صحيفة المثقف

الكذب.. وسلوك الفرد

عقيل العبودالكذب بعكس الصدق، وهي مقولة يتم بحثها عادة في علم الأخلاق، وهي سلوك، ونتيجة، لها علاقة بالفرد، والمجتمع، وكلمة كذاب على وزن فعّال، بمعنى ان الكذب حالة متكررة، وبعكسه الصدق، فنطلق كلمة صادق على وزن فاعل. وفي المعنيين اختلاف في الفهم وهما صفات للفرد الذي يتصف بأحدهما. وبالمناسبة ان الحالتين ينطبقان على الفرد، وليس على المجتمع فلا يمكن ان نصف المجتمع بالكذب، اوالصدق. 

 اما الكذب فهو ان يضمر الفرد شيئا اي ان يخفيه في داخله، بينما يتصرف أويوحي للمقابل بشئ اخر، حيث يعتقد البعض ان الكذب مهارة لإصطياد الفريسة وتحقيق ما يراد تحقيقه من خلال اسكات هذا الصوت اوذاك بالمجاملة الرخيصة. 

فمثلاً يمتدح شخص ما، قريبا له بطريقة تجعل ذلك القريب يعتقد بما جاء من كلمات الإطراء والمحبة، وقد يتخذ هذا المديح أنماطا مختلفة، منها الثناء على الشخصية وإبرازها، أوالتملق احيانا، بينما في الخفاء، اوالحقيقة تجد ان هنالك شعورا آخراً لا علاقة له بمفردات ذلك السياق من الكلام. 

ومن الكذب ايضا التظاهر بالتقرب الى هذا المسؤول اوذاك، تماشيا مع المصلحة الحياتية، اقصد المنفعة. 

المهم ان الكذب ممارسة سلوكية تؤدي الى انهيار حيثية الترابط الاجتماعي، وتقود الى فقدان الثقة بين هذا وذاك، علما ان هذه السلوكيات أصبحت ظاهرة للاسف حتى بين أوساط البعض من ادعياء الثقافة، والاخلاق. 

 وسببها كما يبدو له علاقة بموضوع البحث عن الطرق السهلة والمخادعة للوصول الى رضا الناس، لتحقيق الشهرة، او السطوة الاجتماعية، اي الجاه، تارة، او للوصول الى الحاجة المبتغاة ثانيا. 

ومن الضروري الإشارة الى ان لباس الدين اصبح  مفردة من مفردات هذه الظاهرة، بحيث ان البعض صار يتخذ من اداء بعض الطقوس وسيلة ناجحة للتقرب الى الاخرين. 

وبعكس الكذب الصدق، فالصادق لم يكن سهلا طيعا في الكلام،  بل تراه كيسا لا يحب الا إظهار ثوب الحقيقة بعيدا عن زيف التملق والخداع، لذلك يقال لا لون مع الصدق "يسود- يبيض"، بمعنى ان هنالك لونين للموضوعات أما اسود، أوأبيض، إشارة الى القبول، اوالرفض.  ويقال ان الكذب سلاح المنافق والمتلون، وما أكثرهم هذه الايام.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم