صحيفة المثقف

بلون الكرز..!

صحيفة المثقففي زاوية المقهى

وتحت الموقد قطٌ

يلتف

قرب الموقد

وعيناه تراقب

من يخرج أو يدخل..

وكان الجو ظليلاً بالموسيقى

وفتاة يملؤ عينيها

كحل أسود

كالليل الفاحم

وعلى كتفيها

شال أحمر

وجه أسمر

وقلادتها خضراء سوداء

تحمل حرفًا

يصرخ ، خذني

نحو سليل الماء أغني

للفجر لكي يشرق

وللأوراد لكي تعبق

وبين أصابعها خيط

عبير سجارتها

ينهل من جفنيها

شيئًا

حين ترامت

صيحات النورس

يعبث فيها خيط أبيض

ينسل رويدًا يتلوى

من قهوتها

وتسيل الشهوة

تقطر من شفتين

بلون الكرز

تأكلها نظرات..

وخارج هذا الكون عبرات..

وبين الأثنين

يلوذ العالم صمتًا في سكرات..

أهو اللذة في رسم الجمرات..؟

أهو الصحوة تعني قبر الشهوات..؟

جاءت تتمسح كالعادة

وتموء

ويتيه العالم في رمس الكلمات..

وفيض العبرات

ويشاغل كوته

في جوف الظلمات..

وجاء الفيض شحيح الحسرات..

من أين يجئ

النغم المحزون من النايات؟

وكيف يجافي الوهم القابع في الحانات؟

وكيف تموج الأنفاس شموسًا

تجري في الأوهام طقوصًا

تذرف دمعًا في الأعلى، سحابات..

غابت في ضوء الشمس

تلاشت

لم تترك غير العطر

يداعب أخيلة ترقب تلك النظرات..!!

***

د. جودت صالح

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم