صحيفة المثقف

قراءة تحليلية للوحة الفنانة إلهام ألعرشي

سمر الجبوريعادة ما يحاول مصوري (البورتريه - فن رسم الأشخاص) الوصول للتطابق الشكلي للعمل الفني مع تحصيل موقف لتسجيل غايتين الأولى أن يتميزوا بالطرح الجمالي للطبيعة بأن يختاروا موضوعا ليس له علاقة فلسفية مع الشخصية المتصورة، والثانية هي توليف كُنه أو كينونة الموقف الحدث كرصد أحداثي يناسب الفكرة المراد طرحها للمتلقين بشتى صنوفهم. اللوحة الأخيرة للفنانة إلهام ألعرشي تؤكد قراءتها في أنها تهمش التفاصيل الدقيقة لإنشاء التطابق التشبيه عمدا لتسحب المتلقي نحو الفكرة الكينونة كطرح إحداثي وليس ترصدي بأسلوب شبه شفوي يحرر الفكرة الأساس كنمط خاص يشتمل على مجموع كبير للفكرة الجماعية وكأن اللوحة تختزل وطن تستشكل عليه ملامح واضحة وقاسية وبريئة لتكتب عنوانا واحدا يسكن بين آلاف الأقواس وهو (السؤال مع خيبة الجواب).

59 الهام العرشيلوحة السؤال / الهام العرشي

فمن خلال تتبع الإشارات والعلامات المتداخلة في اللوحة نجد اختيارا لألوان تجانست مع ضربات الفرشاة كانت تعبر عن إحساس ينطوي على تأكيد جدية الفكرة منذ بدء العمل إن ما تركز من نثر وازدحام الأرقام المنقوشة على مجمل الوجه في اللوحة رغم امتدادها لما بعد الهالة الجسمانية يوازي شساعة الفراغ الشاحب حول المشخص في اللوحة مما يدل على إن الأفكار التي يمكن أن تراود العقول العقلائية في زمكان محدد لا يمكن أن تخرج إلى فضاء آخر رغم كثرتها، وأيضا لو ركزنا بنظرات التهكم المختنقة للمشخص لوجدنا إن ارتباط الألوان مع الرموز في اللوحة عزز تأصيل الأسئلة الحاسرة  مما يصنع هدفا جليا وهو اصطدام الأفكار الجادة بأسئلة لا تجد لها أجوبة.

تكمن جاذبية هذا العمل الفني في إضافة الحروفيات والمرقمات التصويرية مع فن البورتريه لأول مرة، سرد براعة التقديم وتجلي الخبرة في الإيحاء النفسي المراد مشاركته مع المتلقي وشمول الطرح العام لكل مستويات القراءة النقدية للفن المعاصر

 

بقلم: سمر الجبوري

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم