صحيفة المثقف

احذر النسخ...

الاستنساخ من اسهل واجمل ماحدث مع تطور الزمن لانه يرفع عنا الكثير من التعب نسخ كتاب كامل في ثانية واحدة.. نسخ معاملات بأعداد هائلة بوقت قليل شيء مميز فعلا... وللكم الكبير من الفائدة التي ظهرت للعالم فكر العلماء باستنساخ الحيوانات وحتى فكروا باستنساخ البشر، وقاموا فعلا بتجربة الامر واستنسخوا حيوان وهو النعجة (دوللي).. وتمت التجربة بنجاح مع انها نفقت بعد ست او سبع سنين الا انها كانت تجربة ناجحة.. فمع ان اكبر العلماء فكروا بالاستنساخ المادي كشيء فيه نوع من الاعجاز والغرابة محاولين اثبات قدرتهم على تحقيقه باستمرار.. الا انك انت اليوم ودون اي امكانيات مادية تستنسخ بنجاح شخصيات وافكار ترافقك طوال سنين عمرك تستخدمها وقت حاجتك او مايحتم عليك الظرف.. لا تستغرب الامر وتعتقد انه غير موجود، اغلب علاقاتنا بمن حولنا اليوم تحمل شيء من نسخ قديمة رفعت في رفوف ادمغتنا وحفظت بدقة عالية.. وجود والدك خلفك ليسندك في صغرك اظهرته اليوم وفرضه عقلك على شخص وثق به واحبه... حنان امك وخوفها وترقبها لأوجاعك والمك تنشده اليوم من قلب انت احببته.. او قد يكون شخص آذاك ورسم في ملامح نفسك حقد لطباع معينة.. ريمت به اليوم بوجه اول من يقف في طريقك ويصدمك بحقيقة او أمر صائب كان ام لا لانك ترى فيه شخص انكرته نفسك وتبني بينك وبينه حاجز كبير وانت لاتعلم انه فقط كان مكان وضعت فيه مشاعر قديمة مستنسخة... وقد تنفر من شخص من اول نظرة او العكس ترى الاخر ملاك دون ان تكلمه او تتعمق بمعرفته... السبب طبعا انك سحبت من احد رفوف عقلك نسخة احببتها او ابغضتها قديما وطابقتها عليه... وقد يحدث اننا نرمي مانسخناه على انفسنا ونعيش شيء كرهناه في شخصية معينة عانينا منها نجد اننا وبلا وعي نمارس نفس الدور للتخلص من تلك النسخ المحفوظة في الذاكرة... الفكرة اننا جميعا اسرى ظروف الماضي التي نحتت حدود شخصياتنا وسعيد من يحاول التجرد والعيش مع من حوله دون اسقاطات قديمة وافكار ثابتة لا تتغير فقط لاننا تربينا عليها سواء كانت صحيحة او خاطئة..

 

هناء عبد الكريم

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم