صحيفة المثقف

الضد النوعي للاستبداد .. استفهامات حول جدوى المشروع السياسي الديني - ماجد الغرباوي

الكتاب: الضد النوعي للاستبداد ..

استفهامات حول جدوى المشروع السياسي الديني

المؤلف ماجد الغرباوي

عدد الصفحات: 256

الحجم: متوسط

الطبعة: 2010 م

اصدار: مؤسسة المثقف ودار العارف

***  

رابط تحميل كتاب الضد النوعي للاستبداد

.................

رابط بديل لتحميل كتاب الضد النوعي للاستبداد 


 

مقدمة كتاب الضد النوعي للاستبداد..

استفهامات حول جدوى المشروع السياسي الديني 

ثمة انساق ثقافية وفكرية وحضارية وافدة، انقسم المفكرون المسلمون حولها بين الرفض المطلق، او القبول المطلق، او التوفيق بينها وبين الموروث الديني، مثل: الديموقراطية، التعددية (الدينية، السياسية، الثقافية)، المجتمع المدني، حقوق الانسان، حقوق المرأة، حرية الصحافة، حرية الاعتقاد، الانتخابات، التداول السلمي للسلطة، الاعتراف بالاخر، وغير ذلك. وقد دار جدل طويل حولها داخل المنتديات الثقافية والفكرية، وفي اروقة الجامعات، وعلى صفحات الصحف والمجلات، وناقشتها وسائل الاعلام، وكتب الكثير عن الموضوع، لكن الامر لم يحسم نهائيا، وان كان هناك انحياز واضح لدى الجميع نحو تبني الانساق التي لا تتعارض مع الدين وقيم المجتمع. هذا على المستوى التنظير، واما الواقع العملي فلم يشهد ممارسة حقيقية ناجحة في المنطقة يصدق انها نموذجا لتجلي تلك الانساق. أي لا يمكننا الاشارة لتجربة حققت بالفعل نتائج  ايجابية ملموسة، وما زال التخلف والاستبداد والتفرد وقمع المعارضة وتهميش الآخر مظاهر طاغية في المجتمع العربي والاسلامي، مما يعني عدم وجود تبني حقيقي من قبل المعنين بالشأن السياسي والفكري والثقافي، مرده اشكاليات اعمق واكثر تعقيدا ترتبط بمسألة الدولة وتكوينها. وعلاقة الدين بالسياسة. واشكاليات العقل العربي والاسلامي، والقراءات الاحادية للتراث. والموقف من الحداثة والغرب، وطبيعة الخطاب التجديدي. وتعدد المرجعيات القانونية، وانشطار الولاء، واهتزاز الشخصية، وتجذر الاستبداد. وسلطة القبيلة والفقيه، وازمة الحكم. ومحنة الثقافة والوعي.

غير ان الوضع بات مختلفا وطرأت متغيرات على الساحة العربية والعالمية، سيما الساحة العراقية التي اجهزت على نظام الطاغية حتى اسقط في 9 نيسان  2003 بالتحالف مع قوى اجنبية، تمثلت بالقوات الامريكية والبريطانية ومن تحالف معهما. وبرزت مستجدات اخذت تضغط باتجاه تبني انساق ثقافية وفكرية وحضارية تستوعب الاختلاف في وجهات النظر وتحل ازمة الحكم، وتعيد المعارضة الى مائدة الحوار، وتشجعها على دخول البرلمان، واستخدام وسائل الاعلام بدلا من فوهات البنادق ونيران التفجيرات. وتلبية مطالب الاعراق والقوميات والاديان والمذاهب والاتجاهات السياسية المختلفة. ويبدو ان تبني تلك الانساق بات امرا لا مفر منه، سيما في المجتمع المتعدد قوميا ودينيا وثقافيا وسياسيا كالعراق. من هنا جاء مشروع هذا الكتاب لتشكيل خطاب ثقافي يساهم في خلق اجواء تستوعب الاطروحات الحضارية التي يعول عليها، لاخراج الوضع المتأزم من دائرة الاحتراب والتراشق بنيران المدافع والراجمات، والمساهمة في بناء اطار عام يوحد فئات المجتمع ضمن تنوعه الثقافي والديني والسياسي. واعتقد ليس هناك وقت للتجربة او اهدار الوقت، لمعرفة نتائج الاساليب الحديثة في الحكم، وهي شاخصة امامنا، تؤدي دورها في خدمة الانسان والشعب والمجتمع. لكن يشترط اولا التخلص من عقدة المكابرة والكف عن انتاج قراءات تضع الدين في تناقض معها، او بينها وبين الموروث الثقافي والشعبي، كي لا نبقى في دوامة الثنائيات المختلقة. فليس المطلوب تبني القيم الغربية التي تتناقض مع قيمنا الدينية والاخلاقية، وانما تبني صيغ يمكن لكل شعب اعتمادها للتوفر على مجتمع متوازن في اطار قيمه الدينية والاخلاقية. 

يتناول الكتاب في احدى دراساته قيم ومؤسسات المجتمع المدني، وبيان اطاره الفكري والتنظيمي. وقد استأثر الوضع العراقي باهتمامها لان الدراسة كانت معدة اساسا كوجهة نظر حول مستقبله. وكرست دراسة اخرى فيه لموضوع التعددية التي تمثل هوية وحقيقة المجتمع المدني. وربما اتصف الموضوعان بشيء من الجرأة والتحرش بالموروث الثقافي والديني، الا ان عذري في ذلك طبيعة المرحلة التي يعيشها العراق راهنا، وهي تحتاج، كما اتصور، الى هذا القدر من المكاشفة الصارمة كي يعي الشعب دوره ويتحمل مسؤوليته التاريخية، قبل ان تلتهم نار الفتن والاحتراب الداخلي العراق وشعبه وتراثه. بينما راحت الدراسة الثالثة تستوحي من د. علي شريعيتي مشروعه الانساني، بعيدا عن التطرف الديني والمغالاة على حساب قيم الدين الحنيف. باعتبار شريعتي احد المعنين اساسا بالمشروع الاسلامي التغيري، وظل يحمل هم الرسالة حتى استشهاده على يد الطغاة الظالمين.

وقد حمل الكتاب بدراساته الثلاث عنوان:

الضد النوعي للاستبداد ..

استفهامات حول جدوى المشروع السياسي الديني

ولا يسعني اخيرا الا ان اشكر كل من ساهم في اخراج هذا الكتاب الى النور، وأأمل ان تبقى جهودنا رافدا لارساء دعائم المجتمع المدني والتعددية، واستنبات قيم التسامح والمحبة والسلام والوئام وسط الشعب العراقي. ومن الله تعالى نستمد التوفيق والسداد.

ماجد الغرباوي

13/ 8/ 2004  

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم