لعرض قاعة لمتحفه الصَّغير، وطبعا هذا لا ينافي اهمية تأليف كتب غاية في الأهمية عن جميع ما تم جمعه وتصنيفه لحد الان.

 

عقيل العبود 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم