صحيفة المثقف

جلّنار

سردار محمد سعيدإرتأينا التحدث بالإشارت

كأننا عدنا إلى وراء مئات من السنوات 

سألتكَ مرّات ومرات

لمَ لا تكرهني

احببت قبلك ما لا يحصى من العشاق

ونمت على الصدور

ولعقت شعرالأذرع

والتفت الساق بالساق *

وبخصلاتي عبثت الأصابع

كنت أداعب زجاج الكؤوس وأترع بقاياها بلهفة

 وأمضغ أعقاب السجائر

ألا تغار؟

كذبت عليك

 أحببت عيّاراً

وآخر من الشطّار

وصعلوكاً تتمناه الغواني كأنه نار

عرض صدرة سبعة أشبار

وذاك البعيري الصفات

لم تشتمل عليه النساء

يجتر قبلاتي

قلت لي في المساء

سأنساك غداً

ولكن كلام الليل يمحوه النهار *

ما الذي غرّكَ مني

أنا جلّنار

تعرفني السبع السماوات

والصحارى والبحار

عاهرة الحكايات

ضاجعت جن الكلمات وشياطين الإستعارات

وكل الذي يشتهيني

ومن أول قبلة يستحيل رماداً

 أنا جلّنار

واهبة العبارت

بلا مقابل

في روحي ضجيج حروف

 شبق من عنيد التورية

رقيق طيورتلوذ بالسنابل

ضوضاء وحوش جائعة

لكنها بهمسة تنهار

ألا تغار ؟

قلها مرّة  وداعاً

أترك مكاناً أيها المجنون

فخلفك طابور من العشاق ينتظرون

إنس تأهب المفعول وانتصاب الحال

دعني أعشق مَن أريد

وكيفما أريد

ومتى أريد

***

سردار محمد سعيد

نقيب العشاق بين بيخال والبنج آب

.....................

* جلنار كلمة آرية ذات مقطعين الأول جل وهو الزهر والآخر نار أو أنار وهو الرمان إذن جلّنار = زهر الرمان

* من سورة القيامة في الذكر الحكيم

* من قول جارية سكرى شاهدها الأمير محمد بن زبيدة وأكمله شعراً أبو نواس وعدد من شعراء آخرين .

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم