صحيفة المثقف

العولمة في قصيدة للشاعرة الجزائرية لوازنة بخوش

علجية عيشأبدعت الشاعرة الجزائرية لوازنة بخوش وهي تلقي قصيدتها أمام شاعرات عربيات، في مهرجان الشعر النسوي في طبعته العاشرة بعاصمة الشرق الجزائري قسنطينة، فكانت في مستوى الإبداع النسوي، وقد اختزلت الشاعرة بخوش العولمة في أبيات شعرية تستهوي عقول المستمعين إليها وعلى أوتار العود زادت التوقيعات الموسيقية القصيدة جمالا وبهاءً، نقشت كلماتها في الذاكرة الشعرية

قرأت الشاعرة لوازنة بخوش "العولمة" بأسلوب قفزت من خلاله إلى مراتب المنظرين وهي تصف الواقع العربي في ظل الثورات العربية والحروب ألأهلية التي يشهدها العالم العربي ومخاطر العولمة على مستقبل الشعوب، تقول الشاعر بخوش أن العولمة أسواقها ملغمة .. اقتل خوك وشيع خوك، وهي بذلك تشير إلى الإرهاب الهمجي وتورط أبناء الوطن الواحد والملة الواحدة في عمليات التقتيل والذبح، فأعطت للعولمة لقبها الذي يليق بها، إذ تقول العولمة هودنة.. نصرنة.. زندقة..هرطقة.. ثم تمضي في سردها الواقع بلغة شعرية جذابة، فتقول : العولمة هي رصاصة مبتسمة، هي امتصاص للدماء، هي مشاعر ملغمة..، رسائل مُسَمَّمة، هي دعششة، حشحشة، تمتمة، خربشة، أقلمة، إلا أنها (حسب الملاحظين) أخطأت في قولها أن العولمة حوكمة، لأن الحكامة رشيدة، والأنظمة ذات الحكم الراشد لا تشجع على الإرهاب ولا تمارس ثقافة القهر والإستعباد للشعوب، بل يسعون إلى تهميش الثقافات المحلية وفرض نمط معين من الفكر والثقافة، ثقافة كونية عالمية يتم فرضها على شعوب العالم.

القصيدة هي من نوع الشعر الحر، وكما فهمها المتتبعون تدخل ضمن الشعر السياسي، والقليلون جدا من يعبرون عن واقع المجتمع العربي السياسي بأسلوب شاعري بعيد عن أيّ تحريض أو تهديد أو تأويل أو تمييع للحراك السياسي الذي تعيشه الشعوب، هي مشاعر امرأة تتوجع في صمت، ولكنها تأبى أن تظل هذه المشاعر مكبوتة، بل تطلقها وكأنها رصاصة في وجه دعاة العولمة الذين يرفضون تحرر الشعوب وتنوير عقولهم وتحريرها من العبودية والتبعية سواء كانت سياسية، اقتصادية أو ثقافية فكرية، ومما لا شك فيه أن الشاعرة جعلت من قلمها سلاحا تواجه به مخاطر العولمة والثقافات الغربية، دفاعا عن العروبة والدين والعادات والتقاليد العربية الإسلامية، في ظل الصراع بين الشرق والغرب، طبعا هي جرأة امرأة، وهي سمة طبعت المرأة الجزائرية سليلة نساء مقاومات، ونشير هنا أن هذه المفاهيم والمصطلحات التي ذكرتها الشاعرة في قصيدتها تحتاج إلى شرح معمق للوقوف على معانيها ومدلولاتها، وإن كان الجمهور قد تفاعل مع القصيدة، إلا أنه تفاجأ للإنسحاب المفاجئ للشاعرة التي أعلنت الرحيل بعد إلقاء قصيدتها، لأسباب تخصها هي، ولعل السباب تعود إلى الفوضى التي حدثت اثناء إلقائها القصيدة، كانت طبعا ثرثرة نساء، اضطرت محافظة المهرجان إلى التدخل لفرض الهدوء.

 

علجية عيش

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم