صحيفة المثقف

الأدهى والأمر

وداد فرحانشكرا لجائزة نوبل، فإنها خففت جزءًا من معاناة الايزيديات المخذولات السليبات منتهكات الحرمات.

ليست الشجاعة أن تختطف النساء من خدورهن، ليبعن في سوق النخاسة أمام عالم فقد البصر والبصيرة، بل الشجاعة أن تتحول المأساة الى علامات شاخصة، تؤرخ الجريمة في سجلات التأريخ بأحرف من نور تقرأها الأجيال.

نادية مراد.. الهمامة، الملهمة لمعاني السلام، لم تبحث عن الضوء، بل تسارعت الى شجاعتها الأضواء، حتى أصبحت مثالا للبطولة والإقدام في إحالة ظلمة الليل الحالك إلى نور ساطع، تزغرد في صباحه عصافير العشق، وتصفق بأجنحتها حمائم السلام.

شكرا لنوبل جائزته إلى المرأة الأيزيدية التي اختزلت ملاحم النساء جميعا، فأندى تحويلها العسر يسرا جبين العالم، وأخفى المجرم رأسه في رمال الرذيلة التي ما عادت تخفيه.

لكن العنف ضد المرأة لم يتوقف، ومازال المجرمون يتصيدون الجمال والكلمة الأنثوية، خائفين مذعورين من أن يكون لها في مجتمع العنتريات دور عبلة.

وكما هي سعادتنا تغمرنا بما حققته نادية مراد، نستذكر المضحيات بالنفس حماية لشرفهن ممن قضين على أيدي الإرهاب، ونذكر العالم من جديد بأن هناك جرائم منظمة ضد المرأة، يصفق لها بعض السياسيين، ويغض الطرف عنها البعض الآخر، والأدهى والأمر أن يشرعنها المنافقون.

نادية مراد، كنت كل النساء، وكل النساء أنت، فلشجاعتك يقف العالم على قدميه احتراما وتقديرا، وتنحني الرؤوس عرفانا لرسالتك التي جمعت العدو والصديق كما اختلفا عليها.

 

وداد فرحان - سيدني

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم