صحيفة المثقف

إلى: أنت لا غيرك

سردار محمد سعيدأتدري!! الورق بلا روح فلا يحزن ولا يفرح ولايجوع ولا يعرى

لكنه يثير الأرواح فتحزن وتفرح

وحتى لا تؤلمك الحروف المسطّرة عليه

قررت َتمزيقه

ما الذي دعاك لزيارته؟

الشوق، الشوق، لحروفها وعباراتها،

 شغفتك حباً،

ذق لوعة الحب، والجوى، هي من كنت تدعوها حبة القلب .

لم تعرك اهتماماً يا رجل، أماتتك وأنت حي، فما نفع البكاء، الناس تبكي الأموات، فما نفع بكائك على روحك الميتة الحيّة، ومهما انهمرت دموعك .لن تصل إلى لؤلؤ جملها ونفيس أفكارها .

ظننتَ انها نهاية الرحلة .

سافرت كثيراً واستقر بك النوى عندها،

لكنها تبلتك، وتدلهتَ بجمال نثرها وسردها .

قضى يومه بحثاً عن جملة تعنيه فتعب، ألقى نفسه على السرير ومسح بواقي دمعه

كان المتكلم مجهولاً ربما هو الضمير.

ظل يحدق في السماء،

سمع طرق قطرات المطر على زجاج النافذة

ورأى أيد تمتد، تمزق عباءة الغيم .

ينبثق دخان بألوان رخيمة .

يستحيل جسداً أنثوياً .

مسح جفنية ماهذا؟ لا شك أنه يحلم، حلم؟ لا إنه كابوس

اهتزت الستارة وبرزت غانية :

لا، ماهو بحلم ولا كابوس لأنك لم تنم

وبرغم عريها لم تأبه لوجود ذكر،

 توسعت مقلتاه برؤية مفاتنها

الستارة لتمنع الأعين من الترصد خلال الزجاج

لكني أمامك الآن ولا زجاج بيننا ولا ستارة

سوى زجاج نهدي فهشمهما إن شئت

وذا جذع شجرتي الوريقة فتسلق

واقطف تيني، ونل زيتوني

ماذا دهاك يا رجل؟

ألا يشجيك بلدي الأمين،

ألم تركيف فعل عشقها بك ذات الشفاه القرمزيّه،

والشعر البربري،

والمقل المكحّلة برماد القلوب .

لا تنطق بغير الهوى .

كنت صلداً تُذيب ولا تَذوب .

فأي تنور صهرتك به؟

ملأته مساميراً حامية وألقتك في قعره .

أخرجتك .

صلبتك على جدار ذي ألواح ودُسر.

ولم تنزلك حتى عشعش طير الغرام في صدرك .

عجنتك وصيرتك محض قاعدة ليقام عليها تماثيل العاشقين .

أنت كنت جهنم الحب،

كنت تفور إذ غادة شهقت

لقد صهرتني، وصهرت، وصهرت، وذبنا

جاءتك التي تحيلك دخاناً، فتلق الجزاء اللائق بالمستبدين المتمردين

كانت الستارة تهتز ولا أحد هناك

ستر الزجاج، فتح ورقة فيها نص جديد،

قرأ وهو يبتسم،

تلذذ وانتشى،

احتضن الورقة بتعسف،

 قبّلها، وتخيلها كأنما هي في أحضانه .

قبّل الكلمات، فكأنه يقبل شفتيها، ألم تمرّ على شفتيها

ذاك يكفيه .

قال: أسعدت أيها الليل بضجيعتك وأسعدت يا صباح بنور وجنتيها .

أغمض عينيه ورقد .

***

سردار محمد سعيد

نقيب العشاق بين بيخال والبنج آب

  

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم