صحيفة المثقف
النصب.. قصص قصيرة
البصيرة
حدثها عن الحب، فنهضت أشجارها تطلب الإرواء، طلب يدها، فلم يوافق أهلها، أصرت، حتى تم لها تحقيق إرادتها، قال لها يوما
- قالوا لي انك جميلة
- يقولون
- كيف رضيت أن تقترني بأعمى؟
- القلب وما يشتهي
- ارغب برؤيتك، لا أطلب في حياتي إلا هذا المطلب العسير
سكتت هي، ماذا بمقدورها أن تفعل له، وهي إرادة الله؟
سكت لحظات، ثم أعاد طرح الفكرة:
- أريد ان أراك، يقولون انك جميلة، أتمنى تحقيق رغبتي
- هذه مشيئة الله
- كيف هذا؟ قال الله اعملوا وأنا معكم، تطور الطب، وأصبحت العمليات التجميلية تنجح وتغير شكل الإنسان، ألم تسمعي بعمليات تغيير الشكل الجارية في كل مكان
- لم افهم
- أريد عينا من عينيك لأتمكن من رؤيتك حبيبتي
- أعطيك عيني الاثنتين لو استطعت
- أريد واحدة فقط، أحب العدل
تفكر الزوجة، وتظهر عليها علامات الحيرة، تصمت، يواصل الزوج:
- عملية بسيطة تحققين بها أملنا نحن الاثنين، لقد اتفقت مع الطبيب صديقي
تفرح الزوجة، تظهر عليها معالم الارتياح، سوف تحقق رغبة حبيبها
حين تنجح العملية:
- لقد كذبوا علي، وخدعوني، لست جميلة كما زعموا، انك بعين واحدة
- وهبتك اياها
- لست مستعدا للعيش مع امرأة نصف عمياء
***
ذكاء
وقف صفان لاستلام مواد بطاقة التموين، صف طويل جدا، وقفت فيه النساء، وصف ثان وقف فيه بعض الرجال، وفيهم امرأة واحدة .
قال لها احدهم:
- ليس هذا مكانك، انتقلي إلى الصف الثاني
- ...............
- أمي، اذهبي إلى صف النساء
- ...............
- حاجّة، من فضلك، كوني مع النساء.
وضعت المرأة يدها على عينها، ونظرت إلى البعيد، وهي تقول
- وأين هم الرجال؟ هو واحد الله يحفظه لنا، ويديمه على رؤوسنا
ابتسم الجميع، وكانت السيدة أول المستلمين.
***
النصب
وقف المسرحي الكبير أمام تمثاله الأنيق، متكئا على عكازه، وقال له:
- نحن توأمان، أنا وأنت صنوان، لكنني جائع وثيابي بالية ومريض و شيخوختي قاسية
وأنت رائع وبهي، ويشار لك بالبنان
***
صبيحة شبر
25 ابريل 2009