صحيفة المثقف

تداعيات غيمة

عقيل العبوديوم صار للريح مأوى، الغيمة تناثرت اشلاؤها، وأندلع دوي صراخ عند ذلك الاتساع الذي كاد ان يهوي وسط قيعان تلك المحيطات المترامية في هذا العالم، لولا بكاء عصفور وُلد حديثا، ليلتقط الألم.

يومئذ الجبل المطل على ذلك الوادي، قرر ان يرتدي لباس أبوتهِ معلناً الحداد على تلك القطع البيضاء التي زُهِقَت أرواحها بشكل مفاجئ. 

الطيور السوداء جميعها استحضرت أثواب الحزن، حلَّقَت بعيدا، حتى ذلك الغراب الذي أُعيقَ جناحه الأيمن بفعل حجرة تهشمت عظامها تلبية لرغبة  رصاصة طائشة.

لذلك تازرا، الشجيرات التي داهمها الذبول قررت ان تعيش أطول فترة من الزمان تحديا لجبروت ذلك السقوط.

السماء اكراما اكتظت نجومها بالليل، أمومتها انصعقت، لتسري هكذا على شاكلة طفلة، انفاسها اريد لها ان تحتضر.

الارض بناء على ذات المعنى، استسلمت لعناق طويل، فتحت ذراعيها، الظلمة تبددت أطيافها ربما أملاً بالاحتفاء بشئ ما.

النبتة الشاحبة اختبأت خلف دموع مقلتيها. تكرر المشهد مرة اخرى، بينما راح المطر يَنبتُ أصواته  فوق خفيف ذلك التراب الذي قرر ان يفرض نفسه وسط الزحام، اما الاشجار العالية  فقد راحت تستقبل إستغاثات قادمة.

الشتاء تعانق بدفء محموم مع أنين بقعة من الضوء، غادرها القمر، سواد الليل مرة اخرى التحق بموجة برد قارس، الثلوج صار لها وقعا مخيفا.

الغابة، ذلك الاتساع، كعادتها راحت تأوي اليها الطيور، والأفاعي، بل وحتى جميع انواع الحيوانات المفترسة، وعلى غرار ذلك إلتحقت بأغصانها الزقزقات، وتعانقت مع قيعانها زخات اتعبها المطر.

السماء بناء، تألمت كثيراً، حاولت ان تعلن الخبر، بينما بقي الصمت عاجزا لا يقوى ان يلبي رغبة كتلة ثلجية التحقت بأفول شمس اجهشت بالبكاء.  

 

عقيل العبود/ San Diego

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم