صحيفة المثقف

لم تغرب الشمس

قصي الشيخ عسكراستهلال ثان

"كانت الأرض تتوشح بأكثر من خط ..

كلما عبر الإنسان خطا نقص عمره يوما

 حتى خشيت على أبنائها من الفناء فتجردت من كل وشاح ماعدا خطا واحدا يفصل بين الشرق والغرب"

ميثولوجيا جديدة

" الساحرة تركب مكنسة تطير بها

وهناك عظيم قوي يجلس على كرسي مذهب بالنفائس 

سقطت الساحرة من على مكنستها فظن الآخر أنه غير معني بالأمر"

ميثولوجيا جديدة

 اختص زعيم القبيلة وحده بالنار فجاء أحد الشباب وسرق طفل الزعيم بدأ الزعيم في البحث عن طفله وعندما عرف أنه في حوزة أحد الشباب ذهب خلسة وساومه. عرض عليه أن يعطيه النحاس والمال مقابل أن يرد طفله لكن جدة الشاب رفضت وصرخت بحفيدها:

لا تقبل إلا بالنار

اخيرا رضخ الزعيم وأعطى الشاب النار فأخذ طفله ورجع إلى بيته.

من أساطير الهنود الحمر في امريكا الشمالية

حين زفت سيتا إلى راما قال أبوها للعريس:

هذه سيتا ابنتي زوجتك

خذها وشد على يدها بيدك

ستبقى منك كظلك

تابعتك إلى الأبد

من قوانين مانو

 2

الآن لم تغرب الشمس بعد!

الوقت لمّا يزل بعيدا عن أناملي .. ربّما أغفو الساعة الواحدة أو الثانية بعد منتصف الليل فأستيقظ الساعة الخامسة صباحا هناك حيث أرى شخوصا كثيرين يُنطق بحقّهم حكم الموت .. قبل النوم حكم وفي اليقظة هو الحكم ذاته. هي المرة الثانية أتابع فيها محكمة تعقد لزعيم يواجه حكم الموت. قبل سنوات تابعت " شاوشسكو" الذي سخر من المحكمة وظل طوال الوقت يضغط على يد زوجته وكأن شيئا لم يكن. قرار أعرفه منذ زمن لكن يظلّ سرا لذيذا كأني لاأعرفه أبدا . اليوم السادس من سبتمبر يصدر حكم جديد . الخامس هنا في بريطانيا حرق .. أصوات .. نار .. مفرقعات .. بغداد .. لندن .. نوتنغهام. ياسيادة القاضي لديّ اقتراح أن نشعل نارا ضخمة ونصنع لهؤلاء المتهمين مجتمعين تمثالا واحدا من خشب وورق نرميه فيها .. لعبة يتحول فيها حبل التف على رقبة كاي إلى لهب، أمّا إذا شكّ أحدهم بسلامة عقلي، فيمكنه أن يجد الشاهد في مدينة الألعاب التي خلّفتها وراء ظهري لألتفت إلى النار. مدينة كاملة احتضنت كل ّشيء. لم تكن مثل هذه الحياة موجودة قبل اليوم. إنارة .. أصوات .. أضواء تدور. شواء تلفح رائحته الأنوف. صوصج الخنزير المقلي ومعجون الخردل .. عربات تشوي الكستناء .. موسيقى. وقفت أمام السياج الفاصل بيني وألسنة الدفء وبين المظاهر الحيّة التي تشهد لي في يوم غد عن خبر آخر. قبل عام لم يكن ليفصلني عن النار سوى جزيرة صغيرة. أكداس من الخشب والورق المقوى، وإذا بالنار حالما تغيب الشمس تهب كمن ينتفض من كابوس ثقيل، فتقول وهي تميل عليّ حتى يلاصق رأسها كتفي:

- هل رأيت مثل هذا من قبل؟

- كلاّ!

ثمّ طبعت قبلة على جبينها أداري بها كذبي. كنت أكذب وأشهد أني أكذب. هناك في إحدى النهارات مارست الحرق. لم تكن مدينة الألعاب موجودة فقد أحضروها هذا الصباح. فجأة رأيتها، مثلما رأيت مدينة نحاسيّة جميلة، تقدمت مع الآخرين اخترقنا كالجرذان الشوارع. دخلنا أنفاقا .. صعدنا جبالا .. كنا نحرق البيوت .. عبث .. لعب .. إنه مجرد لعب .. كنا نسير وروائح الجثث تلاحقنا. ثم جاءت أوامر لاأدري من أين .. إسمعوا كي لاتصابوا بالطاعون .. أحرقوا الجثث قبل أن تتعفّن. صببت على جثّة نفطا أحدنا قهقه وألقى تحتها بعض حبات الكستانيا!

- كم جثّة أحرقت؟

- واحدة

- لذكر أم نثى؟

- لاأذكر.

- هناك فتوى في جميع المذاهب الإسلامية إذا كثرت الجثث خلال الحرب داخل أية مدينة فيجوز حرق الموتى تفاديا لانتشار مرض الطاعون!

مدينة بكاملها تحترق. سكانها الصامتون المحملقة أعينهم في السماء يحترقون. حيواناتها .. أشجارها تحترق. وفي طفولة ممسوخة على بعد خطوات من الذاكرة يتجمّع صبيان حول جثة قط لم أدرك لونه يخرج أحدهم علبة فيها سائل شفاف يسكبه على الحيوان في حين يدني آخر عود ثقاب ملتهبا منه .. يشتعل القط:

- حسنا الكبار يحرقون الأحياء المتعفنين والصغار الحيوانات الميتة.

ظل الأطفال بملابسهم الزاهية الغريبة التصاميم يقفون صفا طويلاأمام برميل بوجه قط أسود ثم يتقدمون واحدا واحدا فيطرق كل واحد منهم بعصا غليظة البرميل حتى تسقط منه رزم الحلوى وهم يغنون:

فست لاون هو اسمي

أرغب في الحصول على بعض الكعك

إذا لم احصل على الكعك

فإنني سوف أعمل مشاكل[1]

 فتشيع جنبي رائحة مقرفة من دخان يتلوّى كأفعى :

- تدخّن؟

- كلا.

- جرّبه إنّه لذيذ.

- أبدا.

- كيف إذن تنسى؟

- ولـِمَ أنسى؟

- النسيان نعمة.

تنتقل عيناه إلى القدر فوق الحطب، وفي ظهري تنغرز مدينة الألعاب الصغيرة التي نشأت هذا الصباح. سوف تغيب تماما عندما تنتهي مراسم الحرق. طبخنا اليوم غداءنا على حطب يحرق موتى. لم أتحرر بعد من رغبتي العارمة في ملاحقة الأشياء. ولم يشهد لي أحد من توبة في ذلك سوى سيدة في أقصى شمال أفريقيا تدخل مقبرة وتجلس عند قبر جديد، تشعل نارا مثلي ثم تخرج يد العذراء من الضريح تضع الملعقة بين أصابع الميتة وتواصل طبخ "الكس كسي" على نار هادئة قبل أن يطل الفجر وينكشف المستور، ظننتُ أنها تفعل ذلك إما انتقاما مني بسحر أو حبا فِيّ َبسحر لايبين مفعوله إلا مطبوخا بيد عذراء ميتة في الوقت نفسه ركلت النار والقدر هاربا وجلست في مدينة ما جنب حشاش يشوي الجوز على جثة تحترق، ولعل للجثة فرقعة تشبه فرقعة الكستناء، أمّا النار في رأس السنة فكانت غير بعيدة عنّي، أقهقه فيستفزني الحشاش الذي احترف مهنة حرق الجثث:

- هكذا يحرقون في الهند الموتى.

- الهند؟

- إن كنت لاتطيق هذا الفعل فانصرف إلى البيوت الفارغة فلعلك تجد شيئا جديرا بالنهب!

"كــاي" يهذي مثل المقاتل الحشاش الذي احترف حرق جثث الموتى والطبخ وشي الجوز على لهبها يريد أن ينسى لكن ما الذي يمكن أن ينساه؟الموت من حولنا أم جثث القتلى التي يمكن أن تتحوّل إلى طاعون؟أمّا أنا فلديّ وسيلة أخرى يمكن أن أمارس الفعل وعقلي شارد في مكان آخر أستطيع أن أكون في مكانين في اللحظة ذاتها:

- كم بيتا أحرقت؟

- لاأذكر؟

- كم شخصا قتلت؟

- لم أقتل؟

- كيف تذكر هذا وتنسى ذاك؟

 لكي أتخلّص من الجميع أترك الحشّاش عند الجثة يواصل عمله وأغادر إلى أحد البيوت المهجورة. كان هناك غيري يتوزعون على البيوتات المتناثرة في السهل وبين التلال فيشعلونها لتبدو المدينة مثل مركب يتعالى من مدخنته غبار كثيف يطوّح به الهواء باتجاهات بعيدة. كنت أمارس الطقوس وحدي. أفتش المنزل وأطّلع على بعض أسراره. أدخل غرف النوم .. المطبخ .. الحمّام .. وبعد بضعة أيام ليلة رأس السنة تنطلق السماء من سكونها في الظلام فتشتعل الأجواء بالألعاب الناريّة . أخرج قبيل منتصف الليل ألعب مع اللاعبين. أطلق أصابع الديناميت، أراقب ألوان المفرقعات الزاهية في السماء .. ألوان .. أحمر .. أخضر .. أصفر .. بنفسجي .. وحين أصحو متأخرا أجد بعض الحرائق شبت في المدينة والعالم كله .. ، سنة جديدة تأتي وأجدني راقبت جيدا ليلة الخامس من نوفمبر إحراق جثة المتمرد "كــاي "في كل مكان لأعود إلى قبر من القبور الجماعية في الدجيل أو الأنفال وربّما أساهم مع الجنود الحشاشين بحرق مدينة ما هربا من مرض الطاعون، ولعل هناك شخصا يبعد عني آلاف الأميال سمعته ذات يوم يفصح عن نيته في حرق دولة ما أو نصفها فهل أصيب العالم بالطاعون:

- سيدي القاضي يدعي أنّه أحرق ذات يوم وأنهم أحرقوه.

- سيادة القاضي الصدمة أفقدته عقله.

- لهب يبعث الدفء!

- ماذا؟

تظلّ تلاحقني بسؤالها الغريب:

- هي المرّة الأولى التي تشاهد فيها مثل هذا الحفل؟

نعم.

كنت سمعت عن الساحرات. حذرتني والدتي والناس من السحر .. السحرة يفعلون الأعاجيب يجعلون فلانا يكره فلانا وفلانة تحب فلانا. السحر مخيف وهو مذكور في القرآن .. الرسول نفسه استعاذ منه فإذا ماقابلت امرأة لاأعرفها ومسحت على رأسي فإني اقرؤ المعوذات الثلاث وأبصق جهة اليسار .. السحر يأخذ اشكالا متعددة الملاح ولايستثني القط الاسود وعندما وطئت قدماي أرض الشمال تمتعت كل عام بمنظر الشرق في أطول نهار ورأيت النار التي تلتهم التماثيل!

لكني هذا العام أحتفل وحدي!

وهي بعيدة عني في أحضان رجل آخر لاأتخيل شكله.

تواصلنا عبر الهاتف أكثر من ستة أشهر ثمّ اختفت. اتفقنا على أن نبقى أصدقاء ويبدو أنّها وجدت أنّ من العبث أن تستمرّ معي.

- هل أنت بخير؟

- ماذا عنك أنت؟

- صحتي جيدة.

- أين تسكن الآ ن؟

- في نوتنغهام!

- لكنك كنت تنوي الإقامة في لندن؟

- السكن في لندن جحيم .. لايطاق أما هنا ..

- كم تبعد نوتنغهام عن لندن؟

- ثلاث ساعات بالحافلة.

- حسنا انتبه لنفسك!

هل تفكرين بزيارتي هنا في بريطانيا؟

- لاأظن في الوقت القريب.

أجل لم تؤمن بالرحيل مثلي. فكرة أقرب من المحال لكن روح أجدادي القلقة تظلّ تلاحقني حتى لو عشت في مكان يغطيه عشب وماء .. حين دخلت الدنمارك تنفست الصعداء .. كانت هذه البلاد هي الجنة الموعودة .. كأني خرجت من الجحيم إلى الفردوس وبعد عشر سنوات حاصرني الضباب والصمت. بدأ الظمأ يجبرني على التنقل. أنت بعيدة عنّي بالضبط تفصلني عنك مسافة كما يفصلني هذا الحاجز المعدني عن شبح" كــاي " الخشبي. كنت معك وهناك شهدنا معا حرق الساحرات لكنّ أطول نهار في العالم لم يمتدّ إلى مناسبة أتطلّع نحوها منذ سنين كما سيحدث في فجر اليوم التالي .. الليلة يُحرَق "كــاي " وصباح الغد يُشنق الدكتاتور:

- اتصلت بكِ عدة مرات فكان هناك شخص يرد علي!

- أووه عزيزي إنه صديقي "سمث" أنت تعرف هنا الوحدة قاتلة أرجوك افهمني سنظل أصدقاء "سمث " شاب طيب أرجو لك كل سعادة .

المرأة الأمازونية لم تقدر على العيش من دون رجل لم يكن الخطأ خطأي لأني لم اعتد البقاء في مكان واحد. كان هناك أكثر من دافع يشدني للرحيل:

- وأنا كذلك!

- متى يبدؤون؟

- بعد لحظات.

الواقف جنبي يضمّ صديقته، أسمع صرير أنفاسهما. ينصرف عامل يرتدي بدلة صفراء إلى براميل النفط والبخار ينتاثر من فمه .. الناس يتقاطرون عند الحاجز .. البرد لايأتي هذا المساء على استحياء ولم يعد هناك كثير من الوقت. وأنا بانتظار اللعبة كأيّ طفل. مللت مدينة الألعاب الصغيرة. لاأرغب في دولاب الهواء أو الأرجوحة، وكرهت متاهة الطريق، أريد أن ألعب بشعلة النار مثل هؤلاء، إذا انتهت قاذفة الشرر، وخانتني النقود هرعت إلى عود يابس أشعل فيه النار وأهزه في الهواء فأرى لهبه يتناثر في الهواء:

- ياولد إن تفعل ذلك تبل في الفراش.

- عندنا في الدنمارك مثل هذا الاعتقاد.

كلّ شيء أمام عيني يتحوّل إلى لعبة من نار. الهواء البارد .. بخار الأنفاس .. الضباب المتصاعد من المداخن. بعض الغيوم المتحشرجة في حلق السماء. الحبل الذي يلتف على عنق متمرد يصبح بعد قرون لعبة من لهب .. في تلك اللحظة سكن الأنين داخل مدينة الألعاب .. وتركت الدكتاتور في القفص يزعق. الأعين شدت إلى رجال يرشون الوقود على الحائط يدورون مع الكوخ ينقعونه بالنفط. يتراجعون إلى الخلف يعودون أدراجهم إلى مشاعل تركوها خلفهم التقطوها فأصبحت خلال لحظات ذات لهب ناطقة بالضوء والدفء .. يتقدمون .. فجأة في تلك اللحظة سقطت المشاعل على الكوخ الخشبي فشدت على ذراعي بأناملها الرقيقة وعيناها تتابعان الشرر وألسنة النار كأنها تلوذ بي من مشهد رائع تعودت أن تراه كل عام في الوقت تراكض بعض الصبية نحو مواقد تفوح منها روائح الخبز اللذيذ :

خذ بعض الخبز المفتول![2]

 الكعك والخبز المفتول اللذيذ وعمال البلدية يوزعون بعض الحلوى على الأطفال .. العالم كله مشدود في تلك اللحظة الزاهية المهيبة المقدسة إلى نار مسعورة تطغى على العيون وتتكلم بدلا من الشفاه .. الضوء وحده ولاشيء سواه يهيم فوق الأرض .. دقائق أصبح العالم مستأنسا بالنار باحثا فيها عن لحظة الخلاص السعيدة .. دنيا من نور كل شيء تلاشى ماعدا صوتا عذبا رقيقا ينطلق من مكبرة صوت في اطراف المتنزة يترنم بأغنية لاحقتها شفاه المتسامرين:

نحن نحب بلادنا

مع السيف باليد

نعرف أي عدو نواجه

ونقف للأرواح الشريرة

سوف تشتعل النيران

كل مدينة فيها ساحرة

إننا نروم السلام لجميع البلدان

منتصف الصيف

القديس هانس القديس هانس [3]

النار التي تلتحق بالأفق الأعلى كرة شفافة. كان تموز جالسا وسطها على عرشه ومن حوله الجواري والغلمان والآلهات. الساحرات يتراقصن على مكانسهن أمام عينيه كنجمات شبقات وهو في غاية صحوه لاغيم ولامطر ولارعد. بدا سعيدا لكل من أبصره وراح ينظر إلي نظرات مبهمة .. ربما لون شعري وسحنة وجهي التي يحملها قد تكونا الهجرة التي تجمعنا .. ولعلني أكون قد سرقت النار من أطول نهار منتصف الصيف وحملتها معي إلى هذه البلاد في يوم خريفي يبشر بالبرد وجعلت أنتظر إلى يوم آخر .. احتمالات كثيرة مع ذلك لم يشك بي .. فجأة احمرت عيناه غضبا وجرى الزبد من شدقيه . هكذا فجأة من دون مقدمات زعق في المدعوين وهو يحول نظراته عني:

إنكم تحرقون وتقتلون في أشهر غير شهري .. كل الأشهر حرم ماعدا شهري الوحيد!

بأسرع من لمح البصر مثل راعي بقر محترف يرمي من بعيد على ثور هائج حبلا قذف تموز بحبال نظراته على جميع الحضور عندها كانت النار تمدّ ألسنتها إلى أكثر من اتجاه. هذه هي اللحظة التي انتظرتها بفارغ الصبر. لاتهمني بعد بقية المراسم. الناس مازالوا يزحفزن نحو الحاجز، الأطفال يتناولون حلوى وخبزا من أيادٍ أشعلت قبل قليل النار أما أنا فعليّ أن أتخذ طريقي إلى المنزل. الدفء يناديني من بعيد، وأصوات الفضائيّات العربية تثير فضولي. صراخ .. ندوات .. مشاحنات .. عرب يعترضون .. اساتذة جامعات .. أبناء شوارع.

كلنا ننتظر بفارغ الصبر

*** 

د. قصي الشيخ عسكر

 .. .. ..

هامش

- حلقة من رواية: الحبل والنار التي تسري

[1] يلاحظ أن الكلمة الدنماركية solbrød مركبة من sol وتعني الشمس وbrød الخبر ويمكن ترجمتها إلى الخبز المفتول twisted bread.

[2] مقطع من أغنية دنماركية طويلة تمجد الأرض الدنماركية وتدعو إلى السلام بدايتها:

Vi elsker vort land

Når den signede jul

Tænder stjerneni træet med glans

I hvert øje

Når om våren hver fugl

Over mark , under strand

Lad stemmen til hilsende

Triller sig bøje

النص العربي مقتبس من أحد مقاطعها.

[3] كلمة " فسته لاون تقابلها في العربية كلمة " ايام المرافع" والنص الدنماركي كما يلي:

Fastelavn er mit nanvn

Boller vil Jeg have

Hvis jeg ingen boller får

Så laver Jeg balade

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم