صحيفة المثقف

إنقاذ الغابة

علاء فالح ابورغيفمسرحية للأطفال: فصل واحد

شخصيات المسرحية


عبير: طفلة (11سنة) صديقة الحيوانات

المحافظ: محافظ المدينة

المدير: مدير المشروع السكني

المهندس: مهندس المشروع

عامل 1 + عامل 2: عمال في المشروع السكني

شرطي 1 + شرطي 2: الشرطة المكلفون بحماية العاملين في المشروع

قائد الشرطة: قائد شرطة المدينة

قرود: القرد

فلة: الفيل

باسل:الاسد

زوزو:الزرافة

ثعلوب: الثعلب

سنجوب: السنجاب

أرنوب: ألأرنب

دبدوب: الدب 

تدور أحداث المسرحية في غابة صغيرة على سفح جبل عند أطراف المدينة . تحاول شركة بناء قطع أشجار وتجريفها لأقامه مشروع سكني على أرضها، في المقابل تبذل عبير والحيوانات كل جهدهم لمنع هذا المشروع

المشهد الأول: نهار خارجي

(تخرج عبير من كوخ الصغير وسط الغابة:الطرف الأيسر من المسرح: تقترب من الأشجار: تحتل خلفية المسرح بالكامل: حاملة بيدها شبكة لصيد الفراشات تحاول صيد إحدى الفراشات وهي ترقص على أنغام موسيقى ذات إيقاع مفرح، تنجح في صيد الفراشة، تعود فرحة إلى الطاولة الموجودة قرب الكوخ، تجلس على الكرسي وتضع الفراشة في ألبوم الفراشات)

عبير: يالها من فراشة جميلة، اجنحتها كبيرة ومتعددة الألوان، ستكون أجمل فراشة في البومي وسافاجئ بها كل أصدقائي

(بعد أن تضع الفراشة في الألبوم تعود لصيد واحدة أخرى، إلا أنها تفاجئ بوجود سنجاب مصاب في قدمه وهو يأن من شدة الألم، تحمله و تضعه على الكرسي مضمدة جراحه)

سنجوب: شكرا على مساعدتك لي لكني لا أحبك !

عبير:يالها من مفاجأة ، انت تتكلم مثلنا؟!

سنجوب: نعم، وكل حيوانات الغابة تتحدث لغتك لكنها تخفي ذالك خوفا من البشر

عبير: ولماذا تخافون من البشر

سنجوب: لأنكم لو علمتم أننا نتحدث مثلكم فسوف تأسرونا وتضعونا في السيرك وتحرمونا من حريتنا وغابتنا

عبير: أنا احبكم واحفظ السر، هذا وعد مني

سنجوب: مازلت لا أحبك !

عبير: ولماذا؟

سنجوب: لأنك تقتل الفراشات

عبير: (تتلعثم)....انا.....انا.... أو فعلا كيف لم أفكر في ذالك؟ أنا آسفة كنت اعتبرها مجرد هواية .... يالهي سامحني.

سنجوب: هل تشعرين بالندم فعلا؟

عبير: بالتأكيد ياصديقي، أعدك بعدم فعل ذالك مرة أخرى وأنا مستعدة لعمل أي شيء للتكفير عن ذنبي.

سنجوب:عليك إقناع باقي حيوانات الغابة كي يسامحوك

عبير:ارجوك ساعدني في ذالك

سنجوب: سأتحدث معهم،أنهم طيبون وسوف يسامحونك

(تدخل باقي الحيوانات إلى المسرح بقيادة الأسد ويعملون نصف دائرة حول عبر وسنجوب)

باسل: لقد سمعنا حديثكم، وآنا اقول لك ياعبير اننا نسامحك

(تركض عبير نحو الاسد وتحضنه تعبيرا عن الامتنان)

عبير: شكرا لكم جمعيا...من اليوم فصاعدا لن أؤذي اي حيوان وسأكون صديقتكم الى الابد:هيا لنحتفل بهذه المناسبه

(يعمل الجميع دائرة وسط المسرح ويتشابكون بالأيادي عدى السنجاب الذي يشاركهم الفرحة بالغناء والتصفيق وهو جالس على الكرسي، يغني الجميع:

نحن الاصدقاء

ابناء السماء

*

غابة جميلة وكوكب اخضر

شمس حنونة ونجم اصفر

كلنا سعداء

نحن الاصدقاء

ابناء السماء

*

نعيش السلام، نحب الزهور

جميل جدا، هذا الشعور

اننا الاوفياء

نحن الاصدقاء

ابناء السماء

*

نحب الخير، نحب الامان

كن مثلنا ايها الانسان

رمزا للصفاء

نحن الاصدقاء

ابناء السماء

*

أزرع شجرة، أسقي برعم

أرسم غصنا لا لن تندم

يحيى اللطفاء

نحن الاصدقاء

ابناء السماء 

(عند انتهاء الاغنية تسمع اصوات سيارات وطرق ..... الخ)

عبير: ماهذا؟

باسل: (مخاطبا الزرافة) عنقك طويل يازوزو، اخبرينا ماذا تشاهدين؟

زوزو: هناك سيارات وعمال يحملون الات يدخلون الغابة

فلة: ماذا يفعل هؤلاء في الغابة؟

أرنوب: لابد أنهم سيقطعون الاشجار ويدمرون الغابة ، آه ياويلي ...أين سنذهب أذا أزالوا غابتنا الجميلة؟

دبدوب: بدلا من البكاء والنحيب، علينا أيجاد طريقة لأيقاف هذا المشروع المدمر

ثعلوب: فعلا يجب أن نضع خطة لأفشال مساعيهم

عبير: حسنا لنجتمع وندرس الموقف

(تجتمع عبير والحيوانات حول الطاولة لرسم خطتهم، فيما يصل عمال المشروع مع المهندس والمدير وهم يحملون أدوات قطع الاشجار، منشار خشب مع حبال وخرائط بناء ومطرقة، ينصبون خيمتهم في الطرف المقابل من الغابة: الطرف الأيمن من خشبة المسرح: جميعهم منهمكون بالعمل على خلفية موسيقى حماسية)

عبير: أنها فكرة ممتازة، سأقوم بنزع ستائر النوافذ وكل الاغطية البيضاء في الكوخ لتنفيذ الخطة

(تدخل عبير الى الكوخ وتحضر عدد من قطع القماش البيضاء وتضعها على الطاولة، يجتمع الجميع حول الطاولة لفصال وخياطة قطع القماش)

المدير: (مخاطبا المهندس): سيكون مشروعا سكنيا مذهلا، منازل فخمة على سفح الجبل، الغابة من خلف المنازل والبحيرة من أمامها

المهندس: لكن، ياسيادة المدير، بعد انهاء المشروع لن يبقى من الغابة الكثير!

المدير: سنبقي على بعض الشجيرات (يقهقه ضاحكا)

المهندس: حسنا لقد حل الظلام، علينا الاستراحة والخلود الى النوم لنباشر العمل في الصباح الباكر

المدير: طبعا بعد ان نتناول العشاء (يضحك)

المهندس: بالطبع سيادة المدير 

المشهد الثاني: ليل خارجي: مخيم المشروع السكني

المهندس: (مخاطبا العمال الذين يرتبون الخيمة): أجلسوا ريثما يجهز طعام العشاء، نتناول الطعام ثم نخلد جميعا الى النوم فقد بذلنا جهدا كبيرا

(يجلس الجميع على الارض بانتظار العشاء، وفي هذه اللحظة تهجم عبير والحيوانات عليهم لابسين الشراشف البيضاء ليوهموهم انهم اشباح)

عبير والحيوانات: (يكررون بصوت مرتفع): نحن الاشباح.... اشباح الغابة

(يهرب المدير والعمال، وتملأ الفرحة نفوس عبير والحيوانات، فيشرعون بالرقص والغناء)

عبير والحيوانات:

أشباح لطيفة.... نرسم الربيع

نحمي الغابة... نساعد الجميع

باسل: انه طعام وفير هيا لناكل

(يخلعون أثوابهم البيضاء، ويتناولون الطعام ثم يغلبهم النعاس، فيقومون بالتثاؤب الواحد بعد الاخر حتى يناموا جميعا)

 

 

المشهد الثالث: نهار خارجي

(في الصباح الباكر يأتي مدير المشروع وجماعته برفقة أثنان من عناصر الشرطة لحمايتهم، فيفاجئون بأن الاشباح ماهم سوى عبير واصدقائها الحيوانات وقد غلب عليهم النوم بعد ليلة طويلة من الرقص والمرح)

شرطي1: (يضحك بصوت مرتفع) ها ها ها ... هل هذه هي الاشباح التي جعلتكم تفرون من الغابة؟

شرطي2: أنها مجرد طفلة ومجموعة من الحيوانات

(تستيقظ عبير واصدقائها على صوت ضحكات الشرطي ...)

المدير: (مخاطبا الشرطة): القوا القبض عليهم بسرعة قبل أن يهربوا

(تنجح جميع الحيوانات في الهرب، لكن عبير تقع في قبضة الشرطة)

المدير: كيف تجرئين على عمل كهذا أيتها الشريرة؟

عبير(بمكر):كنا نمزح فقط ياسيدي المدير

شرطي1: سنتركك هذه المرة لكن أعلمي أننا باقون هنا، وأي تصرف مشاغب تقومين به سيعرضك لعقاب شديد

عبير: مفهوم سيدي الشرطي

(يفلتها الشرطي فتركض نحو الكوخ وقد اجتمع عنده أصدقائها، في حين يخرج المهندس خريطة ويضعها على الطاولة ليناقش تفاصيلها مع المدير والعمال، ويقف الشرطيان عند باب الخيمة للحراسة)

باسل: لابد لنا من خطة جديدة نمنع فيها أتمام هذا المشروع

ثعلوب: لكن المشكلة أن أي تحدي جديد للمشروع سيجعل عبير في خطر

قرود: كيف؟

باسل: ستقبض عليها الشرطة بتهمة أثارة الشغب، ألم تسمع الشرطي وهو يحذرها؟

عبير: لا عليكم، فانا مستعدة لمواجهة جميع العواقب في سبيل انقاذ الغابة

أرنوب: نحن نرفض أي تصرف قد يتسبب لك بالأذى

عبير: أشكركم أصدقائي على هذه المشاعر، لكن موضوع أنقاذ الغابة أمر مصيري بالنسبة لنا جميعا، وانا مصرة على انجازه مهما كلف الثمن

دبدوب: سيساعدنا الله، لأن هدفنا نبيل

عبير: أذا اليكم فكرتي، سنصنع فخاخ من الحبال والاشواك، يعلق فيها العمال عند تقدمهم لقطع الاشجار

باسل: فكرة جيدة هيا لننفذها

(تقوم عبير والحيوانات بصنع ثلاث فخاخ اثنان قرب المخيم وواحد امام الكوخ، وبعد الانتهاء منها يعودون الى قرب الكوخ بانتظار ما سيحدث)

المهندس (مخاطبا العمال): هل فهمتم خطة العمل؟

العمال (بصوت واحد): نعم أستاذ

المهندس: أذا باشروا العمل

(يتقدم أثنان من العمال ومعهم منشار كبير لقطع الاشجار فيقعون في الفخ وهم يتألمون، يقوم الشرطيان بالذهاب نحو الكوخ للقبض على عبير الجالسة عند الباب، بينما يقوم المدير والآخرون بتخليص العمال من الفخاخ)

شرطي 1: بسرعة علينا الامساك بها

شرطي 2:انها امامنا مباشرة، هيا فلنحاصرها وناقي القبض عليها

(يقع شرطي1 في الفخ بينما يمسك شرطي2 بعبير، وينادي على عامل 3)

شرطي 2: أيها العامل تعال وساعد الشرطي، لقد وقع في فخ هذه المشاغبة

(يقوم عامل3 بتخليص شرطي1 من الفخ ويعودون جميعا برفقة عبير الى مخيم المشروع، حيث يدخل المحافظ ومدير الشرطة)

شرطي2 (وهو يمسك بعبير): سيدي مدير الشرطة، هذه هي الفتاه المشاغبة التي تعرقل عملنا

مدير الشرطة: لماذا تضعين الفخاخ في طريق العمال؟

عبير: انا اصنعها لحماية الحيوانات من الصيادين

مدير الشرطة: لكن هؤلاء عمال ومهندسون وليسوا صيادين

عبير(مقاطعة مدير الشرطة مشيرة بيدها نحو العمال): بل هم كذالك، فالآخرون يصيدون الحيوانات ويقتلونها وهؤلاء العمال يصيدون الاشجار ويقطعونها، كلاهما يخربون الطبيعة

المحافظ: لكن بناء المساكن عمل قانوني ومرخص

عبير: سيدي المحافظ، بناء المنازل عمل قانوني، لكن أزالة الغابات وقطع الاشجار وتشريد الحيوانات عمل غير أخلاقي، فهو حكم بالموت على تلك الحيوانات وتدمير متعمد للبيئة سيجعل من الارض كوكب غير صالح للعيش

المحافظ: وماهوالحل برأيك ياعبير؟

عبير: هناك الكثير من الاراضي الجرداء يمكن لكم بناء المساكن فيها وعندما تكتمل تفرضون على كل شخص يريد منزلا ان يزرع كل سنة شجرة واحدة، وستجد بعد سنوات قليلة ان هذه الحي شاخص وسط غابة كبيرة وجميلة يعيش فيها الجميع بسلام

(يصفق المحافظ وجميع الحاضرين لعبير، ثم يقوم المحافظ بنزع وسام الاخلاص من صدره وتعليقة على صدر عبير)

المحافظ: هذا وسام الاخلاص اعلقه على صدرك تثمينا لشجاعتك في حماية الغابة والحيوانات، فانت تستحقينه أكثر مني

المحافظ (يشير بيده الى مدير المشروع ومن معه): أنقلو معداتكم الى الاراضي الجرداء خلف التل، فسنبني حيا سكنيا وغابة جديدة

 ***

علاء فالح ابو رغيف

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم