صحيفة المثقف

سرطان الثدي في العراق

بمناسبة شهر التحدي لسرطان الثدي (تشرين الاول)

اعلنت منظمة الصحة العالمية شهر تشرين الاول لعام 2018 شهر التحدي لسرطان الثدي او شهر التوعية بهذا المرض وذلك لغرض تسليط الضوء على المرض وتوعية النساء والمجتمع بخصوص هذا المرض الذي يفتك بصحة وحياة النساء على مستوى العالم خصوصا بأن المرض قابل للاكتشاف المبكر والتشخيص والعلاج المبكر ويمكن الحد من الاصابات والاختلاطات الناتجة عن المعالجة والوفيات به من خلال برامج الفحص المبكر والفحص الوقائي للنساء.

 ومن خلال الارقام التي ينشرها موقع ورلد لايف ومنظمة الصحة العالمية ساقوم بأستعراض ارقام الاصابات والوفيات بالمرض على مستوى دول العالم والدول العربية ومقارنتها بالعراق.

يقاس عدد الوفيات بمرض سرطان الثدي في كل مئة الف من النساء وعلى مستوى دول العالم تحتل دولة تونغا المرتبة الاولى او الاعلى حيث عدد الوفيات 21.91 في كل مئة الف من النساء في عام 2017 وبعدها غرينادا وبعدها باربادوس ولا توجد دولة عربية في الدول العشر الاعلى . 

اما اقل دولة بعدد الوفيات بالمرض هي بوتان وتحتل المرتبة 183 وبعدد وفيات 0.98 وقبلها منغوليا وقبلها الامارات العربية المتحدة وبعدد 2.20

بالنسبة للدول العربية فأعلى دولة عربية هي سوريا وتحتل المرتبة 11 على مستوى العالم وبعدد وفيات 14.17 وبعدها لبنان وبعدد وفيات 12.19 وبعدها الصومال وبعدد وفيات 12.18 ثم العراق وبعدد وفيات 11.70 ويحتل المرتبة 37 على مستوى العالم وهذا يعني أن العراق يقع في الربع الاول ثم مصر وبعدد وفيات 11.30 وتحتل المرتبة 45 على مستوى العالم .

 اما اقل الدول العربية في عدد الوفيات بالمرض فهي الامارات وقبلها قطر وبعدد 3.02 ثم عمان وبعدد 3.45 ثم السعودية وبعدد 4.03 ثم ليبيا وبعدد 4.87.وهذا يعني أن العراق يعتبر من اعلى الدول العربية وعلى مستوى العالم من حيث ارتفاع عدد الوفيات بالمرض وعدد الوفيات لا يحدد مستوى اكتشاف الاصابات مبكرا بل يعني تختلف انظمة الكشف المبكر وانظمة التوعية الصحية للمرض وتخلف طرق التشخيص والعلاج المبكر مما يؤدي الى ارتفاع الوفيات بالمرض بسبب عدم امكانية الكشف المبكر للمرض او تشخيصه او علاجه.

وسرطان الثدي من الامراض التي تلعب طرق الكشف المبكر والتشخيص والعلاج المبكر دورا مهما لانه من الامراض التي يمكن للمصاب ان يكتشفه بنفسه وهناك طرق لتدريب النساء على الفحص الذاتي للثدي وتحسس اي عقدة يمكن أن تثير الشك ومن ثم مراجعة الطبيب لغرض الكشف وتأكيد او نفي الشكوك .

كما ان وجود برامج المسح من خلال الفحص السريري والفحص بواسطة اجهزة الماموكرام من خلال الفرق الجوالة بواسطة السيارات التي تحمل اجهزة الفحص او عيادات الكشف المبكرالمتوفرة في كثير من المستشفيات، كما أن الوعي الصحي له دور هام في الاكتشاف المبكر للمرض .

يعتبر سرطان الثدي هو السرطان الاعلى في النساء في العراق وبعدد اصابات في عام 2018 (وحسب ارقام منظمة الصحة العالمية) 5141 وبنسبة (20.3%) من جميع السرطانات ثم يأتي من بعده سرطان الرئة . بينما يحتل سرطان الرئة المرتبة الاعلى في الرجال وبعدد اصابات  1573 وبنسبة (13.9%) من جميع انواع السرطانات في الرجال ثم يأتي من بعده سرطان المثانة.

تبلغ توقعات منظمة الصحة العالمية لعدد الاصابات للسنوات الخمس الماضية بسرطان الثدي 13006  وبالنسبة لجميع الانواع للذكور والاناث لعام 2018 في العراق 25320 ويبلغ العدد الكلي للاصابات للخمس سنوات الاخيرة 54809 فيما يبلغ عدد الوفيات 14524 لعام 2018.

عوامل الخطورة للإصابة بسرطان الثدي

 يمكن تقسيم عوامل الخطورة للإصابة بسرطان الثدي إلى عوامل يمكن تفاديها وأخرى لا يمكن تفاديها. وسرطان الثدي كغيره من أنواع السرطان الأخرى يعتبر نتيجة لعوامل بيئية متعددة و عوامل وراثية. وعلى الرغم من أن الكثير من عوامل الخطورة الوبائية معروفة، إلا أن السبب المباشرلكل حالة سرطان ثدي غير معروف . يحدد علم الأوبئة أنماط الإصابة بسرطان الثدي بين سكان معينين في خطر للاصابة بالمرض  لا على مستوى أفراد مستقلين.

 يُعزى مايقارب من 5% من الحالات الحديثة للإصابة بسرطان الثدي إلى متلازمات وراثية في حين تُشكل عوامل الخطورة المعروفة ما يقارب 30% من حالات الإصابة.

- يعتبرالعمر من اهم عوامل الخطورة للإصابة بسرطان الثدي حيث يزداد الخطر مع تقدم العمر. وتكون المرأة عرضة للإصابة بسرطان الثدي في الستينيات من عمرها أعلى بما يفوق 100 مرة منها في العشرينيات. إذا عاشت كل النساء إلى عمر 95، فأن امرأة من كل ثمان نساء تقريبا ستُشخَّص بسرطان ثدي في مرحلة من مراحل حياتها. رغم ذلك، الخطورة الفعلية أقل من ذلك لأن 90٪ من النساء يمُتْن قبل سن الخامسة والتسعين من النوبات القلبية والسكتات الدماغية أو أنواع السرطان الأخرى. تزداد احتمالية الإصابة بسرطان الثدي مع التقدم بالعمر إلا أنه يميل للخطورة أكثر لدى المصابين الأصغر عمراً.

- يعتبر الجنس او الجندر (اي جنس الانثى )هو عامل الخطورة للاصابة فالرجال أقل عرضة بكثير لخطر الإصابة بسرطان الثدي من النساء. في الدول المتطورة، تقريبا 99٪ من حالات سرطان الثدي تُشخّص عند النساء؛ الرجال يمثلون 5-15٪ من حالات سرطان الثدي في عدد قليل من البلدان الأفريقية التي تمثل أعلى حالات الإصابة بسرطان الثدي لدى الرجال.

- يعتبر عامل الوراثة من عوامل الخطورة حيث اثنان من الجينات الجسدية السائدة، تتسبب في أكثر حالات سرطان الثدي النسائية، كما أن النساء الحاملات لطفرة ضارة في الجين (بي ار سي أي) معرضات بنسبة 60٪ إلى 80٪ للإصابة بسرطان الثدي خلال حياتهن.

تتوفر الفحوصات التجارية للجينات في معظم الدول المتطور منذ عام 2004

 - عوامل اخرى مهمة: كما أن التعرض المستمر للتدخين وتناول الكحول وعدم الرضاعة او تأخرها وتأخر الحمل الاول والهرمونات البديلة كحبوب منع الحمل تعتبر من عوامل الخطورة.

 

د. احمد عبد الحسن المغير / طبيب وباحث

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم